No Image
العرب والعالم

زيلينسكي: لا اتفاق حتى الآن بشأن شرق أوكرانيا في محادثات واشنطن

09 ديسمبر 2025
ترامب يحذر : أوروبا تمضي في اتجاهات لا تُحمد عقباها
09 ديسمبر 2025

عواصم " وكالات ": أبدى حلفاء أوكرانيا الأوروبيون دعمهم للرئيس فولوديمير زيلينسكي، إذ أعربوا عن شكوك بشأن أجزاء من مقترح أمريكي لإنهاء الحرب مع روسيا.

واجتمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس مع زيلينسكي لنحو ساعتين تقريبا بعدما اتهمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يطلع على مقترحه الأخير لإنهاء النزاع مع روسيا والذي لم تُكشف تفاصيله بعد.

وفي مستهل الاجتماع، عبّر ميرتس عن "شكوكه" تجاه "بعض التفاصيل التي نراها في الوثائق الواردة من الولايات المتحدة"، من دون أن يحدد ما هي الوثائق التي يشير إليها، وقال "لا بد من مناقشة هذه المسألة ولهذا السبب نحن هنا".

وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى وكالة فرانس برس بأنّ مسألة الأراضي لا تزال "الأكثر تعقيدا"، إذ تطالب موسكو بانسحاب القوات الأوكرانية من بعض المناطق التي ما زالت تسيطر ليها.

وتريد روسيا التي تسيطر على الجزء الأكبر من دونباس، السيطرة على كامل هذه المنطقة، وهو مطلب رفضته كييف مرارا.

من جهته، قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ليس لكييف الحق لا قانونيا ولا أخلاقيا للتنازل عن أراض أوكرانية لموسكو في أي اتفاق يهدف لوضع حد للحرب الروسية الذي بدأت قبل نحو أربع سنوات.

وقال الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "هل نفكر في التنازل عن أراضٍ؟ ليس لدينا أي حق قانوني لفعل ذلك، لا بموجب القانون الأوكراني ولا دستورنا ولا القانون الدولي. وليس لدينا أي حق أخلاقي أيضا".

وأوضح بأن الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى تسوية بشأن المسألة.

وأفاد "تصرّ روسيا على وجوب تخلّينا عن أراض، لكننا لا نريد التخلي عن أي شيء. نقاتل من أجل ذلك كما تعرفون جيدا".

وتابع "هناك مشاكل صعبة متعلقة بالأراضي ولم يتم التوصل إلى أي تسوية حتى الآن".

واشار زيلينسكي إن المفاوضين الذين يناقشون مبادرة السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة ما زالوا منقسمين بشأن الأراضي، حيث أعرب الرئيس دونالد ترامب عن خيبة أمله في تعامل كييف مع الاتفاق موضحا بإن عناصر الخطة الأمريكية تتطلب مزيدا من المناقشة حول عدد من "القضايا الحساسة"، بما في ذلك الضمانات الأمنية للدولة التي مزقتها الحرب والسيطرة على المناطق الشرقية. وقال الرئيس الأوكراني إن المحادثات لم تسفر بعد عن اتفاق بشأن منطقة دونباس الأوكرانية، بما في ذلك مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك.

وتابع زيلينسكي حديثه لوسائل الاعلام: "هناك رؤى للولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا - وليس لدينا رؤية موحدة بشأن دونباس". وتابع أن كييف تسعى إلى التوصل إلى اتفاق منفصل بشأن الضمانات الأمنية من الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة،وإن المحادثات "طويلة وصعبة، لكنها ليست تصادمية". ومع ذلك، تشير تصريحاته إلى أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى توافق في الآراء.

من جهتها، قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مع كييف بشأن "إطار عمل لترتيبات أمنية" وناقشوا ما هو مطلوب لمنع هجوم آخر، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى تحقيق اختراق كبير.

وتتضمن خطة السلام الأمريكية مطالبة كييف بالتنازل عن مساحات شاسعة من أراضيها تشمل لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون إلى روسيا فضلا عن تقليص حجم جيشها، من بين إجراءات أخرى. ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالخطة. غير أن الدول الأوروبية أعربت عن تحفظات بشأن الخطة السلام الأمريكية واقترحت تعديلات تخفف بدرجة كبيرة عددا من النقاط المهمة لتصب في مصلحة كييف.من جانبها رفضت موسكو التعديلات.

