No Image
العرب والعالم

الإحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين تصل الجامعات البريطانيةمواجهات بين الشرطة ومتظاهرين متضامنين مع غزة في أمستردام

09 مايو 2024
متظاهرون يقيمون حواجز في جامعة أمستردام
09 مايو 2024

لندن لاهاي "أ ف ب": بدأت الاحتجاجات الطلابية على الحرب في قطاع غزة تنتشر في المملكة المتحدة، فقد نُصبت مجموعة من الخيام ورُفعت أعلام فلسطينية وشعارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، في حدائق كلية الدراسات الشرقية والإفريقية(SOAS) في لندن.

يجلس طلاب، العديد منهم ملثمون، في دائرة على قماش أزرق فيما يجمع آخرون إمدادات ومستلزمات.

قالت يارا، وهي طالبة سابقة تبلغ 23 عاما إن أكثر من عشرين طالبا يشاركون في الحركة في هذه المؤسسة التعليمية. وظهرت مخيمات أخرى في عدد من الجامعات البريطانية على غرار المشاهد التي سادت في الجامعات الأمريكية.

وأضافت لوكالة فرانس برس أن الهدف هو "الضغط على الإدارة لتلبية مطالب الطلاب" المتمثلة في كشف الروابط مع شركات متواطئة في ما أطلقت عليه "اقتصاد الاستعمار غير القانوني لإسرائيل وتجارة الأسلحة".

انطلقت الحركة الطالبية من جامعة ووريك في وسط إنكلترا ب"مخيم التضامن مع غزة" في 26 أبريل.

وانتشرت الخيام بعد ذلك في جامعات نيوكاسل وإدنبره ومانشستر وكامبريدج وأكسفورد.

في إدنبره، بدأت مجموعة من الطلاب إضرابا عن الطعام للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وفي كامبريدج، تصطف خيام برتقالية اللون حول كينغز كوليدج.

وقالت الجامعة في بيان إنها تحترم حرية التعبير والحق في الاحتجاج، مضيفة في الوقت نفسه أنها لن تتسامح مع معاداة السامية وكراهية الإسلام وأي شكل آخر من أشكال الكراهية العنصرية أو الدينية".

ونظرا إلى أن الاحتجاجات في الولايات المتحدة تخلّلتها أعمال عنف ودفعت بعض الطلاب اليهود إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن سلامتهم، أعرب رئيس الوزراء ريشي سوناك عن رغبته في تجنب مشاهد مماثلة في المملكة المتحدة.

وتحدثت جمعية "كوميونيتي سايفتي تراست" التي تعمل خصوصا على ضمان سلامة الجالية اليهودية عن "مستوى غير مسبوق من معاداة السامية" منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وتلقى طلاب كلية الدراسات الشرقية والإفريقية الدعم الأربعاء من الرئيس السابق لحزب العمال اليساري جيريمي كوربين الذي شدد على أن الجامعة يجب أن "تدرك أن الطلاب لديهم آراء قوية ومشروعة وصحيحة".

واتُّهِم كوربين الذي عُلّقت عضويته في حزب العمال، بالسماح لمعاداة السامية بالازدهار داخل الحزب، وهو الذي وصف في الماضي حماس وحلفاءها بأنهم "أصدقاء".

وقالت يارا التي كانت في المخيم منذ نصب قبل ثلاثة أيام، إن الطلاب يعتزمون البقاء حتى تقبل الجامعة بمطالبهم "مهما طال الأمر".

وأضافت "كانت الليلة الأولى ممطرة ورطبة وموحلة. لكن بصراحة، مهما كان مستوى عدم راحة التخييم في الخارج بالنسبة إلى الطلاب، فهو مجرد جزء صغير من الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة".

من جهته، أكّد طالب في القانون والتنمية الدولية يبلغ 19 عاما ولم يكن قد شارك في السابق إلا في تظاهرات، أنه يريد الانضمام إلى المخيم في نهاية هذا الأسبوع.

وقال الطالب الذي لم يرغب في كشف اسمه "لا أعتقد أنني أستطيع الانتظار حتى أتخرج، لأن الناس يموتون".

في الأثناء اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الهولندية مع متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين بينما كان عناصرها يتحركون لإزالة حواجز أقيمت داخل حرم الجامعة الرئيسية في أمستردام والذي يشهد اضطرابات منذ الإثنين.

وقرابة منتصف الليل (22,00 ت غ)، أعلنت الشرطة في منشور على منصة إكس أنّها أوقفت 32 شخصاً بشبهة ارتكابهم "أعمال عنف وتدمير واعتداء وتحريض" في موقع الجامعة وفي شارع رئيسي وسط العاصمة الهولندية كان المتظاهرون قد أغلقوه بعد أن أخلتهم الشرطة بالقوة من الجامعة.

وأظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات محلية عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب وهم يتبادلون الضربات بالهراوات مع مجموعة من المتظاهرين خلال إخلائهم منطقة أمام مبنى بينينغاستيوس في وسط مدينة أمستردام.

وبحسب الشرطة فقد عمد متظاهرون بعد أن تمّ إخلاؤهم بالقوة من الجامعة إلى إغلاق شارع روكين، الشريان الرئيسي في العاصمة، حيث اندلعت مواجهات بينهم وبين عناصرها.

وقالت الشرطة إنّ "متظاهرين ألقوا الأمونيا على شرطة مكافحة الشغب".

ويطالب طلاب جامعة أمستردام بقطع العلاقات مع إسرائيل بسبب حرب غزة مستلهمين تحركهم من التظاهرات المستمرة في الجامعات الأمريكية.

وقالت شرطة أمستردام على منصة اكس أنّها نفّذت العملية "بتفويض من رئيس البلدية" بعد أن وجهت جامعة أمستردام اتهامات للمتظاهرين بينها زعزعة السلم وتدمير ممتلكات.

وأظهرت صور بثتها قناة "آيه تي 5" المحلية الشرطة وهي تعتقل عددا من المتظاهرين الذين بلغ عددهم بضع مئات.

وحاول متظاهر آخر إيقاف جرافة قبل القفز في قناة لتفادي محاولات الشرطة لاعتقاله.

وأظهرت الصور أيضا الشرطة وهي تحيط بمجموعة صغيرة من المتظاهرين الذين بقوا في الحرم الجامعي قبل أن تفرقهم، بينما كانت جرافة تزيل المواد المستخدمة لإقامة الحواجز.

ولوح متظاهرون بلافتات كتب عليها "فلسطين حرة" وهتفوا "عار عليكم" في وجه الشرطة.

وتقول الشرطة إن المتظاهرين لم يكونوا طلابا فقط، بل انضم إليهم عناصر "غير تابعين للجامعة كانوا يسعون عمدا إلى الاشتباك مع الشرطة".