العرب والعالم

طالبان تعقد مؤتمرا لمناقشة قضايا رئيسية..وباكستان توافق على نظام جديد للتأشيرات الأفغان

29 يونيو 2022
مسؤول في الحكومة الافغانية : الرجال سيمثلون النساء في تجمع للوحدة الوطنية
29 يونيو 2022

كابول "وكالات": قال عبد السلام حنفي القائم بأعمال نائب رئيس الوزراء الأفغاني الأربعاء إن تجمعا كبيرا تنظمه حركة طالبان ويضم رجال دين وشيوخ قبائل سيناقش ملفات الوحدة الوطنية وسيكون دون مشاركة نسائية.

وأضاف لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأفغانية (آر.تي.إيه) أن التجمع، الأول من نوعه منذ أن استولت طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، سيبدأ "اليوم "الخميس.

وقال حنفي "أشخاص مختلفون وبآراء مختلفة سيتجمعون... ستكون تلك خطوة إيجابية من أجل الاستقرار في أفغانستان وتعزيز الوحدة الوطنية" مضيفا أن زعماء دينيين طلبوا عقد التجمع لمناقشة نظام إسلامي للحكومة والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.

ولدى سؤاله عما إن كانت نساء سيشاركن في التجمع، قال حنفي إن المشاركين الرجال سينوبون عن النساء.

وتابع قائلا "النساء هن أمهاتنا وشقيقاتنا ونحترمهن كثيرا، وعندما يحضر أبناؤهن التجمع فهذا يعني أنهن مشاركات أيضا بطريقة ما في التجمع".

وقالت منظمات المجتمع مدني إن الاجتماع سيفتقر إلى الشرعية إذا لم تحضره نساء.

ولم يتضح بعد ما سيناقشه التجمع تحديدا وما إن كانت قضية التعليم الثانوي للبنات ستطرح فيه. ومن المتوقع أن يشمل نحو ثلاثة آلاف مشارك.

وفي هذه الاثناء، توجه وفد كبير من حركة طالبان، برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، الأربعاء إلى قطر لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين، بهدف الإفراج عن نحو تسعة مليارات دولار من الأموال الأفغانية المجمدة، في ظل ما تعانيه البلاد من فقر وجوع.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المتحدث باسم وزارة المالية الأفغانية أحمد والي حقمال القول إن المشاورات ستتركز على "إنشاء آلية للإفراج عن الاحتياطيات الأفغانية المجمدة"، مضيفا أن الوفد الأفغاني يتوقع أن تكون هذه الجولة من المحادثات "جادة".

ويضم الوفد محافظ البنك المركزي محمد إدريس ونائب وزير المالية نظير كبيري.

وأضاف حقمال أن الوفد سيلتقي المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست ومسؤولين من وزارة الخزانة.

وفي سياق آخر، وافق مجلس الوزراء الاتحادي في باكستان على نظام جديد للتأشيرات للمواطنين الأفغان، بما في ذلك التجار والمرضى.

ونوقشت سياسة التأشيرات للأفغان في اجتماع، حضره ممثلون عن وزارة الخارجية والهيئة الوطنية لقواعد البيانات والتسجيل وهيئة الاستثمار، حسب وكالة "باجوك" الأفغانية للأنباء امس.

وقالت وزيرة الإعلام الأفغانية، مريم اورانجزيب، أن البعثات الباكستانية في الخارج ستنظر في طلبات الحصول على تأشيرات للأفغان على أساس جوازات السفر الحالية والجنسية.

وبموجب السياسة التي تمت مراجعتها، ستتعامل البعثات الباكستانية في الخارج مع طلبات التأشيرات للأفغان، على أساس جوازات سفرهم الحالية، والجنسية بدلا من بلدهم الأصلي.

وقالت في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إن مجلس الوزراء وافق على إدراج فئة فرعية في فئة تأشيرة العمل للسائقين وعمال النقل والمساعدين لتعزيز التجارة مع أفغانستان.

وتهدف المبادرة إلى ضمان سهولة ممارسة الأعمال الجارية التي من شأنها في نهاية المطاف تعزيز التجارة بين باكستان وأفغانستان.

