زيلينسكي: نريد «مليار دولار شهريا» لشراء أسلحة أمريكية
عواصم «وكالات»: أكدت واشنطن اليوم على لسان نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي. فانس أن روسيا قدمت «تنازلات كبيرة» لإنهاء صراعها مع أوكرانيا.
وفي مقابلة مع شبكة إن.بي.سي الأمريكية، قال فانس: «لقد قدم الروس تنازلات كبيرة للرئيس دونالد ترامب للمرة الأولى في ثلاث سنوات ونصف من هذا الصراع».
وتابع فانس: «لقد كانوا على استعداد بالفعل للتحلي بالمرونة في بعض مطالبهم الأساسية. لقد تحدثوا عما سيكون ضروريا لإنهاء الحرب».
وأضاف نائب الرئيس الأمريكي: إن موسكو اعترفت «بأن أوكرانيا ستتمتع بسلامة أراضيها بعد الحرب. لقد أدركوا أنهم لن يكونوا قادرين على تنصيب نظام دمية في كييف». وأكد فانس مجددا أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات لفرض اتفاق سلام.
وقال: «الرئيس كان واضحا جدا. لن يكون هناك جنود على الأرض في أوكرانيا»، مضيفا: إن الولايات المتحدة «ستواصل لعب دور نشط في محاولة ضمان أن الأوكرانيين لديهم الضمانات الأمنية والثقة التي يحتاجونها لوقف الحرب من جانبهم وأن الروس يشعرون بأنهم يستطيعون إنهاء الحرب من جانبهم».
بالمقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم: إن كييف تهدف إلى ضمان الحصول على ما لا يقل عن مليار دولار شهريا من «حلفائها الأوروبيين» لشراء أسلحة أمريكية لدعم مجهودها الحربي ضد روسيا. قال زيلينسكي اليوم: إنه يعتزم أن يناقش مع المبعوث الأمريكي الخاص كيث كيلوج الاستعدادات لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
النرويج: تخصيص 7.2 مليار يورو كمساعدات لأوكرانيا
من جهته، قال رئيس وزراء النرويج يوناس جار ستوره اليوم خلال زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف: إن الدعم العسكري والمدني الذي يقدر بالمليارات لأوكرانيا سوف يمتد حتى العام المقبل، وذلك في ظل الغموض الذي يحيط بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل لتسوية سلام.
وأضاف ستوره، الذي تتاخم بلاده روسيا، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي: إن أوكرانيا «تدافع عن مبدأ مهم على مستوى أوروبي» من خلال رفض القبول بسيطرة روسيا على الأراضي.
وتشهد كييف تدفقا لمسؤولين بارزين خلال الأيام الأخيرة، مما يعكس المخاوف بشأن توجه السلام الذي تقوده أمريكا، حيث يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كيفية المضي بدون وجود دلالات على أي انفراجة.
في الأثناء، تعتزم الحكومة النرويجية تخصيص 85 مليار كرونة (7.2 مليار يورو) كمساعدات لأوكرانيا العام المقبل، وهو المبلغ نفسه الذي التزمت به في عام 2025، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره اليوم .
وإذا وافق البرلمان على الاقتراح سترتفع قيمة الدعم الإجمالي المدني والعسكري الذي تعتزم النرويج تقديمه لكييف من 2023 إلى 2030، إلى 275 مليار كرونة (أكثر من 23 مليار يورو)، ما يعزز موقعها كواحدة من أبرز داعمي أوكرانيا.
وقال ستوره في بيان: «ترغب الحكومة في تمديد برنامج المساعدة الاستثنائية لأوكرانيا خلال العام المقبل، عبر مساهمة إجمالية بقيمة 85 مليار كرونة للدعم العسكري والمدني».
وأضاف: «رغم الحديث عن وقف إطلاق النار والسلام، فإن الحرب في أوكرانيا لا تزال محتدمة. وفي ظل هذا الوضع، من المهم أن نُظهر دعما قويا ومتواصلا لأوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية».
ويُفترض أن يُدرج هذا الدعم ضمن مشروع موازنة عام 2026، الذي ستقدّمه الحكومة العمالية التي لا تتمتع بالغالبية في البرلمان، خلال شهر أكتوبر المقبل.
وتُجرى في النرويج انتخابات تشريعية مرتقبة في 8 سبتمبر القادم، وسط منافسة شديدة بين المعسكرين اليساري واليميني. ورغم ذلك، تحظى المساعدات المقدّمة لأوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ 2022، بإجماع واسع في البلاد.
