No Image
العرب والعالم

خطط استخدام الأصول الروسية لمساعدة اوكرانيا تسيطر على اجتماع "مجموعة السبع"

23 مايو 2024
عشرة قتلى في ضربات متبادلة على بيلغورود وخاركيف
23 مايو 2024

موسكو ستريسا (إيطاليا) "أ ف ب": حثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الخميس وزراء مجموعة السبع المجتمعين في إيطاليا على العمل على "خيارات أكثر طموحا" لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.

ويجتمع الوزراء ومحافظو البنوك المركزية في المجموعة في ستريسا، على ضفاف بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، للتحضير لقمة رؤساء دول مجموعة السبع الشهر المقبل في بوليا.

وعلى جدول الأعمال خطة لتمويل المساعدات الحيوية لأوكرانيا باستخدام الفوائد الناتجة عن أصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو (325 مليار دولار) المجمدة من قبل مجموعة السبع وأوروبا.

واتخذ الاتحاد الأوروبي الخطوة الأولى نحو الاتفاق هذا الشهر على مصادرة عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، وهي مكاسب ستراوح بين 2,5 و3 مليارات يورو (2,7 إلى 3,3 مليار دولار) سنويا.

ورحبت يلين في مؤتمر صحفي قبل الاجتماع بهذه الخطة، ولكنها قالت "علينا أيضا أن نواصل عملنا الجماعي بشأن خيارات أكثر طموحا، مع الأخذ في الاعتبار جميع المخاطر ذات الصلة والعمل معا".

وبحسب يلين فإنها تريد تقديم "خيارات ملموسة" لزعماء مجموعة السبع، وأضافت " الفشل في اتخاذ إجراءات إضافية ليس خيارا - ليس لمستقبل أوكرانيا وليس لاستقرار اقتصاداتنا وأمن شعوبنا".

واقترحت الولايات المتحدة منح أوكرانيا، التي تحارب الغزو الروسي منذ أكثر من عامين، ما يصل إلى 50 مليار دولار على شكل قروض مضمونة بهذه الفائدة.

ولم تنجز بعد تفاصيل الخطة الأمريكية، بما في ذلك الجهة التي ستصدر الدين - الولايات المتحدة وحدها أم دول مجموعة السبع ككل.

لكنها ستكون بمثابة أساس لمناقشات مجموعة السبع، وفقًا لمصدر بوزارة الخزانة في إيطاليا، التي تستضيف محادثات ستريسا، بصفتها رئيسة مجموعة السبع هذا العام.

وقال المصدر إن الاقتراح الأمريكي هو "وسيلة مثيرة للاهتمام للمضي قدما" لكن "أي قرار يجب أن يكون له أساس قانوني متين".

ويشكل الوقت أهمية بالغة، حيث أن بطء وصول المساعدات الأوروبية إلى كييف، وشبه توقف المساعدات الأمريكية لعدة أشهر أثناء المشاحنات الداخلية في واشنطن، كانت سببا في إجهاد قدرات أوكرانيا، ما سمح لروسيا باستعادة زمام المبادرة على الأرض.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيطاليا، تضم مجموعة السبع بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان.

نزاعات قانونية

وكانت يلين دعت سابقا إلى حل جذري يتمثل بمصادرة الأصول الروسية ذاتها.

لكن شعرت الدول الأوروبية بالقلق من حصول سابقة في القانون الدولي وخطر حدوث نزاعات قانونية خطرة مع موسكو.

ولم يخف جانكارلو جورجيتي، وزير الاقتصاد الإيطالي، تعقيدات القضية.

وأكد أن روما ستكون "وسيطا نزيها" في المناقشات لكنه قال إن المهمة "حساسة للغاية".

في ابريل الماضي، أرسلت موسكو تحذيرا مبطنا إلى إيطاليا بصفتها رئيسة مجموعة السبع، عبر قرار بوضع اليد على الفرع الروسي لمجموعة أريستون الإيطالية "ردا على أعمال عدائية ومخالفة للقانون الدولي مارستها الولايات المتحدة ودول أجنبية أخرى انضمت إليها".

