العرب والعالم

القصف الاسرائيلي يتواصل على رفح.. ومفاوضو حماس ينسحبون من محادثات القاهرة

09 مايو 2024
نتانباهو يسعى لتعطيل أي اتفاق هدنة.. وبايدن يهدد بقطع الأسلحة
09 مايو 2024

غزة "وكالات": قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم قطاع غزة في وقت حذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوما واسعا على مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين عند الحدود مع مصر.

وهذا التحذير هو الأشد الذي توجّهه الولايات المتحدة إلى إسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها التي اندلعت في 7 أكتوبر.

قال سكان إن القوات الإسرائيلية حشدت الدبابات وفتحت النار قرب تجمعات سكنية في رفح اليوم، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليهما قصفوا قوات إسرائيلية عند الأطراف الشرقية لرفح، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على مواقع إسرائيلية.

وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في غزة التي لم تجتاحها القوات البرية الإسرائيلية بعد، إن ثلاثة أشخاص استشهدوا وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.

وعند الطرف الشرقي للمدينة قال سكان إن طائرة هليكوبتر فتحت النار، فيما حلقت طائرات مسيرة فوق المنازل في عدة مناطق وبعضها على مقربة من أسطح البنايات.

ويأتي فيما استؤنفت الأربعاء مفاوضات غير مباشرة في القاهرة بين إسرائيل وحماس عبر قطر ومصر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى حل وسط بشأن هدنة وتجنب هجوم في رفح.

لكن اليوم، اعتبرت حماس أن "اجتياح رفح" يهدف إلى "قطع الطريق" على المحادثات معلنةً أن وفدها المفاوض غادر القاهرة.

وقال عضو المكتب السياسي في حماس عزت الرشق في بيان إن "إقدام (إسرائيل) على اجتياح رفح واحتلال المعبر، يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة" معلنا أن "وفدنا غادر القاهرة قبل قليل متجهًا للدوحة".

وكانت حماس وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة على دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح.

وقالت إسرائيل ان هذا الاقتراح "بعيد جدا عن مطالبها" وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار طالما "لم تهزم" حركة حماس التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ العام 2007.

ميدانيا، بعيد منتصف الليل، أفاد فريق تابع لوكالة فرانس برس بحصول قصف مدفعي كثيف لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر.

وقال طارق بهلول وهو أحد السكان، في شارع خال "الدبابات والطائرات تضرب... كل الوقت تسمع أصوات الصواريخ ولا نعرف أين تقع".

"مخيّب للآمال"

ويهدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو بشن هجوم على رفح التي يتكدس فيها 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين بسبب الحرب.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع محطة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية "قتل مدنيون في غزة" جراء ذخائر أمريكية محددا للمرة الأولى شروطا لتوفير المساعدة العسكرية لإسرائيل الحليف الكبير للولايات المتحدة.

وأضاف بايدن "إذا دخلوا (الإسرائيليون) إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق.. ضدّ مدن".

وتابع "لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت" حتى الآن في الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وردا على موقف بايدن، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أن هذا التحذير "مخيّب للآمال".

من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن حوالى 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو الماضي عندما طالبت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.

وأكد مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت تل أبيب في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.

وفي وقت سابق من الأسبوع الراهن، نشر جيش الاحتلال دبابات في رفح وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.