No Image
العرب والعالم

حزب الله يعلن تدمير دبابة إسرائيلية .. واليونيسف تحذّر من تداعيات التصعيدعلى الأطفال بجنوب لبنان

30 أبريل 2024
وقفات طلابية تضامناً مع الفلسطينيين في جامعات بيروت
30 أبريل 2024

بيروت "د ب أ" "أ ف ب": أعلن حزب الله اللبناني، اليوم استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية بالصواريخ الموجهة، ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط ‏أفراد طاقمها بين قتيل وجريح.

وقال حزب الله، في بيان صحفي :" دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‏‏‌‌‌‏والشريفة، وبعد ‏رصد ومتابعة لحركة دبابة ميركافا إسرائيلية كانت تعتدي على أهلنا وقرانا وتتحصن داخل ‏موقع المطلة، باغتها مجاهدو المقاومة الاسلامية ظهر اليوم واستهدفوها بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط ‏أفراد طاقمها بين قتيل وجريح".

ووفق "الوكالة الوطنية للاعلام" ، "شنت الطائرات الحربية المعادية غارة على بلدة عيتا الشعب واستهدفت مبنى في البلدة دمر جزئيا".

وأشارت إلى أن "الغارة الحقت أضرارا كبيرة في مجمع يضم محالا تجارية، إضافة إلى اضرار جسيمة في عدد من السيارات" .

وتشهد المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان توترا أمنيا وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

الآلاف منهم خارج المدارس

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الثلاثاء من الأثر الكبير الذي يخلّفه التصعيد المستمر في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، على الأطفال الذين بات الآلاف منهم خارج المدارس.

وتشهد الحدود الجنوبية تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما أرغم أكثر من 92 ألف شخص على النزوح خصوصاً من القرى الحدودية، وفق الأمم المتحدة.

وفي تقرير بعنوان "محاصرون في مرمى النيران"، أعرب ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر "عن القلق العميق تجاه الأطفال والأسر الذين أجبروا على ترك منازلهم، وإزاء الأثر طويل الأمد الذي يتركه العنف على سلامة الأطفال وصحتهم وتعليمهم"، بينما يدخل القتال في جنوب لبنان شهره السابع.

حماية الأطفال والمدنيين

ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين"، مضيفاً "علينا مضاعفة جهودنا جميعاً للتأكد من أن كلّ طفل في لبنان يذهب الى المدرسة ويتعلّم، وأنه في منأى عن الأذى الجسدي والنفسي ولديه الفرصة في النمو والمساهمة بفعالية في المجتمع".

ومنذ بدء التصعيد، قتل ثمانية أطفال وأصيب 75 آخرون على الأقل بجروح، وفق ما نقلت اليونيسف عن وزارة الصحة اللبنانية.

وأدى التصعيد عبر الحدود إلى إغلاق أكثر من سبعين مدرسة، "ما أثّر بشكل كبير على تعليم نحو عشرين ألف طفل". كما انعكس سلباً على "الخدمات الصحية بشكل خطير"، مع إقفال "جزئي أو كلي لعشرة مراكز للرعاية الصحية الأولية و17 مستوصفاً"، وفق التقرير.

وبحسب التقرير، فإنّ أكثر من عشرة آلاف شخص "بينهم ما لا يقل عن 4000 طفل هم في أمسّ الحاجة إلى الخدمات الأساسية مثل التحصين والحصول على الأدوية الحيوية".

وتوقعت المنظمة في حال استمرار التصعيد أن يشهد الاقتصاد "مزيداً من التدهور، ما يؤدي إلى زيادة صعوبة الوصول إلى الخدمات الحيوية للفئات المهمشة والضعيفة" في بلد يشهد أصلاً انهياراً اقتصادياً منذ سنوات.

وفي مؤتمر صحافي في جنيف لإطلاق التقرير، قال المتحدّث باسم اليونيسف جايمس إيلدر "إذا ما استمرّ هذا النزاع .. فإن تداعياته على الأطفال ستكون مدمّرة".

