No Image
العرب والعالم

تحليل :روبرت كينيدي..هل يزيد فرص "هزيمة ترامب" في الانتخابات الأمريكية؟

23 أبريل 2024
23 أبريل 2024

واشنطن "د.ب.أ": رغم نجاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حسم معركة الانتخابات التمهيدية وفوزه بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة أمام الرئيس الحالي مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، يبدو أن فرص ترامب في الفوز بفترة رئاسية ثانية بعد ابتعاده عن البيت الأبيض 4 سنوات تراجعت بعد ظهور روبرت كينيدي الابن كمرشح مستقل في الانتخابات المقبلة.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست قال جاكوب هايلبرون رئيس تحرير المجلة والباحث الكبير غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، إن روبرت كينيدي، يمكن أن يعيد سيناريو المرشح المستقل روس بيرو في انتخابات الرئاسة عام 1992، عندما خاض الانتخابات وحصل على 19% من الأصوات ليسمح بالمرشح الديمقراطي بيل كلينتون بالفوز بالرئاسة بعد حصوله على 43% من الأصوات مقابل حصول منافسه الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش الابن الذي حصل على 37.4% من أصوات الناخبين.

ويقول هايلبرون مؤلف كتاب "إنهم عرفوا أنهم على صواب: صعود المحافظين الجدد" إن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يمكن أن يقطع كينيدي الطريق على المرشح الجمهوري الشعبوي ترامب. ورغم أن كينيدي ينحدر من سلالة ديمقراطية، فإن جاذبيته لدى القاعدة الانتخابية لترامب أقوى منها لدى الديمقراطيين.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته جامعة ماريست الأمريكية أن دعم بايدن يزداد عندما يكون السؤال عن اختيار مرشح من بين ثلاثة مرشحين، حيث تفوق على ترامب بمقدار 5 نقاط مئوية، كما اظهر استطلاع لقناة إن.بي.سي نيوز تفوق بايدن على ترامب بمقدار نقطتين مئويتين عندما يكون السباق بين أكثر من مرشحين اثنين.

وكما لاحظ أرون بليك في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن كييندي يحصل على تأييد 15% من الناخبين الذين اختاروا ترامب في الانتخابات السابقة، مقابل 7% فقط من بين الناخبين الذين اختاروا بايدن في السابق.

هذه النتيجة يمكن أن تثير ذعراً في معسكر ترامب. حتى الآن، كانت الرؤية التقليدية ترى أن كينيدي يشكل تهديدا لفرص بايدن في إعادة انتخابه، وكان الديمقراطيون يشعرون بالقلق من احتمال حصول كينيدي على ترشيح حزب القانون الطبيعي. لكن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى أن مواقف كينيدي غير العادية، بما في ذلك معارضته لبرامج التطعيم ضد الأمراض والتي تجتذب الناخبين الذين كان يمكن أن يدعموا ترامب، حيث يروج الجمهوريون في ولاية نيو هامبشاير، لمشروع قانون يلغي اشتراط حصول الطفل على لقاح شلل الأطفال لتسجيله في مراكز رعاية الأطفال.

وكما يقال فإن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة لترامب، فلم تعد الأخبار السيئة لمعسكره تقتصر على تقدم شعبية كينيدي التي تخصم من شعبيته، وإنما تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن بايدن لا يتقدم في المنافسة أمام ترامب فحسب، بل يتفوق عليه في الواقع. ويشير استطلاع ماريست إلى أن بايدن يتمتع بفارق ثلاث نقاط مئوية على ترامب بين الناخبين المسجلين على المستوى الوطني، وليس على مستوى الولاية. و فقد ترامب دعم المستقلين، كما زادت نسبة الرافضين له، وبعد أن كان ترامب يتفوق على بايدن بفارق 15 نقطة لدى هذه الفئة من الناخبين، أصبح الاثنان متعادلين بشكل أساسي.

ليس هذا فقط، فمن المنتظر أن تظهر استطلاعات الرأي في الشهور المقبلة، تقدما إضافيا في شعبية بايدن، مع تكثيف حملات بايدن الانتخابية في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، التي أعلن فيها مؤخرا عن إجراءات حمائية جديدة للحد من واردات الصلب لصالح الصناعة المحلية. في المقابل يجد ترامب نفسه متهما أمام هيئة محلفين في إحدى محاكم مانهاتن بتهم التستر الجنائي والتآمر للتأثير على نتيجة انتخابات الرئاسة في 2016.كما يواجه ملاحقات قضائية عديدة بتهم الفساد والاحتيال والتشهير.

وطوال الوقت، كان أنصار ترامب يزعمون انه كرجل استعراض بارع سيكون قادرًا على التلاعب بالمحاكمة في نيويورك لمصلحته الخاصة. لكن العكس قد يحدث. فمع انكشاف مخالفات ترامب السياسية والمالية في عام 2016 في قاعة المحكمة، قد تتضاءل جاذبيته في نظر الناخبين المستقلين بدلا من أن تتزايد.

ومع التركيز على تهمة محاولة "تزوير الانتخابات"، كما فعل المدعي العام ماثيو كولانجيلو، فإنه سيتم حرمان ترامب من إحدى نقاط حديثه المعتاد واستخدامها ضده للطعن في شخصيته وسلوكه.

أخيرا يمكن القول إن بريق حملة ترامب يتلاشى، وفرص فوزه في الانتخابات المقبلة تتضاءل مرة بسبب وجود مرشح ثالث قادر على التهام جزء لا بأس به من قاعدته الانتخابية، ومرة بسبب الملاحقة القضائية المستمرة ضده.