العرب والعالم

الناتو يدعو بوتين لسحب قواته من أوكرانيا "فورا".. وموسكو تعتبر العقوبات الغربية سببا لقيام الحرب

30 يونيو 2022
بكين تندد بمحاولات الحلف "العقيمة" لتشويه سمعتها
30 يونيو 2022

بريطانيا تتعهد بمساعدة عسكرية بقيمة مليار جنيه استرليني

مستشار ألمانيا: روسيا تهدد النظام الدولي

عواصم "وكالات": دعا ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسحب فوري لقواته من أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج امس الخميس في ختام قمة حلف الأطلسي في مدريد: "الحرب الوحشية للرئيس بوتين ضد أوكرانيا غير مقبولة على الإطلاق".

وأضاف الأمين العام للناتو أن الحرب العدوانية الروسية لا تتسبب في الموت والدمار في أوكرانيا فحسب، ولكنها تؤثر أيضًا على العالم بأسره في صورة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتابع ستولتنبرج: "لذا يتعين على الرئيس بوتين سحب قواته وإنهاء هذه الحرب على الفور من خلال التوقف عن مهاجمة دولة ديمقراطية ذات سيادة والتسبب في الكثير من المعاناة في أوكرانيا".

من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس أن روسيا تمثل تهديدا بالنسبة لأوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو".

وقال شولتس امس الخميس في ختام قمة حلف الأطلسي بمدريد بالنظر إلى الحرب الروسية ضد أوكرانيا: "هناك تهديد للنظام الدولي".

وتابع مستشار ألمانيا قائلا: "من خلال السياسة العدوانية (للرئيس الروسي) تمثل روسيا مجددا تهديدا لأوروبا وللتحالف".

وأضاف شولتس أن حلف الأطلسي يستخلص الاستنتاجات الصائبة من الوضع العالمي المتغير، وقال: "لذا يعزز حلف الناتو قدرته الدفاعية لاسيما بالنظر إلى أمن أعضائه بمحاذاة الجناح الشرقي".

حرب مروعة

من جهتها، تعهدت بريطانيا بتقديم مساعدات لأوكرانية بقيمة مليار جنيه استرليني (2ر1 مليار دولار).

ونقلت وكالة " بي ايه ميديا"البريطانية عن تروس القول إن "الأولوية القصوى" للحكومة هي مساعدة أوكرانيا في الانتصار في الحرب.

ويأتي التعهد بتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا عقب أن حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على بذل المزيد لمساعدة بلاده على مقاومة غزو بوتين.

وكانت بريطانيا قد تعهدت في قمة الناتو التي انتهت امس الخميس بتقديم تمويل لتزويد أوكرانيا بمعدات تشمل أنظمة دفاع جوي متطورة وطائرات درون ومعدات إلكترونية.

وقال مسؤولون بريطانيون إن المعدات تمثل أول خطوة لتمكين أوكرانيا من تجاوز مرحلة الدفاع وتنفيذ عمليات هجومية ضد القوات البرية الروسية لاستعادة الأراضي.

وقالت تروس" لم أقابل فلادمير بوتين. لا أعلم الدافع وراء شن هذه الحرب المروعة".

وأضافت" كل ما أعرفه أنه علينا أن نجعل أولويتنا القصوى وقف هذه الحرب وإخراج فلادمير بوتين والقوات الروسية من أوكرانيا".

يذكر أن الدول الأعضاء بحلف الأطلسي البالغ عددها 30 دولة قررت الأربعاء زيادة عدد الجنود في وضع التأهب العالي من 40 ألفا إلى 300 ألف جندي. كما سيتم نقل مزيد من الأسلحة الثقيلة، لاسيما إلى منطقة البلطيق وإلى بولندا. وقرر أعضاء الحلف أيضا ضم فنلندا والسويد كأعضاء جدد إلى التحالف.

مبررا للحرب

في المقابل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف امس الخميس إن العقوبات ضد موسكو قد يُنظر إليها في ظروف معينة على أنها عمل عدواني ومبرر للحرب.

وأضاف ميدفيديف "أود أن أشير مرة أخرى إلى أنه في ظل ظروف معينة يمكن أن تعتبر مثل هذه الإجراءات العدائية بمثابة عمل من أعمال العدوان الدولي، بل ويمكن حتى اعتبارها سببا للحرب"، مضيفا أن لروسيا الحق في الدفاع عن نفسها.

وواجهت روسيا سيلا من العقوبات الاقتصادية الصارمة من الدول الغربية ردا على عملياتها الحربية في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير، والذي تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة".