وقالت نائبة ممثل اليونيسف في بيروت إيتي هيغينز إن المنظمة "لحظت تزايداً بثلاثة أضعاف لعدد الأطفال" الذين تمت إحالتهم إلى البرامج المتعلقة بسوء التغذية لدى المنظمة خلال العام الماضي.

وأضافت "نواجه انهياراً كبيراً" في التمويل الإنساني للبنان منذ أشهر، ما أرغم المنظمة على تقليص "كل خدماتنا تقريباً".

وحذّرت اليونيسف من أنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق إطلاق نار فإنّ "لبنان سيكون معرضاً لخطر حرب واسعة النطاق، سيكون لها تأثير مدمّر على 1,3 مليون طفل" في البلاد.

تضامن مع الطللاب

نظّم طلاب في جامعات لبنانية عدّة اليوم وقفات تضامنية مع الفلسطينيين، على وقع تواصل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس رغم انتعاش الآمال مؤخراً بالتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وتجمّع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأميركية العريقة في بيروت، هاتفين "انتفاضة، انتفاضة" ورافعين الأعلام الفلسطينية. ووضع عدد منهم كوفيات، وفق ما أفاد مصور فرانس برس. وحمل بعضهم لافتةً كتب عليها "إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديموقراطية واحدة من النهر إلى البحر".

وحمل طلاب آخرون لافتات متضامنة مع جنوب لبنان الذي يشهد كذلك تبادلاً يوميا لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء الحرب في غزة.

وقالت الطالبة زينة (23 عاماً)، متحفظة عن ذكر شهرتها، لفرانس برس "نحن جيران فلسطين، إذا لم نقف معهم اليوم، من سيفعل؟".

وأوضحت "الطلاب هم المستقبل وهم القادة وصناع القرار المقبلون"، مضيفة "حول العالم، الطلاب الذين هم في مثل عمري، جيلنا، هم من يرفعون الصوت".

وألقت إحدى الطالبات كلمة باسم زملائها قالت فيها "من حرم جامعتنا في قلب بيروت، نجدد المطالبة بوقف الإبادة الاسرائيلية المدعومة أميركياً بحق الفلسطينيين، والمطالبة الملحة بوقف الاعتداءات الصهيونية" على جنوب لبنان.

وأثنت كذلك على التحركات الطلابية حول العالم دعماً للفلسطينيين.

وتشهد جامعات أمريكية وأوروبية تحركات طلابية تضامنية مع الفلسطينيين، انطلقت منذ نحو عشرة أيام من جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك.

وبعدما اعتقلت الشرطة الأميركية نحو مئة طالب مؤيد للفلسطينيين، اتّسع نطاق التحركات إلى حرم جامعات عدة في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أوقفت الشرطة المئات من طلاب وأساتذة وناشطين لفترة وجيزة، واحتجز بعضهم ورُفعت شكاوى قضائية ضدهم في جامعات عدة في أنحاء البلاد.

في باحة الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت أيضاً، تجمّع عشرات الطلاب رافعين الأعلام الفلسطينية وأحرقوا علماً إسرائيلياً.

وقالت لارا قاسم (18 عاماً) لفرانس برس "نريد أن نوصل رسالة لأهلنا في غزة أننا معهم. بعد مئتي يوم من الحرب، لم ننسهم".

وأضافت "نحن القوى الطلابية في لبنان والعالم كله، نتحرك .. للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة".

ونفّذت حركة حماس في السابع من أكتوبر، هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وردت إسرائيل بهجوم مدمر على غزّة، أدى الى مقتل 34,535 شخصاً، معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس الثلاثاء.

ومنذ بدء حرب غزة، تشهد الحدود الجنوبية مع لبنان تبادلاً للقصف بشكل يومي بين حزب الله وإسرائيل، ما أسفر عن مقتل 385 شخصا على الأقلّ في لبنان، بينهم 73 مدنيا، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وفي الجانب الإسرائيلي، قضى عشرون شخصاً هم 11 جندياً وتسعة مدنيين، وفق بيانات الجيش.