No Image
العرب والعالم

إطلاق صواريخ روسية من "بيلاروس باتجاه أوكرانيا "مع بدء الحرب شهرها الخامس

25 يونيو 2022
عشرات الآلاف يتظاهرون في جورجيا للمطالبة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
25 يونيو 2022

عواصم "وكالات": تواصل الهجوم الروسي السبت على أوكرانيا حيث أُطلقت صواريخ من أراضي بيلاروس، الحليف الدبلوماسي لموسكو، مع دخول الحرب شهرها الخامس.

انتقدت كييف إدانة موسكو لقرار قادة الاتحاد الأوروبي منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية التكتل. وأدرجت المساعدات لأوكرانيا على جدول اعمال قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد في ألمانيا، قبل قمة الناتو التي تستمر يومين اعتبارًا من الثلاثاء في مدريد.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا السبت في تغريدة "هذا لا يظهر سوى ضعف روسيا".

وياتي ذلك غداة تنديد موسكو ب "الاحتكار الجيوسياسي" لفضاء مجموعة الدول المستقلة (التي تضم العديد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق) بهدف "احتواء روسيا" معتبرة أن "هذه المقاربة العدوانية للاتحاد الاوروبي من شأنها ان تتسبب بانشقاقات جديدة وازمات جديدة اكثر عمقا في اوروبا".

كما اتهمت كييف موسكو بأنها تريد جرّ مينسك إلى الحرب" بعد أن أعلن الجيش الأوكراني أن 20 صاروخًا أُطلقت من أراضي بيلاروس، ومن الجو استهدفت قرية ديسنا في منطقة تشيرنيهيف الحدودية (شمال) السبت نحو الساعة الخامسة صباحًا (الثانية صباحا بتوقيت جرينتش) بدون سقوط ضحايا.

وسبق ان نفذت ضربات من بيلاروس منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

وأكدت موسكو السبت أنها قتلت "ما يصل إلى 80" مقاتلًا بولنديًا في قصف استهدف شرق أوكرانيا، حيث تستعرّ المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه قُتل "ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين ودُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة وثمانية قاذفات صواريخ متعددة غراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا" في منطقة دونيتسك.

وتقع هذه المدينة التي تُسمّى كوستيانتينيفكا في أوكرانيا، في منطقة دونيتسك التي تشهد معارك عنيفة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

ولم تحدد الوزارة الروسية ما إذا شنّت عمليات القصف على هذه المدينة الجمعة أو السبت.

وأكدت أيضًا مقتل "أكثر من 300 عسكري أوكراني ومرتزقة أجانب، وتدمير 35 سلاحًا ثقيلًا خلال يوم واحد في ميكولايف" في جنوب أوكرانيا.

ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقلّ.

وتسمّي روسيا جميع المتطوّعين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية "مرتزقة".

وفي أبريل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت حوالى 30 من "المرتزقة" البولنديين في منطقة خاركيف (شمال شرق أوكرانيا).

"الأوكرانيون يصدون هجمات روسية"

من جانب آخر، أفاد أحدث تقرير أصدرته هيئة الأركان العامة في أوكرانيا، السبت، أن المقاتلين الأوكرانيين صدوا هجمات شنتها القوات الروسية على طريق إمداد مهم لمدينة ليسيتشانسك شرقي البلاد.

وأضاف التقرير أن المقاتلين الأوكرانيين أوقفوا هجمات المشاة على الطريق بين فولوديميريفكا وبوكروفسك، بالقرب من باتشموت. ويمر طريق إمداد رئيسي من باتشموت إلى ليسيتشانسك عبر البلدتين.

وتركز القوات الروسية حاليا القصف الثقيل على مدينة ليسيتشانسك التي تقع عبر النهر من سيفيرودونيتسك وهي مركز حضري مهم تنازلت عنه القوات الأوكرانية مؤخرا بعد أسابيع من القتال المكثف.

وتستهدف القوات الروسية المدينة بالمدفعية والقصف الجوي حيث أن الهدف الإستراتيجي المقبل في عين روسيا هو السيطرة على إقليم دونباس.

وتحاول القوات الروسية أيضا حصار المدينة من الجنوب، بحسب تقرير هيئة الأركان. وفي وقت سابق، ذكر الجيش الروسي أنه حاصر ليسيتشانسك من جهة الجنوب.

وبالاتجاه أكثر نحو الجنوب، تحاول القوات الروسية استعادة مناطق في خيرسون التي سيطرت عليها سابقا ثم خسرتها. واحتلت روسيا المنطقة في بداية الحرب ولكن المقاتلين الأوكرانيين استعادوا بعض الأجزاء.

وترى وزارة الدفاع البريطانية أن من المرجح أن أوكرانيا تقوم بإعادة تشكيل دفاعاتها عن منطقة سيفيرودونيتسك- ليسيتشانسك فيما تواصل الوحدات المدرعة الروسية إحراز مكاسب تدريجية على الحافة الجنوبية للمنطقة العمرانية.

