العرب والعالم

بوتين في خطاب «عيد النصر»: القوات النووية في حالة تأهب «دائمة»

09 مايو 2024
رئيس كوريا الجنوبية يدعو لـ«صلات وثيقة» مع أوكرانيا و«علاقة جيدة» مع روسيا
09 مايو 2024

عواصم «وكالات»: حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب «دائمة»، مؤكّدا بأن موسكو لن تسمح بأي تهديدات غربية في خطاب أدلى به خلال العرض العسكري السنوي لمناسبة «عيد النصر». وفي خطابه في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، أشاد بوتين بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا واتّهم «النخب في الغرب» بإثارة النزاعات حول العالم.

وقال: إن «روسيا ستبذل قصارى جهدها لتجنب مواجهة عالمية لكن في الوقت نفسه لن نسمح لأحد بتهديدنا. قواتنا الاستراتيجية في حالة تأهب دائمة».

وأضاف «أيها الأصدقاء الأعزاء، تمر روسيا اليوم في فترة صعبة وحاسمة. مصير البلد الأم ومستقبلها يعتمد على كل واحد منا».

ويحيي عرض التاسع من مايو العسكري ذكرى إلحاق الاتحاد السوفييتي الهزيمة بألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية وبات هذا التاريخ أهم عطلة رسمية في روسيا في عهد بوتين.

ولجأ بوتين إلى التهديد بالأسلحة النووية خلال النزاع لكنه بات أكثر عدائية منذ العام الماضي إذ انسحب من معاهدة للحظر الشامل للتجارب النووية ومن اتفاق رئيسي مع الولايات المتحدة يهدف لمنع انتشار الأسلحة.

وأصدر أوامر في وقت سابق هذا الأسبوع للجيش الروسي بتنظيم تدريبات نووية تشارك فيها قوات سلاح البحرية والجنود المتمركزين قرب أوكرانيا، معززًا المخاوف من إمكانية استخدامه هذه الأسلحة في ميدان المعركة.

وفي تصريحات سُجّلت في وقت لاحق ونشرها الكرملين بعد العرض، تعهّد بوتين تحديث أسلحة جيشه وقال: إن روسيا مستعدة لاستخدام أي قطع يمكنها الحصول عليها من الخارج لتصنيعها.

وقال في اجتماع مع قادة الجيش: إن «التكنولوجيا العسكرية الحديثة ستتغيّر بسرعة بالغة. إذا أردنا أن ننجح، سيتعيّن علينا دائما أن نكون متقدّمين بخطوة».

وأضاف: «لدى العدو وسائل حديثة للغاية لما أن المجتمع الغربي بأسره يعمل من أجل عدوّنا».

كرر الرئيس الروسي مرارًا بأن الحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا حاليًا هي معركة وجودية، وهي رسالة أعاد التأكيد عليها في خطابه اليوم.

وقال: «ننحني أمام ذكرى المدنيين الذين قتلوا بالقصف الهمجي والهجمات الإرهابية التي يشنها المعتدين الجدد».

وأضاف: «أولئك الذين على خط المواجهة، خط التماس، هم أبطالنا. ننحني أمام ثباتكم وتضحيتكم إيثاركم. روسيا كلها معكم».

وتعرّضت مناطق حدودية روسية بينها بيلغورود لهجمات أوكرانية دامية متكررة منذ اندلع النزاع، بما في ذلك اليوم الخميس عندما أدى قصف جوي الخميس إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح.

وتم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة الروسية قبيل عرض هذا العام في ظل الضربات الأوكرانية المتكررة على الأراضي الروسية وبعد هجوم شنّه تنظيم داعش على قاعة حفلات موسيقية قرب العاصمة في مارس وأسفر عن مقتل العشرات.

وفي أجزاء أخرى من روسيا بما في ذلك منطقتا كورسك وبسكوف (غرب)، ألغيت عروض مماثلة إثر مخاوف أمنية.

وشاركت طوابير من المعدات العسكرية الروسية في العرض رغم أنه بدا أقل صخبا بشكل لافت مما كان عليه في السنوات السابقة في وقت تحشد موسكو مواردها من أجل الجبهة في أوكرانيا.

وقالت يلينا ميليخوفا (44 عاما) التي تابعت مسيرة المعدات العسكرية المتجهة إلى الساحة الحمراء: «نأتي لمشاهدتها كل عام.. إنه أمر مؤثر جدا ومثير للحماسة».