ويحذر خبراء من أن أي إجراء آخر لمجموعة السبع ضد روسيا قد يؤدي إلى إجراءات رد مماثلة تضرب الشركات الأوروبية الأخرى التي لا تزال تعمل هناك.

في مارس الماضي، هددت روسيا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات قانونية "تدوم لعقود" إذا استخدمت عائدات أصولها المجمدة لصالح أوكرانيا، ووصفت ذلك بأنه "سرقة".

وقال جون كيرتون مدير مجموعة أبحاث مجموعة السبع في جامعة تورنتو لوكالة فرانس برس إن الاستفادة من الفوائد على الأصول الروسية فقط "من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من المشاكل القانونية".

وأضاف "من الناحية القانونية، لن يكون ذلك بمثابة مصادرة للأصول".

ورحبت فرنسا الأربعاء بالخطة الأمريكية، قائلة إنها تأمل في أن يتوصل وزراء المال في مجموعة السبع إلى اتفاق هذا الأسبوع.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير "قدم الأميركيون مقترحات تندرج في إطار القانون الدولي، وسنعمل عليها بشكل علني وبناء".

فائض الانتاج الصيني

فيما يتعلق بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، قالت يلين إن اجتماع ستريسا سينظر في "إجراءات إضافية، بما في ذلك فرض المزيد من القيود على وصول روسيا إلى السلع الحيوية لدعم قاعدتها الصناعية العسكرية" وفقا لمقتطفات من خطابها المقرر الخميس.

وبحسب يلين فإن المجموعة ستبحث أيضا في فائض انتاج الصين في مجال التكنولوجيا الخضراء الرئيسية، وهو ما تخشى واشنطن أن يؤدي إلى صادرات رخيصة الثمن ويخنق النمو في أماكن أخرى.

ودعت يلين اليوم إلى تشكيل "جبهة موحدة واضحة" في وجه "فائض الانتاج الصناعي" الصيني الذي يؤدي إلى "اختلال على صعيد الاقتصاد الكلي".

وأشارت "من المهم أن نقوم نحن والأعداد المتزايدة من الدول التي حددت هذا الأمر باعتباره مصدر قلق، بتقديم جبهة واضحة وموحدة".

ضحايا القصف المتبادل

قُتل شخصان اليوم في ضربات أوكرانية على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا وعلى مدينة بشرق أوكرانيا تسيطر عليها جزئيا القوات الروسية، فيما قضى مدني في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا وسبعة على الأقلّ في منطقة خاركيف.

وقُتلت امرأة في قرية كراسنيي فوستوك حين تحطّمت مسيّرة أوكرانية على منزل ودمّرت طابقه العلوي بعدما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، حسبما قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تلغرام.

وتتعرض منطقة بيلغورد بشكل شبه يومي لضربات أوكرانية. وباشرت القوات الروسية في العاشر من مايو هجوما على الجانب الآخر من الحدود في منطقة خاركيف الأوكرانية لتضع حدا لهذه الهجمات خصوصا، على ما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مدينة خاركيف، قُتل سبعة أشخاص حسبما قال حاكم المنطقة التي تحمل الاسم نفسه أوليغ سينيغوبوف على تلغرام.

وأوضح الحاكم في وقت سابق أن "الشركة المستهدفة بالضربة مدنية، إنها مطبعة عادية"، مشيرا إلى إصابة 16 شخصا بجروح.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على منصة إكس الخميس أن " الروس يستفيدون من أن أوكرانيا لا تتمتّع بحماية كافية في مجال الدفاع الجوي".

وأضاف "الضعف ليس ضعفنا إنما ضعف العالم الذي لا يجرؤ على معاملة الروس كما يجب".

في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، قُتل مدني يبلغ 74 عاما بضربة أثناء عمله في باحة منزله في قرية مالا توكماتشكا، بحسب الحاكم إيفان فيدوروف.

وفي منطقة دونيتسك الأوكرانية التي تسيطر عليها جزئيا قوات موسكو، قُتل رجل الخميس عندما تعرّضت سيارته لضربة أوكرانية في مدينة غورليفكا، حسبما قال رئيس البلدية المعيّن من السلطات الروسية إيفان بريخودكو على تلغرام.