زيلينسكي يتهم موسكو بتوسيع الحرب..وروسيا تستعرض قوتها العسكرية
عواصم " وكالات": قالت روسيا اليوم الأحد إنها أطلقت صاروخ كروز فرط صوتي من طراز تسيركون على هدف في بحر بارنتس وإن قاذفات مقاتلة من طراز سو-34 نفذت ضربات في إطار مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا البيضاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مناورات "زاباد"، وتعني الغرب، الاستراتيجية المشتركة بين البلدين بدأت في 12 سبتمبر أيلول بهدف تحسين القيادة العسكرية والتنسيق في حال وقوع هجوم على أي منهما.
وقالت موسكو ومينسك إن هذه المناورات دفاعية فقط وإنهما لا تنويان مهاجمة أي عضو في حلف شمال الأطلسي، على الرغم من أن التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أعلن عن عملية "الحارس الشرقي" بعد توغل طائرات مسيرة روسية في بولندا الأسبوع الماضي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات مصورة لفرقاطة الأميرال جولوفكو التابعة للأسطول الشمالي وهي تطلق صاروخا فرط صوتي من طراز تسيركون على هدف في بحر بارنتس.
وقالت الوزارة "وفقا لبيانات الرصد التي تم تلقيها للتو، دُمر الهدف بإصابة مباشرة".
وذكرت الوزارة أن طائرات بعيدة المدى مضادة للغواصات تابعة للأسطول الشمالي شاركت أيضا في المناورات. وأضافت أن أطقم طائرات سو-34 تدربت على قصف أهداف أرضية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2019 إن صاروخ تسيركون يمكنه الانطلاق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بتسعة أمثال وضرب أهداف في البحر والبر على مدى يفوق ألف كيلومتر.
زيلينسكي يتهم روسيا بتوسيع الحرب في أوكرانيا
من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتوسيع الحرب بعد إعلان التأهب الجوي في بولندا ورومانيا المجاورتين.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تليجرام أن الجيش الروسي يعلم بالتحديد أين تحلق مسيراته وأن هذا لم يكن أمرا عشوائيا من أي من القادة الفرعيين، "إن هذا توسيع واضح للحرب من قبل روسيا".
وشدد زيلينسكي على أن هذا النهج يتطلب إجراء احترازيا من قبل الغرب، ويتعين أن تشعر روسيا بالعواقب.
وحث من جديد على فرض عقوبات ورسوم جمركية على التجارة الروسية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لكنه قال إنه من الضروري أيضا تأسيس نظام أمني مشترك.
وقال في إشارة للأوروبيين: "لا تنتظروا العشرات من (مسيرات) شاهد والصواريخ الباليستية لتتخذوا القرار في نهاية المطاف".
روبيو: خرق مسيرات روسية أجواء بولندا "غير مقبول"
من جهته، جدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم رفض بلاده خرق مسيرات روسية المجال الجوي البولندي خلال هجوم على أوكرانيا هذا الأسبوع واصفا اياه بأنه "تطور مؤسف وخطر".
وقال روبيو للصحافيين في واشنطن "السؤال هو ما إذا هدفت المسيرات إلى دخول بولندا تحديدا. إذا كان الأمر كذلك، وإذا قادتنا الأدلة إلى هناك، فمن الواضح أنه سيكون... تصعيدا كبيرا".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إنّ هذا الانتهاك الروسي قد يكون حصل "من طريق الخطأ"، فيما أثار الحادث قلق أوروبا.
ورفض رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك موقف ترامب.
وقال توسك الجمعة على منصة "اكس" "كنا نتمنى أيضا أن يكون هجوم المسيرات على بولندا خطأ. لكنه لم يكن كذلك. ونحن نعلم ذلك".
وأعلنت السلطات البولندية أنها عثرت على أجزاء من 17 مسيرة روسية الصنع، سقطت من دون التسبب في أي إصابات أو أضرار جسيمة في شرق البلاد الأربعاء الماضي.
ويبدو أن روسيا التي رفضت دعوات ترامب لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، أطلقت المسيرات الـ 17 التي سقطت في بولندا.
ويضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو) المدعوم من الولايات المتحدة أمن بولندا التي زار رئيسها البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
ووصفت العواصم الأوروبية والاتحاد الأوروبي الخرق بأنه اختبار لعزيمة حلف شمال الأطلسي في مواجهة الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا.