في هذه الاثناء، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، إلى روما لإجراء محادثات مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، بشأن نسخة جديدة من خطة السلام في أوكرانيا.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، اليوم الثلاثاء، أن زيلينسكي التقى أولا مع بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، بمقر إقامته في بلدة "كاستل جاندولفو"، الواقعة بالقرب من روما.

وذ كر الفاتيكان في بيان أن البابا ليو شدد على ضرورة مواصلة الحوار الهادف إلى تحقيق "سلام عادل ودائم" وذلك خلال اجتماعه اليوم الثلاثاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف البيان أن البابا "أكد مجددا على ضرورة استمرار الحوار وعبر عن رغبته الملحة في أن تؤدي المبادرات الدبلوماسية الحالية إلى تحقيق سلام عادل ودائم".

وقال الفاتيكان الذي توسط بين كييف وموسكو في قضية الأطفال إنه "بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة مسائل أسرى الحرب وضرورة ضمان عودة الأطفال الأوكرانيين إلى عائلاتهم".

والتقى زيلينسكي مع ليو في المقر البابوي في كاستل جاندولفو، على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرقي الفاتيكان، ومن المقرر أن يلتقي برئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في روما في وقت لاحق من اليوم.

وتأتي المحادثات مع البابا وميلوني في ظل جهود يبذلها زيلينسكي، بمساعدة حلفاء أوروبيين، لموازنة مسودة اتفاق سلام مدعومة من الولايات المتحدة مع روسيا يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تميل لصالح موسكو.

وكان زيلينسكي قد بحث مسودة اتفاق السلام الأخيرة مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لندن أمس. ثم أطلع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على المستجدات.

وكانت الولايات المتحدة قدمت إلى كييف في أواخر نوفمبر، خطة لإنهاء الحرب، إلا أن القيادة الأوكرانية وحلفائها الأوروبيين رفضتها بوصفها تتوافق بشكل وثيق مع الأهداف الروسية.

ترامب: أوروبا تمضي في اتجاهات لا تُحمد عقباها

من جهته ، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوروبا من أنها تمضي في مسارات "خطِرة"، بعد أيام من نشر استراتيجيته الأمنية الجديدة التي تضمنت انتقادات حادّة للقارة بسبب قضية الهجرة.

وندّد الرئيس الأمريكي بالغرامة "الكريهة" التي فرضها الاتحاد الأوروبي على "اكس" التي يملكها إيلون ماسك بقيمة 140 مليون دولار، مقرّا بأنه لا يعرف الكثير عن تفاصيلها، قبل أن يصعّد نبرته إزاء أوروبا.

وقال ترامب للصحافيين "انظروا، على أوروبا أن تكون في غاية الحذر. يقومون بالكثير من الأمور ونريد لأوروبا أن تبقى أوروبا".

واستطرد "هي تسير في اتجاهات خطِرة، وهذا أمر بالغ السوء، سيّئ جدا لشعوبها. نحن لا نريد لأوروبا أن تتغيّر إلى هذا الحد وهم ينحون مناح سيئة جدا".

يأتي ذلك بعد نشر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة استراتيجية جديدة للأمن القومي تقوم على شعار "أمريكا أولا".

وانتقدت الاستراتيجية بشدّة الحلفاء الأوروبيين وقالت إن الولايات المتحدة ستدعم معارضي القيم التي يقودها الاتحاد الأوروبي ومنها تلك المتعلّقة بالهجرة.

وتشير الاستراتيجية إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، وهو أمر ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى، وتقول إن "التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحا يتمثل بالمحو الحضاري... إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاما أو أقل".

وفي وقت يسعى ترامب لوضع حد للحرب في أوكرانيا بموجب خطة تمنح روسيا مزيدا من الأراضي، تتّهم الاستراتيجية الأوروبيين بالضعف وتؤكد أن على الولايات المتحدة التركيز على "محو الانطباع بأن الناتو حلف يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسّد ذلك على أرض الواقع".

