No Image
العرب والعالم

تعيش وضعا أمنيا مستقرا بينما تواجه صعوبات اقتصادية طالبان تحتفل بمرور عام على عودتها إلى السلطة في أفغانستان

15 أغسطس 2022
15 أغسطس 2022

كابول.وكالات: أنشد عناصر من طالبان أناشيد النصر أمس في كابول قرب المقرّ السابق للسفارة الأمريكية، للاحتفال بمرور عام على عودة الحركة إلى السلطة في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان "هذا اليوم هو يوم انتصار الحق على الباطل ويوم خلاص وحرية الشعب الأفغاني".

وأصبحت البلاد أكثر أمانا مما كانت عليه عندما كانت الحركة تقاتل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاءها الأفغان رغم قيام فرع محلي من تنظيم داعش بشن عدة هجمات.

ولكن هذا الأمن النسبي لا يمكن أن يُخفي حجم التحدي الذي تواجهه طالبان في وضع أفغانستان على طريق النمو الاقتصادي والاستقرار. وهناك ضغوط هائلة على الاقتصاد، سببها الأكبر عزلة البلاد مع رفض الحكومات الأجنبية الاعتراف بحكامها.

وتم قطع المساعدات التنموية التي تعتمد عليها البلاد بشكل كبير مع مطالبة المجتمع الدولي طالبان باحترام حقوق الأفغان، وخصوصا الفتيات والنساء اللائي تم فرض قيود على حصولهن على فرص العمل والتعليم.

وتطالب طالبان بإعادة تسعة مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي الموجودة في الخارج، لكن المحادثات مع الولايات المتحدة تواجه عقبات منها مطالب الولايات المتحدة بتنحي قيادي في طالبان مشمول بعقوبات من ثاني أعلى منصب قيادي في البنك.

وترفض طالبان الانصياع لهذه المطالب، قائلة إنها تحترم حقوق جميع الأفغان .

وما يقرب من 25 مليون أفغاني يعيشون الآن في فقر، وهم ​أكثر من نصف السكان. وبحسب تقدير للأمم المتحدة، يمكن أن يتم فقد ما يصل إلى 900 ألف وظيفة هذا العام مع تعثر الاقتصاد.

وقالت فاطمة، التي تعيش في ولاية هرات بغرب البلاد، إنها لاحظت تحسن الوضع الأمني ​​خلال العام الماضي لكنها أشارت بقلق إلى إغلاق مدارس الفتيات وانعدام فرص العمل للنساء.

وقال جاويد، من ولاية هلمند الجنوبية التي شهدت قتالا عنيفا في الماضي، إن الأمن تحسن بشكل كبير منذ عودة طالبان إلى السلطة بعد 20 عاما من الإطاحة بها على يد قوات دعمتها الولايات المتحدة، لكنه أشار أيضا إلى تفشي التضخم.

وسيطرت طالبان في 15 أغسطس 2021 على العاصمة كابول بدون أن تواجه أي مقاومة، إثر تقدمها الخاطف في جميع أنحاء البلاد، في ظل الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية والأطلسية بعد عشرين عاما من وجودها في أفغانستان.

وقال نعمة الله حكمت وهو مقاتل من طالبان دخل كابول في ذلك اليوم بعد ساعات قليلة على فرار الرئيس أشرف غني من البلاد "لقد أوفينا بواجب الجهاد وحررنا بلدنا".

وكتب المتحدث باسم حكومة طالبان بلال كريمي على تويتر "إنه يوم النصر والسعادة للمسلمين الأفغان والشعب الأفغاني.

واستمر الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية حتى 31 أغسطس، فيما كان عشرات آلاف المدنيين يندفعون مذعورين إلى المطار الوحيد في العاصمة ساعين إلى الرحيل على متن أي طائرة متاحة.

وتابع العالم بذهول الحشود المتهافتة لركوب الطائرات المتوقفة على المدرج وكيف تسلق البعض بطائرة أو تشبث بطائرة شحن عسكرية أميركية أثناء إقلاعها.

وباستثناء يوم أمس الذي أعلن يوم عطلة، لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي احتفال رسمي لإحياء الذكرى، لكن التلفزيون الحكومي أشار إلى أنه سيبث برامج خاصة، دون مزيد من التفاصيل.

وبعد مرور عام، يعرب مقاتلو طالبان عن سرورهم لرؤية حركتهم في السلطة، بينما تحذر وكالات المساعدة الإنسانية من فقر مدقع يطال نصف سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة.

وأضاف نعمة الله حكمت، وهو اليوم عضو في القوات الخاصة مكلف حراسة القصر الرئاسي، "لدى دخولنا إلى كابول، وعندما غادر الأمريكيون، كانت تلك لحظات من الفرح".

لكن بالنسبة إلى بعض الأفغان وخاصة النساء، فإن عودة طالبان لم تؤد سوى إلى زيادة الصعوبات.

وإن كان الأفغان يقرّون بتراجع العنف مع انتهاء الحرب منذ وصول طالبان إلى السلطة، إلّا أن العديدين منهم يعانون بشدة جراء أزمة اقتصادية وإنسانية حادة.

وقال نور محمد وهو صاحب متجر من قندهار، مهد حركة طالبان التاريخي ومركز سلطتهم في جنوب البلاد، "يشكو الأشخاص الذين يأتون إلى متاجرنا كثيرًا من الأسعار المرتفعة إلى درجة أننا نحن أصحاب المتاجر بدأنا نكره ما نفعل".

لكن بالنسبة إلى العسكريين، فإن فرحة النصر تطغى على الأزمة الاقتصادية الحالية.

ويقول أحدهم "قد نكون فقراء، وقد نكون نواجه صعوبات، لكن راية الإسلام البيضاء سترفرف عاليا إلى الأبد في أفغانستان".