ورجح المحللون أيضا أن القيادة العليا الروسية أطاحت بالعديد من الجنرالات من مناصب قيادية عملياتية رئيسية في الحرب منذ بداية يونيو.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليوم: "يشمل هذا قائد القوات المحمولة جوا الجنرال الكولونيل أندريه سيرديوكوف، وقائد مجموع القوات الجنوبية الجنرال العسكري أليكسندر دفورنيكوف".

زيلينسكي: سأكافح من أجل إطلاق سراح مقاتلين أمريكيين

من جهة اخرى، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقاتلين الأمريكيين اللذين أسرتهما روسيا وهما يقاتلان في أوكرانيا ضد غزو موسكو للبلاد، بأنهما بطلان.

وأكد زيلينيسكي في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، وقال إنه سوف يكافح من أجل إطلاق سراحهما.

وأعلنت أسرتا المقاتلين ألكسندر دروك وآندي هاين الاثنين في عداد المفقودين في وقت سابق الشهر الجاري، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء السبت.

وقالت الحكومة الأوكرانية في مارس الماضي إن حوالي عشرين ألف شخص من مختلف أنحاء العالم استجابوا لنداء كييف وانضموا إلى فيلق أوكرانيا الدولي للقتال ضد القوات الروسية.

وقال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق الأسبوع الجاري إن الرجلين يواجهان عقوبة الإعدام، وأعرب عن اعتقاده أن اتفاقيات جنيف ربما لا تطبق عليهما حيث إن موسكو لا تعتبرهما جزءا من الجيش الوطني الأوكراني.

" توترات بين روسيا وبولندا"

الى ذلك وصلت التوترات على اشدها بين روسيا وبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تزود أوكرانيا بالسلاح.، وأكد عمدة سمولينسك الروسية إزالة العلم البولندي من نصب ضحايا مجزرة كاتين التي جرت عام 1940 وشهدت مقتل نحو 25 ألف بولندي بأمر من ستالين.

في خاركيف (شمال شرق أوكرانيا)، ثاني مدينة في أوكرانيا تقاوم ضغوط القوات الروسية منذ بدء الهجوم، تتساقط الصواريخ مرة أخرى يوميًا على مركز المدينة.

وذكرت خدمة الطوارئ الأوكرانية أن أحد الصواريخ أصاب مبنى إداريا قرب الفندق الذي كان يقيم فيه فريق وكالة فرانس برس ليل الجمعة والسبت، واندلع حريق بدون وقوع إصابات. تم استهداف المبنى من قبل.

وقال جندي في الموقع فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس السبت إن "الروس ينهون ما بدأوه".

لاحظ فريق وكالة فرانس برس الجمعة كلبًا ضالًا ينهش بقايا بشرية في تشوغويف، على بعد حوالى 30 كيلومترًا جنوب شرق خاركيف، حيث قالت السلطات إن ستة أشخاص قتلوا الثلاثاء في قصف هذه المدينة الواقعة بين خاركيف والمواقع الروسية.

في جنوب أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيانها السبت مقتل "أكثر من 300 عسكري أوكراني ومرتزقة أجانب، وتدمير 35 سلاحًا ثقيلًا خلال يوم واحد في ميكولايف".

شرقاً، دخلت القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو السبت ليسيتشانسك وتدور "معارك شوارع" في هذه المدينة المجاورة لسيفيرودونيتسك الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا والتي توشك موسكو على السيطرة عليها، وفق ما أعلن الانفصاليون.

وقال ممثل للانفصاليين الموالين لروسيا اللفتنانت كولونيل أندري ماروتشكو عبر تلغرام إن عناصر "الميليشيا الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية والجيش الروسي دخلوا إلى مدينة ليسيتشانسك... وتدور معارك شوارع فيها حاليًا".

وتلقى الجيش الأوكراني الجمعة أوامر بالانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، وهي خطوة حاسمة بالنسبة لموسكو التي تريد احتلال كامل منطقة دونباس الصناعية التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014 وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل.

لا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصا في منطقة دونباس الصناعية (شرق أوكرانيا)

"الانسحاب يمكن اعتباره تكتيكيًا"

من جانبه، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على صفحته على فيسبوك إنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي "على ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو"، مؤكدا أن ذلك "سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد".

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك "لم يعد من المنطقي البقاء في مواقع قصفت باستمرار لأشهر" وبينما أصبحت المدينة "مدمرة بشكل شبه كامل" بسبب عمليات القصف المستمرة.

وأضاف أن "البنية التحتية الأساسية بأكملها دمرت 90% من المدينة تضرر و80% من المنازل يجب هدمها".

ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة هذه أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييرا جذريا للوضع على الأرض.