وأعربت سفتيلانا سيشيفا (48 عامًا) التي شاهدت العرض عن شعورها بـ«الفخر».

وقالت لفرانس برس: «حتى في أوقات صعبة كهذه، لدينا فرصة للاحتفال ولاختبار المشاعر التي شهدناها للتو».

وتدعو روسيا عادة إلى المناسبة ممثلي الدول التي تعتبرها «صديقة» رغم أن الحضور تراجع حتى قبل أن ترسل قوات إلى أوكرانيا مطلع عام 2022 في ظل خلاف مع الغرب.

وحضر قادة تسع دول عرض اليوم، هم قادة 6 دول سوفييتية سابقة هي بيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، إضافة إلى قادة كوبا ولاوس غينيا بيساو.

وضمن الرئيس البالغ 71 عامًا الذي يحكم روسيا منذ مطلع القرن بولاية جديدة في السلطة مدّتها ست سنوات بعدما فاز في الانتخابات في مارس في غياب أي معارضة.

وتصدّى الجيش الروسي لهجوم أوكراني مضاد العام الماضي، وحقق مذاك مكاسب على خط الجبهة فيما تعاني كييف من نقص في الذخيرة والقوات.

وتأتي الاحتفالات اليوم بعد يومين على تعهّد بوتين خلال حفل تنصيب الثلاثاء تحقيق «النصر» للروس.

وقال: «نحن متحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معا جميع العقبات ونحقق كل ما خططنا له ومعا سننتصر».

بوتين يوافق على سحب القوات

الروسية من مناطق أرمينية

وفي شأن متصل، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله اليوم إن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على سحب القوات الروسية وقوات حرس الحدود من مناطق مختلفة في أرمينيا استجابة لطلب يريفان.

يأتي هذا الإعلان بعد انسحاب ما يقرب من ألفي جندي روسي من قوات حفظ السلام من منطقة ناغورني كاراباخ وما حولها. واستعادت أذربيجان كاراباخ بالقوة في سبتمبر من العام الماضي. وبذلك ينتهي وجود عسكري استمر لسنوات ومنح موسكو موطئ قدم عسكريا في منطقة جنوب القوقاز الاستراتيجية.

وطلبت أرمينيا من حرس الحدود الروسي أيضا مغادرة مواقعه في المطار الرئيسي للبلاد في يريفان اعتبارا من الأول من أغسطس.

وأضاف بيسكوف أن بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان توصلا إلى اتفاق حول موجة جديدة من انسحاب القوات الروسية خلال اجتماع عُقد في موسكو أمس.

وتابع قائلا: «في خريف 2020، انتشر جيشنا وحرس الحدود في عدد من مناطق أرمينية بناء على طلب من الجانب الأرميني. وقال باشينيان إنه نظرا لتغير الظروف في الوقت الراهن، لم تعد هناك حاجة لتلك (القوات). ووافق الرئيس بوتين على سحب قواتنا العسكرية وحرس الحدود».

ونقلت خدمة سبوتنيك أرمينيا الإخبارية عن سياسي أرميني كبير من الحزب الحاكم قوله: إن بوتين وباشينيان اتفقا على انسحاب القوات الروسية وحرس الحدود من خمس مناطق أرمينية.

ونقلت إنترفاكس أيضا عن بيسكوف القول إن حرس الحدود الروسي سيبقى على حدود أرمينيا مع تركيا وإيران، بناء على طلب يريفان.

وانتقد باشينيان روسيا لعدم التدخل في وقف تقدم القوات الأذربيجانية في منطقة كاراباخ. ومنذ ذلك الحين، شكك علنا في التحالف التقليدي لبلاده مع روسيا التي تمتلك سلسلة من المنشآت العسكرية داخل أرمينيا، وبدأ في إقامة علاقات أوثق مع الغرب.

كاميرون يدعو أعضاء حلف

الأطلسي لزيادة نفقاتهم العسكرية

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم، أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى تخصيص 2.5% من إجمالي ناتجهم المحلّي للإنفاق العسكري لمواجهة مختلف التحديات في سائر أنحاء العالم.

وخلال الخطاب الذي وصفته وزارة الخارجية بـ«المهمّ» في المركز الوطني للأمن السيبراني، حث رئيس الدبلوماسية البريطانية المعين في نوفمبر الماضي، حلفاء بلاده على أن يحذوا حذو بلاده ويزيدوا إنفاقهم العسكري.