من جانب آخر،أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان بما يقرب من مليون دولار لدعم البلاد في استجابتها لزلزال 22 يونيو الجاري.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية "أن الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان في 22 يونيو أدى إلى تفاقم كبير في الأزمة الإنسانية المستمرّة التي يعاني منها الشعب الأفغاني منذ زمن طويل. وقد استجاب الشركاء المموّلون من قبل الولايات المتحدة والموجودون على الأرض بسرعة وقدّموا الرعاية الطبية، بينما أصدر الرئيس بايدن تقييما للاحتياجات الإضافية في أعقاب الكارثة الطبيعية".

وتابع البيان أنه "وفي استجابة للكارثة، ستقدّم الولايات المتحدة ما يقرب من 55 مليون دولار كمساعدات إنسانية فورية إضافية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستصل بشكل عاجل إلى الأشخاص الأكثر تضرّرا من الكارثة الطبيعية. يرفع هذا التمويل الجديد إجمالي المساعدة الإنسانية الأمريكية إلى أكثر من 774 مليون دولار في السنة الأخيرة".

ستضمّ هذه المساعدة الإضافية للإغاثة في حالات الكوارث إلى الأشخاص المتضرّرين من الزلزال احتياجات الإغاثة الهامة. كما سيدعم التمويل المناطق الأخرى ذات الاحتياجات العالية في جميع أنحاء البلاد، وفقا للبيان.

ووقع زلزال يوم الأربعاء الماضي بلغت قوته 9ر5 درجة على مقياس ريختر، ويقع مركزه في إقليم خوست بشرق أفغانستان.

وتقول السلطات المحلية إن الزلزال أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1040 شخصا وإصابة أكثر من 1600 آخرين.

وبعيدا عن ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تعمل بنشاط "لإعادة الوضع إلى طبيعته" في أفغانستان، مشيرا إلى "مسؤولية" موسكو في المنطقة بمناسبة زيارة لطاجيكستان المجاورة.

وقال بوتين خلال تبادل في دوشانبي مع نظيره وحليفه الطاجيكي إمام علي رحمن "نبذل قصارى جهدنا لإعادة الوضع إلى طبيعته في البلاد(في أفغانستان)ونحاول بناء علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر على الوضع".

وقال بوتين بحسب المشاهد التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الروسية "لكننا ننطلق من واقع أن جميع المجموعات العرقية في أفغانستان كما قلنا سابقًا يجب أن تشارك بشكل كامل في قيادة البلاد".

وأضاف بوتين متوجها الى نظيره الطاجيكي "من هنا تعلمون بشكل أفضل (...) ما يجب القيام به حتى يكون الوضع في المنطقة، في هذه المنطقة حيث لدينا مسؤولية مشتركة مستقرا ولا يهدد أحدا".

هذه هي الزيارة الأولى للرئيس الروسي إلى الخارج منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير.

تمتلك روسيا قاعدة عسكرية مهمة في طاجيكستان التي لها حدود مع أفغانستان على طول 1200 كيلومتر. وتشتبك القوات الطاجيكية بانتظام مع مهربي المخدرات الأفغان.

أثارت عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس الماضي مخاوف من زعزعة استقرار طاجيكستان، أفقر دولة في الاتحاد السوفياتي السابق والتي تعتمد اقتصاديًا على روسيا بشكل كبير.

يذكر أن استطلاع جديد للرأي أجراه معهد جالوب للتحليلات وقياسات الرأى العام في واشنطن اظهر أن أفغانستان هي أقل دولة في العالم من حيث الإيجابية.

وفي تقرير عالمي جديد، ذكر معهد جالوب الثلاثاء أن "التوتر والحزن والقلق يتزايدان في جميع أنحاء العالم".

وأصبح الوضع في أفغانستان التي مزقتها الحرب بالفعل أسوأ، وفقد الأفغان ما تبقى لهم من سعادة كانت قبل استيلاء طالبان على السلطة والانسحاب الفوضوي لقوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن 80 % من الأفغان كان لديهم قلق، و 74 % كانوا يشعرون بالتوتر و 61% كانوا يشعرون بالحزن خلال معظم اليوم السابق.

ورفضت حكومة طالبان -حكومة الأمر الواقع في كابول- التقرير، مدعية أن الناس "سعداء" تحت حكمها المتشدد.