No Image
العرب والعالم

حلف الأطلسي يحشد الدعم العسكري وحزم الامداد لاوكرانيا

29 نوفمبر 2022
ستولتنبرج: بوتين يستخدم الشتاء "سلاح حرب"
29 نوفمبر 2022

بوخارست "رويترز":

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم إن أعضاء الحلف سيكثفون مساعداتهم لأوكرانيا في الوقت الذي يستخدم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشتاء كسلاح حرب بعد إخفاق قواته في ساحة المعركة.

وقال ستولتنبرج "أعتقد أننا جميعا نرى الصور المنقولة بالأقمار الصناعية والتي تظهر فيها أوروبا مضيئة وأوكرانيا مظلمة.. لذلك ثمة مهمة جسيمة لإعادة بناء كل هذا".

وأضاف ستولتنبرج للصحفيين في بوخارست أن "الرئيس بوتين يحاول استخدام الشتاء كأحد أسلحة الحرب (ضد أوكرانيا)".

وجاءت تصريحاته قبل اجتماع يعقده وزراء خارجية الحلف على مدى يومين في بوخارست. وقال ستولتنبرج إن الاجتماع سيكون بمثابة منصة لحشد مزيد من الدعم لأوكرانيا.

وسيركز الاجتماع على تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة، حتى مع اعتراف دبلوماسيين بوجود مشكلات تتعلق بالإمداد والطاقة الإنتاجية، لكنهم سيناقشون أيضا تقديم مساعدات غير فتاكة.

وتم تسليم جزء من هذه المساعدات غير الفتاكة، والتي تشمل سلعا مثل الوقود والإمدادات الطبية ومعدات مواجهة الشتاء، من خلال حزمة مساعدات من الحلف يمكن للأعضاء الإسهام فيها، ويهدف ستولتنبرج إلى توسيعها.

وكرر عدة وزراء من الحلف المؤلف من 30 دولة تعليقات ستولتنبرج. وتشارك فنلندا والسويد في الاجتماع إلى جانب الدول الأعضاء بالحلف إذ تتطلعان إلى تأمين عضويتهما الكاملة بالحلف انتظارا لتصديق تركيا والمجر عليهما.

وقال وزير خارجية سلوفاكيا راستسلاف كيسر "ستكون الأشهر المقبلة اختبارا كبيرا لنا جميعا. بالنسبة لأوكرانيا مسألة وجودية وبالنسبة لنا مسألة أخلاقية. علينا أن نواصل مساعدة أوكرانيا ما دام يتطلب الأمر ذلك".

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه من هجمات روسية جديدة هذا الأسبوع قد تكون شديدة مثل هجمات الأسبوع الماضي، التي كانت الأسوأ حتى الآن، والتي تركت الملايين دون تدفئة أو ماء أو كهرباء.

وتقر روسيا باستهداف البنية التحتية الأوكرانية، لكنها تنفي أن تكون نيتها إيذاء المدنيين.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى "سيكون شتاء رهيبا بالنسبة لأوكرانيا، لذلك نعمل على تعزيز دعمنا لها كي تتمكن من الصمود".

كما رتبت ألمانيا، التي تتولى رئاسة مجموعة السبع، اجتماعا لمجموعة الدول الغنية مع بعض الشركاء على هامش محادثات حلف الأطلسي، مع بحثها عن سبل لتسريع إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إن واشنطن تعمل مع شركات أمريكية ودول أوروبية لتحديد المعدات التي يمكن أن تساعد في ترميم محطات نقل الكهرباء عالية الجهد التي أتلفتها الهجمات الصاروخية الروسية.ولم يحدد المسؤول نوع المساعدة أو شكلها أو قيمتها.

وعلى الجانب العسكري، يواصل الحلف الضغط على مصنعي الأسلحة لتسريع وتيرة الإنتاج، ولكن دبلوماسيا ثانيا حذر من أن ثمة مشكلات متزايدة في القدرة على التوريد.

وحث وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجس الحلف على المضي قدما في عمليات التسليم، مما يسلط الضوء على موقف دول البلطيق التي كانت في طليعة تقديم الدعم لكييف.

وقال عبر تويتر "رسالتي إلى زملائي وزراء الخارجية في اجتماع حلف شمال الأطلسي اليوم بسيطة: تحلوا بالهدوء وسلموا الدبابات"، عارضا صورة لعلم أوكرانيا ودبابة في المنتصف.

وسيناقش وزراء دول حلف الأطلسي أيضا طلب أوكرانيا الانضمام إلى عضوية الحلف. لكن من المرجح أن يؤكدوا فقط على سياسة الباب المفتوح للتحالف بينما لا تزال عضوية الحلف تبدو بعيدة المنال بالنسبة للدولة التي تمزقها الحرب.

وقال ستولتنبرج "أوضحنا أن أوكرانيا ستصبح عضوا، أتوقع من الأعضاء أن يؤكدوا على هذا الموقف".

وأضاف "ولكن، التركيز الرئيسي الآن على دعم أوكرانيا. نحن في خضم الحرب ولذلك يجب ألا نفعل شيئا يمكن أن يقوض وحدة الأعضاء فيما يتعلق بتقديم الدعم العسكري والإنساني والمالي إلى أوكرانيا".

وفي 2008، وافقت قمة لحلف شمال الأطلسي على أن أوكرانيا ستصبح عضوا بالحلف في نهاية المطاف. وجرت تلك القمة في القصر نفسه الخاص بالبرلمان في بوخارست والذي شُيد إبان حكم الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو الذي أُطيح به من الحكم عام 1989.

ولكن تلك القمة لم تصل إلى حد اتخاذ أي خطوات فعلية. وعلى وجه الخصوص رفضت ألمانيا وفرنسا مقترحا من الولايات المتحدة كان سيؤدي إلى حصول أوكرانيا على خطة عمل للعضوية. وجاء رفض ألمانيا وفرنسا في إطار التحذير من أي خطوات من شأنها استفزاز روسيا.