No Image
العرب والعالم

روسيا تقصف "أهدافا عسكرية أوكرانية" بالمسيرات والصواريخ والطائرات

07 سبتمبر 2025
07 سبتمبر 2025

عواصم " وكالات ": قالت روسيا اليوم الأحد إنها استخدمت الطائرات المقاتلة والمسيرة والصواريخ والمدفعية لقصف مصانع الأسلحة الأوكرانية، والبنية التحتية للنقل التي يستخدمها الجيش الأوكراني، ومطارات حربية وترسانات.

في حين اكد مسؤولون أوكرانيون اليوم الأحد إن روسيا شنت أكبر هجوم جوي ليلي خلال الحرب والذي أدى إلى اشتعال النيران في المقر الرئيسي للحكومة الأوكرانية في كييف ومقتل شخصين على الأقل في العاصمة بينهم رضيع.

وشاهد مراسل فرانس برس النيران مندلعة على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة والدخان يتصاعد منه.

وحلّقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياها على سطحه فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقا أمنيا حوله.

وكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة إكس إن قصف الطائرات المسيرة والصواريخ ألحق أضرارا بالغة بشمال وجنوب وشرق البلاد، بما في ذلك مدن زابوريجيا وكريفي ريه وأوديسا، بالإضافة إلى منطقتي سومي وتشيرنيهيف.

وأضاف، في مناشدة جديدة للحلفاء لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية "عمليات القتل هذه الآن، وفي وقت كان من الممكن أن تبدأ فيه الدبلوماسية الحقيقية منذ زمن بعيد، تعد جريمة متعمدة وإطالة لأمد الحرب".

ورأى شهود من رويترز الطابق العلوي من المقر الرئيسي للحكومة الأوكرانية، الواقع في حي بيتشيرسكي التاريخي، وهو يحترق بينما يتصاعد دخان كثيف إلى السماء الزرقاء الصافية بعد شروق الشمس مباشرة.

وفي مناطق أخرى من كييف، تضررت شقق سكنية وتجمع عشرات السكان في الشوارع خارج منازلهم، ملفوفين بالأغطية، لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم، بينما كان عمال الإنقاذ يكابدون لإخماد النيران.

وأكد الهجوم تنامي التشاؤم لدى أوكرانيا والدول المتحالفة معها بشأن إمكانية انتهاء الحرب قريبا، مع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدعوات لوقف إطلاق النار وتشجعه بتوطيد العلاقات مع الصين.

وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحباطه المتزايد من موسكو منذ لقائه ببوتين الشهر الماضي، لكنه قاوم حتى الآن فرض عقوبات أشد على روسيا كوسيلة لإرغام موسكو على التفاوض.

وقال يوم الجمعة إنه لا يزال يعمل على تحديد ضمانات أمنية لأوكرانيا، مضيفا أنها ستساعد في إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعهد حلفاء كييف الأوروبيون بالوقوف إلى جانب أوكرانيا سياسيا وعسكريا، لكن عروض المساعدة الملموسة، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات برية، لا تزال قيد المناقشة.

أكبر هجوم جوي في الحرب

وقالت رئيسة الوزراء الاوكرانية يوليا سفيريدينكو إنها المرة الأولى التي يتضرر فيها مقر الحكومة خلال الحرب.

وأعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية "على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين"، مطالبة كذلك بـ"أسلحة".

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 805 طائرات مسيرة على البلاد خلال الليل و13 صاروخا، وأسقطت وحدات الدفاع 751 مسيرة وأربعة صواريخ.

وهذا أكبر عدد من الطائرات المسيرة تستخدمه روسيا لمهاجمة أوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير 2022.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية بيانها حول شن ضربات على المجمع الصناعي العسكري الأوكراني وبنية تحتية للنقل. وينفي الجانبان استهداف المدنيين.

وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة إن جثة الرضيع انتشلت من تحت الأنقاض في حي دارنيتسكي حيث تضرر مبنى سكني من أربعة طوابق.

وأضاف تكاتشينكو أن شابة توفيت أيضا نتيجة الهجوم على الحي الذي يقع شرقي نهر دنيبرو.

وأعلنت وزارة الداخلية إصابة أكثر من 20 شخصا في الهجمات على العاصمة. واستمرت الإنذارات الجوية لأكثر من إحدى عشرة ساعة في كييف والمناطق المحيطة بها.

وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف في وقت سابق إن مسنة توفيت في ملجأ للاحتماء من القنابل في دارنيتسكي لكن سبب الوفاة لم يعرف حتى الآن، وإن هناك امرأة حبلى من بين المصابين.