ويوصي حلف شمال الأطلسي حاليًا بالإنفاق العسكري بنسبة 2% من إجمالي الناتج المحلي، إلا أن أعضاء الحلف لا يصلون جميعهم إلى هذه النسبة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعلن في أبريل الماضي زيادة الإنفاق العسكري للمملكة من 2.3% إلى 2.5% بحلول عام 2030.

وفي خطابه قال كاميرون «نحن في معركة إرادة. نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا في جميع أنحاء العالم، يجب أن نثبت أنّ خصومنا على خطأ».

وقال أيضًا إنّه خلال قمّة حلف شمال الأطلسي المقبلة المقرّر عقدها في واشنطن يوليو المقبل: «يجب أن يسير جميع الحلفاء على الطريق الصحيح للوفاء بوعدهم الذي قطعوه في عام 2014 بإنفاق 2%» من ناتجهم المحلّي الإجمالي على الدفاع.

وفي خطابه شدّد الوزير البريطاني على أنه «بعد ذلك، يتعيّن علينا تحديد نسبة 2.5% كنقطة مرجعية جديدة لجميع حلفاء الناتو الجدد»، مؤكدا على أهمية التعاون والابتكار. وبالنسبة إلى كاميرون «فإذا كان تدخل بوتين غير القانوني في أوكرانيا يعلمّنا شيئاً، فهو أنّ القيام بأقلّ ممّا ينبغي وفي وقت متأخر للغاية لن يؤدّي إلا إلى تحريض المعتدّي».

وحذر قائلا: «نحن على مفترق طرق، إذا اتخذنا الخيارات الصحيحة، وتحركنا الآن، فإن مستقبلا مشرقا ينتظرنا، ولكن إذا ترددنا، فإن خصومنا سيكتبون لنا مستقبلنا». «نحن بحاجة إلى التحلي بالشجاعة، الشجاعة لتحديد مصيرنا».

سول:«صلات وثيقة» مع كييف

و«علاقة جيدة» مع موسكو

من جانب آخر، تعهّد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اليوم إقامة «علاقة جيّدة» مع روسيا والحفاظ في الوقت نفسه على «صلات وثيقة» مع كييف، مستبعداً في الوقت نفسه إمداد أوكرانيا بأسلحة فتّاكة.

وقال يون خلال مؤتمر صحفي إنّ سول «ستبذل قصارى جهدها لمواصلة التعاون الاقتصادي» مع موسكو رغم قربها من كييف.

وشدّد الرئيس الكوري الجنوبي على «الموقف الثابت» لبلاده والمتمثّل بعدم تزويد أي دولة تخوض حرباً بأيّ أسلحة فتّاكة.

وكوريا الجنوبية هي مصدّر رئيسي للأسلحة في العالم وقد طالبها حلفاؤها الأمريكيون والأوروبيون بأن تزوّد كييف بأسلحة لتعزيز قدرة أوكرانيا على التصدّي للتدخل الروسي لأراضيها.

وشدّد يون على أنّ بلاده تبذل «قصارى جهدها لتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة الإعمار، بما يتماشى وروح الدستور».

وأوضح الرئيس الكوري الجنوبي أنّ علاقات بلاده مع روسيا توترت بسبب شحنات الأسلحة التي تؤكد سول وواشنطن أنّ كوريا الشمالية تمدّ روسيا بها لاستخدامها في أوكرانيا. وقال: إنّ «تصدير كوريا الشمالية أسلحة هجومية لا يدعم فقط شنّ الحرب غير المشروعة في ما يتعلق بأوكرانيا، بل ينتهك بوضوح العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية بسبب أسلحتها النووية».

غير أنّ يون شدّد على أنّ هذه التوتّرات مع موسكو لن تثنيه عن العمل مع روسيا من أجل بناء علاقة جيدة معها. وقال: إنّ «روسيا دولة تربطنا بها علاقات جيدة منذ فترة طويلة».

وأضاف: «بسبب الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، لدينا مواقف في ما يتعلق بإدخال أسلحة إلى كوريا الشمالية».

وتابع «أما بالنسبة لعلاقتنا مع روسيا فسوف نتعاون على أساس كل حالة على حدة، وقد نعارض أو نكون حذرين اعتمادًا على اختلافات المواقف، لكنّنا سندير علاقتنا مع روسيا بسلاسة قدر الإمكان».