البيت الأبيض: سترسل قطعا بحرية لمساعدة رعايانا.. وعمليات متواصلة لاجلاء الأجانب من السودان
عواصم " وكالات ": دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية عبر البر والبحر والجو.
وفي هذا السياق، قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة سترسل قطعا بحرية لمساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان، لكن ليس هناك أي عمليات إجلاء أمريكية كبيرة تجري حاليا.
وأضاف المتحدث في مقابلة مع محطة (إم.إس.إن.بي.ٍسي) "ما زلنا نبحث الخيارات. لدينا قطع عسكرية لا تزال في المنطقة المجاورة إذا لزم الأمر، لكن الوقت ليس مناسبا لإجراء نوع من العمليات الكبيرة".
وتابع أن هناك عشرات الأمريكيين يتحركون بريا ضمن قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان وأن الجيش الأمريكي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية مسيرة.
وقال كيربي للمحطة التلفزيونية "سننشر قطعا بحرية في البحر الأحمر قبالة بورتسودان إذا ما كانت هناك حاجة لها لمساعدة الأمريكيين الذين يرغبون في المغادرة".
وفي وقت سابق، أجلت الولايات المتحدة نحو 100شخص، من موظفي سفارتها و"بعض الدبلوماسيين الأجانب من الخرطوم، في ثلاث مروحيات من طراز "ش-47 شينوك" أرسلتها من جيبوتي إلى اثيوبيا ثمّ إلى السودان، حيث بقيت على الأرض لأقل من ساعة. وشارك في العملية أكثر من 100عنصر من العمليات الأميركية الخاصة، ولا يزال في السودان آلاف المواطنين الأميركيين، يحمل بعضهم جنسية أخرى.
في هذه الاثناء، فر عشرات الآلاف من السودانيين برا إلى دول مجاورة مخاطرين بحياتهم، من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" اليوم الاثنين إن "المدنيين يفرون من مناطق تضررت جراء القتال، إلى تشاد ومصر وجنوب السودان". وقال المكتب إن آلاف اللاجئين يحتشدون أيضا عند الحدود مع إثيوبيا.
ووفقا للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 427 شخصا وأصيب 3700 آخرين منذ تفجر القتال. ومع ذلك، يُعتقد أن العدد الفعلي للضحايا أكثر من ذلك بكثير.
الى ذلك، قال مسؤولون في منطقة الرنك في دولة جنوب السودان اليوم الاثنين إن نحو عشرة آلاف لاجئ دخلوا البلاد قادمين من السودان في الأيام الماضية فارين من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال كاك باديت مفوض المنطقة لرويترز إن نحو 6500 عبروا الحدود يوم السبت وعبر ثلاثة آلاف آخرون امس ووصل المزيد اليوم الاثنين.
وقال داو أتورجونج قائد الجيش في الرنك إن ثلاثة أرباع الوافدين من مواطني جنوب السودان، والبقية من مواطني السودان وإريتريا وكينيا وأوغندا والصومال.
ويستضيف السودان 800 ألف لاجئ من جنوب السودان فروا من صراعات طويلة الأمد هناك. واستقلت دولة جنوب السودان في عام 2011.
وقال أتورجونج لرويترز "تقدم السلطات المحلية والسكان المساعدة للوافدين الجدد... حتى الآن لم تتدخل المنظمات الإنسانية".
وهناك أكثر من مليوني نازح في جنوب السودان، حيث أسفرت الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 2013 إلى 2018 عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف.
وعلى الصعيد الدولي، أعلن مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم أن أكثر من ألف من رعايا الاتحاد غادروا السودان في عمليات إجلاء تمت خلال اجازة نهاية الأسبوع. وقال لصحافيين "كانت عملية معقدة وناجحة".
وللاتحاد الأوروبي بعثة دبلوماسية في الخرطوم على غرار فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وتشيكيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم إجلاء "388 شخصا بينهم مواطنون فرنسيون أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا" من السودان، بعدما سيّرت منذ الأحد رحلات جوية عدّة بين الخرطوم وجيبوتي.
كما قامت العديد من الدول العربية والافريقية والاوروبية بعمليات اجلاء سريعة من السودان.
وعلى الارض، أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الإثنين، أن الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ، مؤكدة أنها تستمر في توسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في منشور أورده عبر حسابه بموقع "فيسبوك"،:"تبعثرت مجموعات المليشيا المتمردة على نطاق واسع بالخرطوم و أجزاء محدودة من الخرطوم بحري وسط الأحياء للاحتماء بهذه التجمعات السكنية واتخاذ المواطنين دروع بشرية".
وأشار إلى أن "الأبواق الإعلامية للطرف الاخر مازالت مستمرة في بث نفس الأكاذيب المتكررة منذ اليوم الأول والتي أصبحت غير مقنعة للمواطن بشأن الاستيلاء على مراكز القيادة العسكرية والقصر الجمهوري ومدينة جياد الصناعية ومراكز استراتيجية أخرى،وهذا غير صحيح".
وأضاف أن الإتصالات من قبل دول مختلفة مازالت مستمرة بشأن إجلاء البعثات وستستمر هذه العمليات بنفس درجة التنسيق التي أجريت اليوم.
وجددت القوات المسلحة نداءاتها لأفراد " الدعم السريع بأن مؤسستهم السابقة لم يعد لها مكان ضمن المنظومة الأمنية بالبلاد بعد تمردها، وبالتالي ندعوهم للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة السودانية والخروج من دائرة التمرد على الدولة، وذلك عن طريق التبليغ لأقرب وحدة عسكرية وسيتم استيعابهم بجيش البلاد من تاريخ التبليغ طبقا لقرارات القائد العام للقوات المسلحة".
بالمقابل، قالت قوات الدعم السريع في السودان إن "قوات الانقلاب نفذت غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة الخرطوم، اليوم الإثنين، استهدفت المدنيين بشكل مباشر في حي الدوحة بأم درمان ومنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم".
وأدانت قوات الدعم السريع، في منشور أوردته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، بشدة "هذا الاعمال العدوانية ضد المواطنين الأبرياء، من قيادة الجيش، وهي بهذا الفعل لا تستهدف قوات الدعم السريع وإنما الشعب السوداني".
وأضافت أن "هذه القوة تحركها أيادي معادية للشعب السوداني والإنسانية" مؤكدة وجود قواتها "في كافة الميادين من أجل انتزاع هذا الجزء الخبيث من أرض السودان والخروج ببلادنا إلى بر الأمان بأقل الخسائر والأضرار وسط المدنيين".
وأشارت إلى أن قواتها "تعمل وسط جماهير الشعب السوداني لتقديم الخدمات الأساسية وفتح ممرات إنسانية في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها بلادنا، إلى جانب انشغالها بإجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية".
ولفتت إلى أنها "أجلت اليوم بعثة دولة نيجريا وتساعد على إجلاء البعثة الهندية لمغادرة البلاد وبعثات آخرى تنتظرنا لتقديم الحماية والوصول بها إلى مناطق آمنة".
