احتجاجات في فرنسا تزامنا مع تسلّم رئيس الحكومة المكلّف مهامه
باريس"أ.ف.ب":تعهد رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو اليوم الأربعاء بإيجاد سبل مبتكرة للعمل مع المنافسين لإقرار ميزانية لتقليص الديون بينما وعد أيضا بسلوك مسارات سياسية جديدة بعد توليه منصبه في يوم يشهد احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة.
واختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس لوكورنو ليكون رئيس الوزراء الخامس خلال عامين، ليأتي بذلك بشخصية موالية من غير المرجح أن تتخلى عن أجندته الاقتصادية المؤيدة للأعمال.
وتولى لوكورنو المنصب خلفا لفرانسوا بايرو الذي أطاح به تصويت برلماني بحجب الثقة يوم الاثنين بسبب خططه لتقليص العجز الضخم في ميزانية البلاد، وهو الأكبر في منطقة اليورو.
قال لوكورنو، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، في خطاب مقتضب عقب مراسم تسلم مهام منصبه إن الحكومة ستحتاج إلى "أن تكون أكثر ابتكارا وأن تهتم أحيانا أكثر بالجوانب الفنية وأن تكون أيضا أكثر جدية" في تعاملها مع المعارضة.
وسلطت ردود الفعل على تعيين لوكورنو أمس الضوء على التحدي الذي يواجهه.
إذ قال اليسار المتطرف إنه سيسعى إلى الإطاحة به من خلال تصويت على الثقة فورا بينما أشار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى استعداده المبدئي للعمل معه بشأن الميزانية شريطة تلبية مطالبه فيها. انطلقت في فرنسا الأربعاء احتجاجات هدفها إظهار الغضب الشعبي تجاه رئيس الجمهورية، في يوم يبدأ وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو الذي كلّفه إيمانويل ماكرون تشكيل حكومة جديدة، مهامه.
وتشكّل الاحتجاجات التي دعي إليها تحت شعار "لنشلّ كل شيء" اختبارا حقيقيا للوكورنو (39 عاما) وهو حليف وثيق لماكرون وشغل منصب وزير الجيوش خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتجمّع متظاهرون في مختلف أنحاء البلاد منذ صباح اليوم الأربعاء، مع نشر 80 ألف شرطي للحفاظ على النظام.
وأقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي مدينة ليون (جنوب شرق) أغلق متظاهرون طريقا سريعا يمر عبر المدينة وأشعلوا النار في حاويات قمامة، في حين استخدمت الشرطة في مدينة نانت (غرب) الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكان وزير الداخلية برونو روتايو حذّر المتظاهرين من أنه لن يكون هناك "أي تسامح" مع الأعمال العنيفة أو عمليات إغلاق أماكن رئيسية.
وأفاد روتايو صحافيين بأنه تم توقيف حوالى مئتي شخص، معظمهم في باريس ومحيطها.
وقال أحد المتظاهرين في ليون ذكر فقط اسمه الأول وهو فلوران إن قرار ماكرون بتكليف حليف وثيق له لتشكيل حكومة هو "صفعة على الوجه".
وأضاف "لقد سئمنا من حكوماته المتعاقبة، ونحتاج إلى تغيير".
ويواجه لوكورنو مهمة صعبة تتمثل في بناء جسور عبر البرلمان المنقسم من دون غالبية صريحة لأي طرف، وضمان عدم مواجهة مصير بايرو الذي استمر في منصبه تسعة أشهر فقط.
وشكر لوكورنو ماكرون على ثقته وأشاد ببايرو "لشجاعته في الدفاع عن قناعاته حتى النهاية".
وأضاف "لقد أوكل إليّ رئيس الجمهورية مهمة تشكيل حكومة ذات توجه واضح يتمثل في الدفاع عن استقلالنا وقوتنا وخدمة الشعب الفرنسي وتحقيق الاستقرار السياسي والمؤسساتي من أجل وحدة البلاد".
