اسرائيل تتمادى بالقتل والدمار وغزة تصرخ "أوقفوا الحرب الآن"
غزة"عواصم"وكالات": توغل الجيش الإسرائيلي بشكل أكبر في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في مدينة غزة اليوم في تذكير مؤلم لسكان غزة بأن اعتراف قوى غربية بدولة فلسطينية لا يعني نهاية أهوال الحرب.
وواصلت إسرائيل هجومها على غزة بعد يوم واحد من اجتماع العشرات من قادة العالم في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في تحول دبلوماسي تاريخي، رغم أن هذا التحول يواجه مقاومة شرسة من إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة.
ولحق الدمار بأغلب مناطق غزة بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية ويشهد القطاع أزمة إنسانية تشمل انتشار الجوع.
وقالت سلطات الصحة في غزة إن النيران الإسرائيلية قتلت 22 شخصا على الأقل في أنحاء القطاع اليوم، منهم 18 في مدينة غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الوقود سينفد من المستشفيات في القطاع في غضون أيام قليلة مما يعرض الأرواح للخطر.
وقالت هدى، وهي أم لطفلين من مدينة غزة "إحنا صامدين، وما حدا بيساعدنا، إحنا ما معنا فلوس ندفع ثمن النزوح للجنوب وكمان ما في أي ضمانات عنا إنه إذا نزحنا ما يقصفونا الإسرائيليين هناك".
وأضافت عبر تطبيق للتراسل "الأطفال طول الوقت بيرجفوا من صوت الانفجارات، الإسرائيليين بيمسحوا في مدينة عمرها آلاف السنين والعالم يحتفل في اعتراف رمزي بدولة ‘فلسطين’ لكن هل هذا الإعتراف سيوقف قتلنا؟".
وفجرت القوات الإسرائيلية مركبات مفخخة في حيي الصبرة وتل الهوا مع تقدم الدبابات بشكل كبير نحو الجانب الغربي من مدينة غزة. وقال سكان إن الانفجارات دمرت عشرات المنازل والطرق.
واعترفت فرنسا وعدّة دول أخرى الإثنين بـ"دولة فلسطين" من على منبر الأمم المتحدة، في مسعى إلى زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة في سياق مبادرة تاريخية في خطوة ليست كافية فيما يبدو لإحداث تغيير كبير على أرض الواقع و مفعولها ما زال رمزيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "حان الوقت لوقف الحرب والقصف في غزة والمجازر وفرار السكان..حان وقت السلام لأننا على وشك أن نصبح عاجزين عن تلقّفه".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن إقامة سفارة فرنسية في دولة فلسطينية عتيدة سيكون مرهونا بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وفي هذه الجلسة التي لم تحضرها لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل، حذت بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا حذو فرنسا باعترافها رسميا بدولة فلسطين.
وشجبت اسرائيل وحليفتها الأمريكية سلسلة الاعترافات هذه التي سبقتها إجراءات مماثلة اتّخذتها الأحد بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.
وأمسك ماكرون بزمام هذه المبادرة خلال مؤتمر ترأسه إلى جانب السعودية حول مستقبل حلّ الدولتين، بعد أشهر من المساعي الدبلوماسية المكثّفة لحشد أكبر عدد ممكن من البلدان ورسم خطّة سلام.
وأفضت الجهود المبذولة إلى اعتماد نصّ بالأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤيّد دولة فلسطينية عتيدة.
وباتت 151 دولة على الأقلّ من البلدان الـ193 العضو في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين.
ودعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان "بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي سيكون لها بالغ الأثر في دعم الجهود باتجاه تنفيذ حلّ الدولتين وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط".
غير أن هذه الاعترافات لا تغيّر وضع الفلسطينيين في الأمم المتحدة الذين يحظون بصفة مراقب في المنظومة، في ظلّ حؤول الولايات المتحدة دون منحهم العضوية الكاملة.
وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بجعل "دولة فلسطين عضوا بصفة كاملة في منظمة الأمم المتحدة".
وفي فرنسا، لقي الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ترحيب حوالي مئة بلدية برئاسة أحزاب يسارية رفعت العلم الفلسطيني على واجهة مبانيها.
* حل الدولتين
حل الدولتين هو حجر الأساس لعملية السلام التي دعمتها الولايات المتحدة والتي انطلقت باتفاقات أوسلو المبرمة عام 1993، لكن هذه العملية تكاد تكون انتهت تماما.
وهددت الحكومة الإسرائيلية إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، في الوقت الذي تمضي فيه قدما في حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة .
وتواجه إسرائيل تنديدا عالميا نتيجة لعملياتها العسكرية في غزة، والتي تقول سلطات الصحة في القطاع إنها أسفرت عن أكثر من 65 ألف شهيد فلسطيني.
ومع ذلك، بدأت إسرائيل هجوما بريا على مدينة غزة مع وجود فرص ضئيلة لوقف إطلاق النار، وتطالب بأن تسلم حركة حماس آخر الرهائن الذين احتجزتهم في الهجوم على إسرائيل عام 2023.
ومدينة غزة هي أهم مدن قطاع غزة، وكانت تضم أقوى كتائب حركة حماس قبل الحرب.
وقال أبو مصطفى، بعد ساعات من فراره من منزله في مدينة غزة لأن الدبابات الإسرائيلية كانت قريبة منه "هذه الدول تذكرت الآن إنه فلسطين محتلة ونسيت إنه غزة يتم مسحها،نريد للحرب أن تنتهي، وتتوقف المذبحة .
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات العالمية للحملة العسكرية وكذلك العزلة المتزايدة التي تواجهها إسرائيل، وهدد بأن الحرب لن تتوقف حتى يتم القضاء على حماس.
لكنه لم يضع خطة لإدارة غزة بعد الحرب، التي دمرت أغلب القطاع.
ومسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، خطوة رمزية إلى حد كبير،والفلسطينيون يريدون أن تنتهي على الفور الغارات الجوية والنقص الحاد في الغذاء والوقود والدواء.
وذكر أبو مهران سلمى (60 عاما)، وهو أحد سكان غزة الكثيرين الذين نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية " ربنا يوقف الحرب وخلاص".
ولم يكن لدى محمد البياري (36 عاما)، وهو أب لستة أطفال، متسع للتفكير في المساعي الدبلوماسية العالمية بينما كان هو وأطفاله يجرون عربةً تحمل القليل من أمتعتهم في غزة، خلال بحث استمر 14 ساعة عن مكان آمن لأسرته.