وقال مسؤول عسكري فرنسي طالبا عدم كشف هويته إن "الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل".

وأكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليشز لفرانس برس أن "الرؤية الشاملة - حرب بطيئة لمواقع محصنة - لم تتغير". وأضاف أن "الانسحاب كان مقررا من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكيًا"، مشيرا إلى أن المقاومة الأوكرانية سمحت لكييف بتعزيز جبهاتها الخلفية.

ورأى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضا طالبا عدم كشف هويته أن القوات الأوكرانية "تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها".

من جانبه ، أصدر رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، طلبا للتوضيح بعد سلسلة من مقاطع الفيديو المزيفة التي خدعت رؤساء بلديات في عواصم أوروبية، للاعتقاد بأنهم يتحدثون معه.

وقال كليتشكو في مقطع فيديو، تم تداوله عبر صحيفة"بيلد" السبت هذه طاقة إجرامية. يجب التحقيق بشكل عاجل مع من يقف وراءها".

وأضاف أنه لا يحتاج على الإطلاق إلى مترجم للمحادثات باللغة الألمانية أو الإنجليزية.

وقال عمدة فيينا ميخائيل لودفيج إنه استشعر غرابة في الصوت خلال المحادثة التي اعتقد أنه يجريها مع كليتشكو.

وقال لودفيج لقناة "أو آر إف" إن الرجل الذي اعتقد أنه عمدة كييف أصبح لحوحا بشكل غير عادي عند نهاية المكالمة.

ووصف لودفيج الواقعة بالمزعجة ولكنها "ليست مشكلة كبيرة" بالوضع في الاعتبار أنهم لم يتناولوا أي قضايا صعبة.

وقال متحدث باسم لودفيج لوكالة الأنباء الألمانية إن لودفيج تلقى الدعوة للمكالمة من كييف التي يفترض أنها لشكره على مساعدة أرسلتها فيينا، مضيفا أن هذا أمر معتاد.

وقال الناطق "المحادثة أجريت بالإنجليزية وهو ما كان غريبا بشكل لا يمكن إنكاره".

وبدأ مسؤولو الأمن الألمان في وقت سابق، تحقيقات في شخص بدا أنه كليتشكو وتحدث مع عمدة برلين فرانسيسكا جيفي.

وتفترض الشرطة، بحسب أحد المتحدثين باسمها، أن الحادث ذو دوافع سياسية. والشرطة الرسمية مسؤولة عن الجرائم ذات الدوافع السياسية.

وتشككت عمدة برلين جيفي خلال اتصال بالفيديو أمس الجمعة فيما إذا كانت مرتبطة بالفعل بعمدة كييف كليتشكو كما كان مخططا أم لا.

وانتهت المحادثة قبل أوانها.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الشيوخ في ولاية برلين، ليزا فريريكس، مساء أمس: "خلال الربع الأول من الساعة كان الأمر غير واضح على الإطلاق".

ولكن بعد ذلك أثيرت بعض القضايا التي جعلت جيفي تتشكك في أمر محدثها.

وذكرت فريريكس بالقول: "كان الأمر يتعلق بحقيقة أنه أشار إلى محادثة مزعومة مع السفير (أندريه) ميلنيك، وسأل كيف نرى أن الكثير من الأوكرانيين يريدون التسلل إلى المزايا الاجتماعية في برلين".

وفي مدريد أيضا سرعان ما شكك العمدة خوسيه لويس مارتينيز ألميدا في مكالمة بالفيديو مع العمدة المزعوم كليتشكو وقام على الفور بقطع المحادثة، كما أكد المتحدث باسم مكتب عمدة المدينة دانييل باردايو كوليبروك.

"عشرات الآلاف يتظاهرون في جورجيا"

وفي سياق مختلف، خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شوراع العاصمة الجورجية تبليسي مساء الجمعة للمطالبة بإنضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي.

وجاءت المظاهرة بعد أن منح قادة الاتحاد الأوروبي أوكرانيا ومولدوفا وضع مرشح يوم الخميس خلال قمة للاتحاد الأوروبي، في حين تم منح جورجيا إمكانية الحصول على وضع مرشح رسمي بمجرد أن تجري إصلاحات.

كما دعا المتظاهرون رئيس الوزراء ايراكلي جاريباشفيلي إلى الاستقالة، قائلين إن حكومته لم تضغط بما فيه الكفاية لكي تصبح جورجيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، حسبما أفادت وسائل إعلام جورجية.

وطالب منظمو الاحتجاج خارج البرلمان بتشكيل حكومة انتقالية.

وقال أحد المتحدثين خلال الاحتجاج "إذا كانت الحكومة لا تريد سماع إرادة الشعب الجورجي.. فسوف نريهم غضب الشعب الجورجي بشكل لم يروه من قبل على الإطلاق".