No Image
العرب والعالم

المجتمع الدولي يصم آذانه عن سماع أنين الكارثة السورية

08 فبراير 2023
08 فبراير 2023

دمشق- عُمان – بسام جميدة: فشلت كل الإستغاثات والمناشدات والصور والفيديوهات وجهود الناشطين الإعلاميين في لفت انتباه المنظمات الإنسانية بالتوجه إلى الأماكن المنكوبة في الشمال السوري ومناطق ادلب التي تعتبر خارج سيطرة الحكومة السورية، كما أنها لم تصل للداخل السوري أيضا، من أجل القيام بواجبها في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض أو تقديم العون للناجين الذين باتوا في العراء، بعد يومين ويزيد من وقوع الكارثة، وكل ما يأتي حتى الآن هي مساعدات من بعض الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة.

ويقول سوريون ان كارثة الزلزال كشفت الازدواجية التي تتعامل بها تلك المنظمات، فلم نشاهد أو نسمع ردات فعل إنسانية على مستوى عالي وتوازي حجم الكارثة الطبيعية التي ألمت بالبلاد.

لا زال كثير من الضحايا تحت الأنقاض سواء في مناطق الداخل السوري أو خارج سيطرة الحكومة، وقد ناشد في الأمس رئيس الهلال الأحمر السوري المهندس خالد حبوباتي كل المنظمات والهيئات الدولية للتعامل مع الكارثة بطريقة إنسانية ودون تمييز، وأشار حبوباتي في مؤتمر صحفي عقده لهذه الغاية إلى أن سوريا تمد يدها للجميع لتلقي المساعدات وهي مستعدة لإيصالها للجميع بما فيها مدينة ادلب التي تعتبر خارج السيطرة السورية.

وفي ذات السياق، نشر القائمين على معبر باب الهوى الحدودي وبقية المعابر المتصلة بمناطق الشمال السوري، معبر باب السلام والراعي أنها مفتوحة ولكن لا تصلها المساعدات الأممية ولا المنظمات الدولية نهائيا وفق ناشطين هناك تم التواصل معهم عبر الواتس آب.

الوضع الكارثي والصور التي تتواصل من كل مناطق الكارثة تشي بالكثير من القصور الدولي في المساعدة وتقديم يد العون لأجل انتشال الضحايا والذين لا يزالون يصرخون من تحت الأنقاض لإنقاذهم ولكن غياب المعدات الأساسية وأشخاص محترفين وكلاب بوليسية ومعدات إرشادية تشير إلى أماكن الأحياء المتواجدين تحت الأنقاض يعانون البرد والألم.

وبدوره أوضح الرئيس المنتخب لوفد معارضة الداخل الى مفاوضات جنيف د. اليان مسعد

الذي يتابع ما يجري على أرض الواقع أن احدى النواقص التي أظهرتها هذه الكارثة الوطنية الإضافية (الزلزال المدمر بعدة محافظات) هي حاجتنا لفريق لإدارة للكوارث والأزمات تتبع رئاسة مجلس الوزراء تتيح تنسيق الاستجابة السريعة للمتطلبات الراهنة وتنسق عمل الحكومة بوزاراتها وأجهزتها وبالسرعة القصوى وتؤمن الانسجام التام مع التجاوب تجاه المجتمع الدولي وتستوعب مساعداته العاجلة المقدمة وتسهل عملها.

ويضيف "من تجربة جنديرس المُرّة حيث تهدم ثمانون بناءاً طابقيا وكانت الأولوية لإنقاذ السوريين من تحت الإنقاض وتركت دون مساعدة.. أقول أن بعد الإنقاذ أن نفكر بتامين الناس بالمأوى والطعام، فلتتوجه أولا كل معدات إزالة الإنقاض وفرق الإغاثة والفرق الطبية وسيارات الإسعاف الى المنازل المهدمة بالمناطق المنكوبة فالوقت يمر والناس مدفونة أحياء ولن تبقى الى ما لا نهاية، وانينها يفطر القلوب، ولنطلب من المجتمع الدولي معدات هندسة وأدوية واتصالات وكلاب بوليسية مدربة ومحروقات وسيارات إسعاف وأنترنت وكهرباء ووسائل تدفئة وإلخ. هذه هي الأولويات ولا يوجد أو لم يظهر مايسترو لتنظيم العمل الإغاثي، وهذا شكل نقطة ضعف لنا وقوة للأتراك الذين استقطبوا كل الإمكانيات التي قدمت من المجتمع الدولي، ويجب ان نخاطب العالم بالأرقام وبكل اللغات، فالعالم لا يعرف عربي، وليس معيبا طلب المساعدة من الجميع، ولتفتحوا الأبواب لوسائل الإعلام كلها لترى حجم المعاناة".

وفي تصريح لعُمان أكد المسؤول الإعلامي لمعبر باب الهوى مازن علوش أن المعبر مغلق من الجانب التركي لغاية هذه اللحظة ولم يصل أي مساعدة من أي جانب أممي وغير أممي ولم يخرج من باب الهوى أي مصاب باتجاه المشافي التركية بالكامل باستثناء أن الجانب التركي يسمح بدخول جثامين الشهداء السوريين الذين قضوا في الزلزال بالأراضي التركية واستقبلنا 120 جنازة ولا زالت الجثامين تصل تباعا، والأمم المتحدة تقول ان هناك مشاكل لوجستية وتحول دون وصولها للمناطق بشمال غرب سوريا، وهذا غير صحيح، فالطرقات مفتوحة وكل شيء جاهز لاستقبال المساعدات والمعبر آمن ونحن على استعداد لاستقبال أي قوافل أو مساعدات وتسهيل أي فرق ممكن أن تأتي ولكن هناك تغافل كبير عن الكارثة في الشمال السوري.