غالبية الألمان قلقون بشأن هجوم روسي محتمل
وفي سياق الاحداث الجارية، عقب دخول طائرات روسية مسيرة المجال الجوي البولندي، يشعر غالبية الألمان بالقلق من هجوم روسي محتمل على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مثل بولندا أو ليتوانيا في المستقبل القريب.
وبحسب استطلاع أجراه معهد "إنسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد، يخشى 62% من المشاركين البالغ عددهم 1002 شخص مثل هذا الهجوم، بينما أعرب 28% عن عدم خشيتهم ذلك، وأجاب 10% بلا أعرف.
وخلال غارة جوية روسية على أوكرانيا ليلة الثلاثاء -الأربعاء الماضية، حلقت عدد كبير من الطائرات المسيرة في المجال الجوي البولندي، وبالتالي المجال الجوي لحلف الناتو. وأسقطت القوات الجوية البولندية وحلفاء آخرون في الناتو بعض الطائرات الروسية المسيرة لأول مرة.
وتستبعد الأوساط العسكرية أن تكون الطائرات المسيرة قد أطلقت عن طريق الخطأ. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات مبرمجة لتدمير أهداف على أراضي الناتو، أم أنها كانت ببساطة استفزازا أو اختبارا لدفاعات الناتو الجوية.
ووفقا للاستطلاع، فإن غالبية الألمان يؤيدون أيضا اتخاذ إجراءات اقتصادية أكثر صرامة ضد روسيا. ويعتقد 49% منهم أنه يجب وقف جميع واردات الغاز والنفط من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي فورا، بينما أيد استمرارها 33% آخرون، وأجاب 11% بلا أعرف، وأبدى 7% عدم اهتمامهم بالأمر.
وبحسب الاستطلاع، دعا 51% من المشاركين أيضا إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، بينما عارض ذلك 29% آخرون، وأجاب 20% بلا أعرف.
اندلاع حريق في مصفاة نفط روسية
على الارض، قال مسؤولون روس اليوم الأحد إن أوكرانيا شنت هجوما كبيرا بما لا يقل عن 361 طائرة مسيرة استهدفت روسيا خلال الليل، مما أدى إلى اندلاع حريق صغير في مصفاة كيريشي النفطية الضخمة في شمال غرب روسيا، ولم يبلغوا عن وقوع إصابات.
وفي وقت تبحث فيه القوى الكبرى كيفية إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تتصاعد حرب الطائرات المسيرة مع إسقاط مسيرات روسية في بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، وهجمات أوكرانيا على مصاف وخطوط أنابيب نفط في روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت ما لا يقل عن 361 طائرة مسيرة، بما في ذلك أربع قنابل جوية موجهة وصاروخ هيمارس أمريكي الصنع.
وقال مسؤولون روس إن مصفاة كيريشي التابعة لشركة سورجوت نفت غاز، وهي واحدة من أكبر مصفاتين في روسيا، تعرضت لهجوم أوكراني بطائرات مسيرة.
وقال ألكسندر دروزدينكو حاكم منطقة لينينجراد إنه جرى تدمير ثلاث طائرات مسيرة في منطقة كيريشي، وإخماد حريق اندلع نتيجة سقوط حطام.
وأضاف أن الحادث لم يسفر عن إصابات.
وأكد سلاح المسيرات الأوكراني الهجوم على المصفاة، وقال إنه "نفذ ضربة ناجحة".
ولم تتمكن رويترز من التحقق بعد من حجم الأضرار، إن وجدت، التي لحقت بالمصفاة.
وتتولى مصفاة كيريشي تكرير حوالي 17.7 مليون طن سنويا (355 ألف برميل يوميا) من النفط الخام الروسي، أي ما يعادل 6.4 بالمئة من إجمالي إنتاج البلاد.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، صعّدت الولايات المتحدة ضغوطها على دول حلف شمال الأطلسي لتشديد عقوبات الطاقة المفروضة على روسيا، سعيا لتقليص عائداتها والمساعدة في إنهاء الحرب مع أوكرانيا، وهو صراع كافح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهائه.
وقال ترامب أمس إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في قطاع الطاقة، ولكن بشرط أن تتوقف جميع دول الحلف عن شراء النفط الروسي وتطبق إجراءات مماثلة.
وقال رادي خبيروف حاكم منطقة بشكورتوستان الروسية إن شركة نفط في المنطقة ستحافظ على مستويات الإنتاج رغم هجوم بطائرات مسيرة أمس.