وذكر كليتشكو أنه في حي سفياتوشينسكي الغربي، دُمرت عدة طوابق بشكل جزئي في مبنى سكني من تسعة طوابق.

وأضاف رئيس البلدية أن سقوط حطام طائرات مسيرة أدى إلى اندلاع حرائق في مبنى سكني من 16 طابقا واثنين آخرين من تسعة طوابق..

أوكرانيا تستهدف مواقع طاقة في روسيا

من جهتها، طالبت سفيريدينكو بتوفير المزيد من الأسلحة لأوكرانيا ودعت العالم للرد على الهجمات الروسية.

وقالت سفيريدينكو "سنعيد تشييد المباني.. ولكن لا يمكن إعادة من خسرناهم. العدو يرهب ويقتل شعبنا في كل أنحاء البلاد كل يوم".

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن الترتيب لعقد اجتماع جديد لحلفاء كييف الأسبوع المقبل، حيث سيتم مناقشة الدفاعات الجوية والإمدادات اللازمة لمساعدة كييف على شن هجمات في العمق الروسي.

وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الاحد أنه هاجم خط أنابيب دروجبا النفطي في منطقة بريانسك الروسية، متسببا في "أضرار شاملة ناتجة عن حريق" خلال هجوم خلال الليل.

ويأتي هذا الهجوم في إطار استراتيجية لاستهداف مجمع الطاقة الضخم في روسيا، الذي يعد العمود الفقري لاقتصادها ويساهم في تمويل الحرب.

وقال فيتالي ماليتسكي رئيس بلدية كريمنتشوك إن عشرات الانفجارات هزت المدينة الواقعة بوسط أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق وتضرر جسر فوق نهر دنيبرو.

وقال مسؤولون في المدينة إن الضربات الروسية على كريفي ريه، الواقعة أيضا في وسط أوكرانيا، استهدفت وسائل نقل وبنية تحتية، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر إن بنية تحتية وأبنية سكنية تضررت بعد اندلاع حرائق في عدة مجمعات سكنية في المدينة الواقعة جنوب البلاد. وقال إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الهجمات.

ماكرون يندد بمضي روسيا في منطق الحرب

من جهته ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد بأكبر هجوم جوي تنفذه موسكو على الإطلاق في أوكرانيا، معتبرا أن "روسيا تنغمس بشكل متزايد في منطق الحرب والترهيب".

واستنكر الرئيس الفرنسي على إكس الضربات "العشوائية" التي طاولت مناطق سكنية ومقر الحكومة، مؤكدا أن بلاده ستواصل "بذل كل ما في وسعها لضمان سلام عادل ودائم".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن "هذه الضربات غير المسبوقة، بعد أقل من أسبوعين من هجوم واسع النطاق على كييف، تمثل تصعيدا جديدا، وتظهر، كما لو كان الأمر يتطلب ذلك، أن روسيا ليس لديها أي نية للسلام".

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ناقش الهجوم عبر الهاتف مع إيمانويل ماكرون اليوم الأحد.

وقال زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام "قمنا بتنسيق جهودنا الدبلوماسية وخطواتنا التالية واتصالاتنا مع شركائنا لتأمين رد مناسب".

وأضاف "نعد مع فرنسا إجراءات جديدة لتعزيز دفاعاتنا".

وفي سياق ردود الافعال الغربية، عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الأحد عن صدمته بعد أن شنت روسيا خلال الليل أكبر هجوم جوي لها خلال الحرب على أوكرانيا والذي أدى لاشتعال النيران في مبنى الحكومة الرئيسي في كييف.

وقال ستارمر في بيان "شعرت بالصدمة من الهجوم الوحشي الليلي الأخير على كييف وعلى أنحاء أوكرانيا، والذي أسفر عن مقتل مدنيين وقصف بنية تحتية".

وأضاف "لأول مرة يتضرر مقر الحكومة المدنية في أوكرانيا. تُظهر هذه الضربات أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعتقد أن بإمكانه التصرف دون خوف من العقاب. هو ليس جادا بشأن السلام".

من جهتها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن "الكرملين يستخف بالدبلوماسية ويتجاهل القانون الدولي ويقتل بلا تمييز".

في حين لم تظهر أي نتائج للجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع روسيا بقبول وقف إطلاق النار، تحاول الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، ومن بينها فرنسا، إقناع الولايات المتحدة بتكثيف الضغط على موسكو لحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأعلن تحالف من 26 دولة، خصوصا أوروبية، استعداده للمشاركة في "قوة طمأنة" في إطار وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف، عبر نشر قوات في أوكرانيا، على أن تسانده الولايات المتحدة.