العرب والعالم

عشرات الدول تطالب موسكو بتسليم محطة "زابوريجيا " معتبرة التمركز العسكري" امر غير مقبول "

15 أغسطس 2022
بوتين يروّج أمام حلفائه الأجانب لأسلحة روسية مجربة في ميدان القتال
15 أغسطس 2022

عواصم " وكالات": روّج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أمام حلفائه الأجانب للأسلحة المصنّعة في روسيا، مؤكدًا أنها أثبتت فعاليتها في ساحة القتال خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال بوتين "نحن مستعدّون لنقدّم لحلفائنا وشركائنا أحدث أنواع الأسلحة، من أسلحة المشاة إلى المركبات المدرّعة، مرورًا بالمدفعية والطائرات القتالية والطائرات المسيّرة".

وتابع "في جميع أنحاء العالم، يُقدّر الخبراء (هذه الأسلحة) لموثوقيتها ونوعيتها وفعاليتها الكبيرة خصوصًا. وُظّفت جميعها تقريبًا عدّة مرات في ظروف قتالية عديدة".

تطرّق بوتين لهذه المسألة في اليوم الأول من معرض عالمي للأسلحة يستمرّ أسبوعًا في كوبينكا في منطقة موسكو، حيث يتوقّع مشاركة 1500 شخص.

وأكّد بوتين أن روسيا لديها "الكثير من الحلفاء"، متحدثًا بشكل خاص عن "روابط الثقة" التي تجمع موسكو بدول في أميركا اللاتينية وآسيا وإفريقيا.

وأضاف "إنها دول لا تنحني أمام ما يسمى بالهيمنة. وقادتها يظهرون رجولية حقيقية".

واعتبر أن إخضاع عسكريين أجانب لتدريبات في روسيا يوفر "فرصًا كبيرة"، قائلًا "يفخر آلاف العسكريين المحترفين لاعتبار مدارسنا وأكاديمياتنا العسكرية جامعات لهم".

ودعا حلفاء روسيا إلى المشاركة في مناورات مشتركة مع موسكو.

وبين 2017 و2021، كانت روسيا ثاني أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، بحيث كانت تملك حصّة 19% من السوق العالمية، بحسب تقرير صدر عن معهد ستوكهولم الدولي للأبحاث حول السلام الذي لفت إلى أن النسبة آخذة بالانخفاض خلال السنوات الأخيرة.

وقد يزيد تأثير تداعيات العقوبات الغربية على روسيا، منذ بداية غزوها لأوكرانيا، على قطاع الأسلحة الروسية، من خلال عرقلة السلاسل اللوجستية والمالية. وتستخدم العديد من الأسلحة الروسية قطعًا أجنبية لم يعد ممكنًا استيرادها.

رغم هذه الصعوبات، أكّد الاثنين مدير الوكالة الفدرالية الروسية للتعاون في التسلح دميتري شوغايف، في حديث مع وكالة "ريا نوفوستي" لللأنباء، أن روسيا وقعّت عقودًا جديدة لتصدير الأسلحة في 2022 مقابل 16 مليار دولار، مع طلبات لشراء الأسلحة تبلغ قيمتها الإجمالية 57 مليار دولار.

التمركز العسكري الروسي غير مقبول

وعلى صعيد آخر، ضربت قذائف المدفعية مجددا مدينة إنيرهودار الأوكرانية فجر الاثنين بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، في الوقت الذي طالبت فيه عشرات الدول بالإنسحاب الفوري للقوات الروسية من المنطقة.

وجاء في بيان نيابة عن 42 دولة إن "تمركز أفراد عسكريين روس وأسلحة روسية في المنشأة النووية أمر غير مقبول".

وأضاف البيان الذي تناولته وسائل اعلام غربية: "نحث الاتحاد الروسي على سحب قواته العسكرية وجميع الأفراد الآخرين غير المصرح لهم فورا من محطة زابوريجيا للطاقة النووية والمناطق المحيطة بها مباشرة وجميع أنحاء أوكرانيا حتى تتمكن الشركة المشغلة والسلطات الأوكرانية من استئناف مسؤولياتها السيادية داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا".

وتم تقديم الطلب نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وأستراليا واليابان ونيوزيلندا والعديد من الدول الأخرى.

