No Image
العرب والعالم

سوريا تحذر من خطر اقامة منطقة عازلة في أراضيها

06 ديسمبر 2025
06 ديسمبر 2025

الدوحة"وكالات": اعتبر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اليوم أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا من شأنه أن يدخل بلاده في "مكان خطر"، فيما تواصل اسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة أسفر آخرها عن مقتل 13 شخصا.

في الوقت نفسه أكّد الشرع خلال حوار على هامش مشاركته في منتدى الدوحة أن المفاوضات لا تزال جارية مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة من أجل "معالجة المخاوف الأمنية" للطرفين.

وبعيد إطاحة تحالف فصائل مسلّحة الحكم السابق في الثامن من ديسمبر 2024 بعد نزاع استمر نحو 14 عاما، شنّت اسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق.

وأعلنت اسرائيل خلال العام الأخير مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص في الجنوب السوري. وفي موازاة ذلك، توغّلت قواتها في المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

وأكّد الشرع أن كل الدول الفاعلة تؤيد سوريا "في مطالبها انسحاب اسرائيل وإعادة التموضع إلى ما قبل 8 ديسمبر".

وأضاف أن "سوريا أصرت على احترام اتفاق الـ1974 وهو اتفاق صمد أكثر من خمسين سنة، هو اتفاق بشكل أو بآخر كان اتفاقا ناجحا، فالعبث في هذا الاتفاق.. وهو يحصل على إجماع دولي وإجماع مجلس الأمن، والبحث عن اتفاقات أخرى كمنطقة عازلة.. أعتقد أن هذا ربما يدخلنا في مكان خطر".

وقتل 13 شخصا أواخر نوفمبر بنيران إسرائيلية خلال عملية توغل نفذها الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت جنّ في جنوب سوريا، ووصفتها دمشق بأنها "جريمة حرب"، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه نفّذ عملية زعم انها تهدف إلى "توقيف مشتبه بهم ".

وقال الشرع في منتدى الدوحة "هناك مفاوضات الآن جارية والولايات المتحدة الأميركية منخرطة معنا في هذه المفاوضات"، مضيفا أن هناك تأييد دولي من أجل "معالجة المخاوف الأمنية المنطقية.. بحيث يخرج كلا الطرفان في حالة أمان".

وأضاف متسائلا "سوريا هي التي تتعرض إلى هجمات من إسرائيل..فمن الأولى أن يطالب بمنطقة عازلة وانسحاب؟"

من جهة أخرى أكد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم أن الجميع ممثل في الحكومة السورية وفق مبدأ الكفاءة لا المحاصصة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا ) عن الشرع قوله ، إن "سوريا تسلك مسارا جديدا سيتعلم منه الآخرون كيف تدار الأمور ما بعد الأزمات والحروب".

وأضاف:" أورثنا النظام السابق مشاكل كبيرة جميعنا فيها ضحايا ويجب معالجتها بحكمة، حصلت نزاعات وشكلنا لجان تقصي حقائق واستقبلنا لجانا دولية، ونعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم في الساحل والسويداء".

مؤكدا أن "سوريا ليست مجموعة طوائف تعيش مع بعضها، هي بلد غني وشعب مثقف وواع، وتعزيز مبدأ المحاسبة وفق القانون وتطوير دور المؤسسات هو الطريق إلى بناء الدولة وضمان حقوق الجميع".

وأوضح أن"سوريا انتقلت من نظام حكم إلى آخر لا يشبهه بعد نجاح الثورة الشعبية، ورغم بعض الإشكاليات التي حصلت، سوريا تسير بمسار إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي".

وأكد الشرع أن "التعافي الاقتصادي سيساعد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار، لذلك نواصل العمل على إقناع الولايات المتحدة بإلغاء قانون قيصر الذي وضع بالأساس لمحاسبة النظام البائد على جرائمه بحق الشعب السوري".

وأوضح أن "إدارة الرئيس ترامب تدعم مسار رفع العقوبات عن سوريا، وأغلب دول العالم تسير على هذا النهج، ولا يجب أن يكون مصير الشعب السوري مرتبطا بإرادة بعض الأشخاص الذين لا يريدون رفع العقوبات".