وبحسب معهد كيل الألماني للأبحاث، جاءت النرويج في المرتبة الثانية بين الدول الأوروبية، بعد ألمانيا، من حيث حجم الدعم العسكري المقدَّم لأوكرانيا خلال شهري مايو ويونيو.
وأعلنت أوسلو الأحد، تخصيص نحو 7 مليارات كرونة لدعم الدفاع الجوي الأوكراني، من خلال شراء نظامي باتريوت متكاملين بالتعاون مع برلين.
ألمانيا تهدد بفرض مزيد من العقوبات على موسكو
وفي السياق، طالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مفاوضات ثنائية عاجلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مهددا بفرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وأضاف فاديفول: «إذا ظن الرئيس بوتين أنه يستطيع اللعب على عامل الوقت، فسيكون قد أخطأ في حساباته»، مؤكدا ضرورة مواصلة الضغط على روسيا، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا.
وقال وزير الخارجية الألماني: إن على بوتين الآن أن يثبت حقا استعداده للعمل من أجل سلام عادل، وقال: «بناء على كل ما نراه، ثمة شكوك كبيرة حول هذا الأمر»، مشيرا إلى أن أوكرانيا قدمت التزاما استباقيا بالاستعداد للتفاوض دون أي شروط، وقال: «أمر واحد واضح: لن تكون هناك مفاوضات بمنأى عن إرادة الشعب الأوكراني. هذا هو وعدنا الأوروبي المشترك»، مضيفا: إنه يمكن لأوكرانيا مواصلة الاعتماد على «دعمنا السياسي والاقتصادي والعسكري». وفي العاصمة الأوكرانية كييف، أكد نائب المستشار ووزير المالية الألماني، لارس كلينجبايل، استعداد ألمانيا للمشاركة في أي ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا.
وخلال لقائه اليوم بالصحفيين، لم يدل الوزير في المقابل بأي تعليقات عندما سئل عن إمكانية تقديم ألمانيا مساهمة عسكرية مباشرة بجنودها لضمان حل سلمي بين أوكرانيا وروسيا. وقال كلينجبايل، الذي يتزعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي: «لطالما أظهرنا خلال السنوات الثلاث والنصف التي استمرت فيها هذه الحرب أننا لا نتراجع، بل نقف إلى جانب الشعب الأوكراني. وهذا ينطبق أيضا على الضمانات الأمنية».
وذكر الوزير أن هناك خيارات متعددة للضمانات الأمنية، مشيرا إلى أن المحادثات لا تزال في أولها، مؤكدا أن المهم هو «جيش أوكراني قوي وقادر دفاعيا»، وأضاف: «والأمر الثاني هو تكثيف إنتاج الأسلحة هنا في أوكرانيا أيضا، ما يمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وردع أي عدوان».
وقال كلينجبايل: «المهم هو وجود ضمانات أمنية في النهاية تضمن عدم تعرض أوكرانيا للهجوم، وأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يقدم على مهاجمتها بالطريقة التي اعتاد عليها خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية».
روسيا تسيطر على قرية جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك
وعلى الأرض، أعلن الجيش الروسي اليوم الاثنين السيطرة على قرية جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، محققا المزيد من التقدم في الأراضي الأوكرانية في وقت عاد الجمود ليخيّم على مساعي التوصل لاتفاق سلام.
وتتقدّم القوات الروسية ببطء ولكن بثبات في ظل معارك للسيطرة على مناطق واسعة مدمّرة في شرق ووسط أوكرانيا حيث لم يعد هناك غير عدد قليل من السكان والأبنية غير المدمرة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية زابوريزكه في المنطقة حيث تقدّمت القوات الروسية مؤخرا لأول مرة في إطار عمليتها العسكرية المتواصلة مند ثلاث سنوات ونصف.
وتنفي كييف أن تكون القوات الروسية رسّخت مواقعها في منطقة دنيبروبيتروفسك التي تعد مركزا صناعيا مهما.
وسبق أن كانت منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط) بمنأى إلى حد كبير عن المعارك التي شهدتها أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا إلى أن أعلنت روسيا دخول قواتها إليها في يوليو.
ودنيبروبيتروفسك ليست من بين المناطق الأوكرانية الخمس (دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا والقرم) التي أعلنتها موسكو أراض روسية.
وأفادت أوكرانيا بأن روسيا أطلقت أكثر من 100مسيّرة اليوم ، ما أسفر عن مقتل سائق مدني يبلغ من العمر 37 عاما وإصابة شخصين بجروح في منطقة سومي (شمال شرق).
في المقابل، أعلنت موسكو أن كييف أطلقت حوالي 20 مسيّرة استهدفت غرب روسيا.