وتابع البيان:"سيمكن ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضا من إجراء التحقق وفقا لالتزامات الضمانات الأوكرانية في ظل ظروف آمنة ومأمونة وفي الوقت المناسب".

موسكو: سنسهل زيارة وكالة الطاقة الذرية لمحطة زابوريجيا

من جهتها، قالت موسكو إنها ستبذل "كل ما هو ضروري" للسماح لمتخصصين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا. يأتي ذلك وسط مخاوف بشأن سلامة المحطة التي تعرضت للقصف.

واستولت روسيا على المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، في مارس بعد وقت قصير من بدء عملياتها القتالية في أوكرانيا. وتعرضت المحطة للقصف في الأيام الماضية. وتبادلت الطرفان الروسي والاكراني الاتهامات بالقصف الذي تقول كل منهما إنه يُعَرض المحطة للخطر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان نُشر الاثنين "في تعاون وثيق مع الوكالة وقيادتها سنبذل كل ما هو ضروري ليصل متخصصو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة ويقدموا تقييما واقعيا للأعمال التدميرية (التي تتعرض لها) من الجانب الأوكراني".

وبينما تقول روسيا إن أوكرانيا تطلق النار بتهور على المحطة، تقول كييف إن روسيا هي التي تقصفها لتتهم أوكرانيا بالتسبب في أي انقطاع للكهرباء. ويقول مسؤولون أوكرانيون أيضا إن القوات الروسية تستخدم المحطة غطاء لها وهي تقصف البلدات والمدن الأوكرانية القريبة.

وفي الأسبوع الماضي دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف جميع الأعمال القتالية بالقرب من المحطة.

ونسب تقرير إلى ميخائيل أوليانوف المندوب الدائم لروسيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إنه سيتم الإعداد لزيارة للمحطة تقوم بها الوكالة في المستقبل القريب، لكن ما زالت أمامها عقبات.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أوليانوف قوله "بالنسبة لنا، أهم شيء هو أن نوفر الأمن المطلق للبعثة الدولية".

اجراء استفتاء في منطقة دونيتسك

في هذه الاثناء، خلص تقييم لمحللين بريطانيين في مجال الدفاع إلى أن سعي موسكو، لتشديد قبضتها على مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة القوات الروسية، إجراء استفتاء في منطقة بشرق أوكرانيا وصل إلى "مرحلة متقدمة".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في لندن في تحديث يومي إنه في منطقة دونيتسك" من المرجح أن تكون روسيا في مراحل تخطيط متقدمة لاجراء استفتاء، على الرغم من أنه غير واضح إذا كان قد تم اتخاذ القرار النهائي بإجراء التصويت".

وكانت روسيا قد قالت في البداية إنها تسعى للسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا، عندما قامت بغزو البلاد في فبراير الماضي. وتشكل المنطقتان معا منطقة دونباس، التي كان يسيطر عليها في السابق انفصاليون مؤيدون لروسيا.

مع ذلك، على الرغم من أن قوات موسكو سيطرت حتى الآن على لوهانسك، فإنها لم تسيطر بعد على دونيتسك، حيث مازالت المعارك مستمرة.

وقالت الوزارة" من المرجح أن يرى الكرملين إخفاق الجيش في السيطرة على دونيتسك اوبلاست كليا مما يمثل ضربة لأقصى أهدافه في أوكرانيا".

من ناحية أخرى، في إطار سعي كييف لصد الهجمات، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا ارديرن الاثنين أن بلادها سوف ترسل 120 من العاملين في مجال الدفاع إلى بريطانيا للمساعدة في تدريب الجنود الأوكرانيين.

في هذه الاثناء ، صد مقاتلون أوكرانيون هجمات روسية على بلدتي سوليدار وباخموت، وفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، فيما تواصل القوات الروسية استهداف مواقع في منطقة دونيتسك.

وتصدت قوات كييف أيضا لهجمات شمال مدينة سلوفيانسك وبالقرب من فوهليدار.

وذكر تقرير هيئة الأركان أن المقاتلين الأوكرانيين أحبطوا أيضا هجمات للقوات الروسية بالقرب من قريتي بيسكي وبيرفومايسكي.

وأفاد التقرير بأن القوات الروسية تواصل قصف مواقع للجيش الأوكراني على طول الجبهة بالمدفعية، بينما نفذت القوات الجوية الروسية نحو 5 عمليات قصف جوي.