ورحّبت روسيا من جهتها بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة، معتبرة أنها "تتماشى إلى حدّ بعيد" مع رؤية موسكو.

وينسجم موقف ترامب إزاء الاتحاد الأوروبي مع ذاك الذي يعتمده حليفه السابق إيلون ماسك الذي ما انفك يطلق تصريحات نارية بشأن الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

ودعا ماسك بعد فرض غرامة على "اكس" إلى "حلّ" التكتّل الأوروبي، في تصريحات وصفتها بروكسل بـ"الجنونية بالكامل".

وقال ترامب عند سؤاله عن الغرامة التي فرضت على اكس "لا أعتبر الأمر صائبا"، موضحا أن "إيلون لم يتّصل بي لطلب المساعدة في هذا الخصوص" ومشيرا إلى أنه سيحصل على مزيد من التفاصيل لاحقا.

وزير الخارجية الألماني متشكك في فرص نجاح المفاوضات

من جهة اخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن شكوكه حيال فرص نجاح المفاوضات الجارية للتوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا، في ظل إصرار روسيا على مطالبها بضم أراض أوكرانية.

وقال الوزير اليوم الثلاثاء على هامش زيارته لمدينة قوانجو الصينية: "لست متأكدا بعد من أنه سيكون هناك في نهاية المطاف ورقة قابلة للتوافق على الطاولة".

وأضاف فاديفول أن العمل الجاد على صياغة ورقة تسوية أمر إيجابي، لكنه أشار إلى أنه كلما تقدمت المفاوضات، ازدادت صعوبة القضايا المتبقية، وقال: "القضايا الإقليمية كانت منذ البداية من أصعب الملفات"، مشددا على أن الأوكرانيين وحدهم هم من يمكنهم اتخاذ القرار بشأنها في نهاية المطاف، وقال: "ومن الواضح أن هذه القرارات لن تكون سهلة عليهم".

وتوقع الوزير أن تواصل جميع الأطراف المفاوضات المكثفة خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن الحكومة الألمانية تقف إلى جانب أوكرانيا مع فرنسا وبريطانيا، وتبذل جهودا لدعمها، وقال: "هذا الدعم لا يزال يحقق نجاحا كبيرا".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدد رفضه لمطالب روسيا المتعلقة بالتنازل عن أراض، رغم أن هذه النقطة تمثل عنصرا أساسيا في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب.

مسؤول: الجيش الروسي يستهدف "ميرنوهراد"

وقي سياق الاعمال الميدانية، قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف اليوم الثلاثاء إن قوات موسكو تتقدم على طول خط الجبهة بالكامل في أوكرانيا وتستهدف القوات الأوكرانية المحاصرة في بلدة ميرنوهراد.

وأضاف في اجتماع عقد مع ضباط من المجموعة المركزية التي تقاتل في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامر بهزيمة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد، وهي مدينة كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو 46 ألف نسمة وتقع إلى الشرق من بوكروفسك.

وتابع أن روسيا سيطرت على أكثر من 30 %من مباني ميرنوهراد.

وقالت روسيا التي تستخدم اسم الحقبة السوفييتية كراسنوارميسك للإشارة إلى مدينة بوكروفسك المجاورة إنها سيطرت على المدينة بأكملها وتقول أيضا إنها حاصرت القوات الأوكرانية في ميرنوهراد التي يطلق عليها الروس اسم ديميتروف.

ونفت أوكرانيا مرارا المزاعم الروسية بسقوط بوكروفسك وتقول إن قواتها لا تزال تسيطر على جزء من المدينة وتقاتل في ميرنوهراد.

وتسيطر روسيا حاليا على 19.2 بالمئة من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 ولوجانسك وأكثر من 80 %من دونيتسك و75 %من خيرسون وزابوريجيا وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك.

وتقول أوكرانيا إنها تحافظ على خطوطها الدفاعية وتجبر روسيا على دفع ثمن باهظ مقابل ما تصفه بمكاسب محدودة نسبيا.

وقال بوتين الأسبوع الماضي إن روسيا ستسيطر بشكل كامل على منطقة دونباس الأوكرانية بالقوة ما لم تنسحب القوات الأوكرانية، وهو ما ترفضه كييف بشكل قاطع.