الانسحاب من جزيرة الافعى

ميدانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية ومكتب الرئيس الأوكراني امس الخميس إن القوات الروسية انسحبت من جزيرة سنيك، أو الأفعى، الأوكرانية والتي تحتل موقعا استراتيجيا في البحر الأسود.

وكتب أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "لم تعد هناك قوات روسية على جزيرة سنيك. لقد قامت قواتنا المسلحة بعمل رائع".

وأكدت وزارة الدفاع الروسية انسحاب قواتها من الجزيرة ووصفته بأنه "بادرة حسن نية" وقالت إن القوات أنجزت المهام الموكلة إليها هناك.

وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة تظهر أن روسيا لا تعرقل جهود الأمم المتحدة لفتح ممر إنساني لتصدير المنتجات الزراعية من أوكرانيا.

وحازت جزيرة سنيك، التي احتلتها روسيا في اليوم الأول من عملياتها العسكرية، اهتماما دوليا عندما رفض حرس الحدود الأوكرانيون المتمركزون هناك طلب سفينة حربية روسية منهم الاستسلام.

وكتبت القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا على موقع فيسبوك أنه بعد عملية ناجحة شملت استخدام وحدات صواريخ ومدفعية، أخلت القوات الروسية مواقعها فوق الجزيرة ورحلت على متن زورقين. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من الروايتين الأوكرانية والروسية.

وقال يرماك إن القوات المسلحة الأوكرانية طردت القوات الروسية من الجزيرة، مضيفا أن ادعاء موسكو أن الانسحاب جاء بدافع حسن النية غير صحيح.

من ناحية أخرى، قال مسؤول محلي امس الخميس إن أول سفينة شحن غادرت ميناء بيرديانسك الأوكراني الذي تحتله روسيا في بحر آزوف شرقي أوكرانيا، بعد أن قالت روسيا إن الألغام أزيلت من الميناء وأنه مستعد لاستئناف شحن الحبوب.

محاولات "عقيمة"

وفي موضوع اخر، نددت بكين بمحاولات حلف شمال الأطلسي "العقيمة" لتشويه سمعتها بعدما نشر التكتل العسكري الغربي وثيقة تقدم بكين للمرة ألاولى على أنها "تحد" لمصالحه.

وقال جاو ليجيان الناطق باسم الخارجية الصينية "هذه الوثيقة المزعومة حول مفهوم استراتيجي لحلف شمال الأطلسي لا تمت للواقع بصلة وتعرض الوقائع بشكل معاكس. وتمعن.. في تشويه صورة سياسة الصين الخارجية".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي "يمعن (الحلف) خطأ في تقديم الصين على أنها تحد للنظام وفي تشويه صورة سياسة الصين الخارجية"، مشددا على "معارضة (بكين) القوية" لذلك.

ورأى حلف شمال الأطلسي الأربعاء أن بكين تمثل "تحديا لمصالح" دول الحلف و"أمنها" في خريطة طريق جديدة أقرها خلال قمته في مدريد.

وكتب الحلف في هذا "المفهوم الاستراتيجي"، أن "طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحديان مصالحنا وأمننا وقيمنا"، مدينا "الشراكة الاستراتيجية" بين بكين وموسكو ضد "النظام الدولي".

وأدان الناتو خصوصا "الشراكة الاستراتيجية العميقة" بين بكين وموسكو "ومحاولاتهما المتبادلة لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد".

وأضاف البيان "تستخدم الصين مروحة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيادة نفوذها الدولي... فيما تبقى غامضة حول استراتيجيتها ونياتها وتعزيزها العسكري".

ورأى الناطق الصيني أن "تضخيم تهديد صيني مزعوم أمر عقيم كليا".

وأضاف "الصين لا تطرح التحدي الذي يتصوره الناتو. حلف شمال الأطلسي يشكل التحدي الفعلي للسلام والاستقرار العالميين".

وأضاف الناطق الصيني "يدّعي الناتو أنه منظمة إقليمية دفاعية. لكن في الوقائع يستمر في التوسع خارج نطاقه الإقليمي واختصاصه وفي التسبب بحروب وقتل المدنيين الأبرياء".

وشدد على أن "أيادي الناتو ملطخة بدم شعوب العالم" في إشارة خصوصا إلى تدخل الحلف في أفغانستان وليبيا أو قصف السفارة الصينية في صربيا العام 1999.

وتسبب الحادث الأخير بمقتل ثلاثة صحافيين صينيين ولطخ سمعة حلف شمال الأطلسي في الصين بشكل دائم.