إستشهاد عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة.. ومفاوضات الهدنة لا تزال "في المرحلة الأولى"
عواصم "وكالات": أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إستشهاد 18 فلسطينيا على الأقل في غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية في القطاع.
وقال بصل لوكالة فرانس برس ان طواقم الجهاز نقلت "18 شهيدا على الاقل وعشرات الإصابات منذ فجر اليوم (بعد الساعة الثانية فجرا بتوقيت القدس) في غارات جوية اسرائيلية على القطاع".
وأوضح ان بين القتلى "6 شهداء باستهداف غارة جوية إسرائيلية لخيمة في حي الرمال في مدينة غزة".
وقتل ثمانية آخرون في غارتين جويتين شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية على منزلين غرب مدينة غزة، بحسب بصل.
كما اشار الى نقل "شهيدتين و13 إصابة بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشاكوش في رفح قرب نقطة توزيع المساعدات الأمريكية".
ومن بين القتلى القيادي في حركة حماس محمد فرج الغول، بحسب بيان للحركة.
وقالت الحركة في بيانها انها "تنعي النائب في المجلس التشريعي، ورئيس اللجنة القانونية فيه، ووزير العدل الأسبق في الحكومة الفلسطينية".
من جهتها، اعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 58,479 شهيدا و139,355 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وافاد البيان بأن حصيلة القتلى منذ 18 مارس ارتفعت الى 7565 شخصا، اي عندما استأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة بعد أن انهارت هدنة هشة استمرت شهرين.
واوضح ان "اجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا الى المستشفيات بلغ 844 اضافة الى أكثر من 5,604 إصابات".
طفلا من كل عشرة
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم إن طفلا من كل عشرة يخضعون للفحص في العيادات التي تشغلها في غزة يعاني من سوء التغذية.
وذكرت جولييت توما مديرة الاتصالات في الأونروا للصحفيين في جنيف عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة الأردنية عمان "تؤكد فرقنا الصحية ارتفاع معدلات سوء التغذية في غزة، خاصة منذ تشديد الحصار قبل أكثر من أربعة أشهر".
وقالت الأونروا إنها فحصت أكثر من 240 ألف طفل وطفلة دون سن الخامسة في عياداتها منذ يناير 2024، مضيفة أن رصد الإصابة بسوء التغذية في قطاع غزة كان نادرا ما يحدث قبل الحرب.
وقالت توما "قال لنا أحد الممرضين الذين تحدثنا إليهم إنه لم يكن يعرف في الماضي عن حالات سوء التغذية إلا من خلال الكتب والأفلام الوثائقية".
وأضافت "الأدوية وإمدادات التغذية ومواد النظافة والوقود جميعها تنفد سريعا".
ورفعت إسرائيل في 19 مايو حصارا كانت تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة استمر 11 أسبوعا، مما سمح باستئناف دخول شحنات محدودة من الأمم المتحدة. غير أن الأونروا لا تزال ممنوعة من إدخال المساعدات إلى القطاع.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس الاثنين تشخيص إصابة أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية في غزة الشهر الماضي، من بينهم أكثر من 1000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد وشديد. وقالت إن هذه زيادة تسجلها للشهر الرابع على التوالي.
"المرحلة الأولى"
قالت قطر التي تقود جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة، إن المفاوضات التي دخلت أسبوعها الثاني من دون إحراز تقدم، لا تزال في "المرحلة الأولى"، وأن الجهود مستمرة بين الوفود في الدوحة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي اليوم أن "المفاوضات لا تزال في المرحلة الأولى المرتبطة تحديدا بالوصول إلى اتفاق مبدئي حول المفاوضات التي ستبدأ في المرحلة القادمة".
وأضاف الأنصاري "الجهود لا نزال مستمرة والوفود هنا في الدوحة تواصل اجتماعاتها بشكل حثيث وكما كان هو الحال دائما التنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع "لا يمكننا أن نقول إن الاتفاق سيتم غدا ولا يمكننا أن نقول إن المفاوضات ستنهار غدا، هذا أمر يتم التعليق عنه في حينه".
وكان مسؤول مطلع على المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أفاد وكالة فرانس برس الإثنين بأن الوسطاء يبحثون "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض في الدوحة.
ودخلت المفاوضات بشأن غزة الاثنين أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، إذ تسودها حالة جمود منذ أواخر الأسبوع المنصرم، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوما يتخللها الإفراج عن رهائن.
وعلّق الأنصاري "نعتبر أنه ليس هناك جمود، بمعنى أن المحادثات ما زالت قائمة. هذه المباحثات للوصول اتفاق إطاري ما زالت قائمة لم تتوقف ولم تنقطع منذ بدايتها حتى اليوم".
وقال إن "ما قد يبدو أنه الخطوات الأخيرة يتحول أحيانا إلى مرحلة جمود تستمر لأشهر، وما قد يبدو أحيانا أنه عنق زجاجة ينتهي باتفاق".
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر محادثات تهدف إلى إقرار هدنة في غزة للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لكن هذه الجهود لم تثمر الى الآن هدنة طويلة الأمد.
تحسين الوضع الإنساني
حثت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس إسرائيل اليوم على تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وقالت لدى وصولها لمقر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل " الأمر لا يتعلق بورقة الاتفاق، ولكن بتطبيق هذه الورقة".
وأضافت قبل أن تدعو لوقف لإطلاق النار: "طالما لم يتحسن الوضع، فذلك يعني أننا جميعا لم نبذل جهدا كافيا"، حسبما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب).
ووفقا للاتفاق، وافقت إسرائيل على السماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة وفتح المزيد من المعابر وتحسين توزيع المساعدات الغذائية واستئناف إمدادات الوقود والسماح بأعمال إصلاح خطوط الكهرباء ومنشآت إمدادات المياه.
وقالت كالاس إن هناك " بعض الدلالات الإيجابية"، مضيفة " لكن بالطبع نحن في حاجة لرؤية المزيد من أجل أن نشعر بتحسن حقيقي بالنسبة للأشخاص على الأرض".
ووصفت كالاس الوضع الإنساني في غزة بـ " الكارثي ". وأوضحت "طالما لم يتحسن الوضع، إذن فنحن لم نبذل ما يكفي" مضيفة أن توفير المساعدات الإنسانية أصبح أكثر صعوبة بما أنه لا يوجد وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس.
تحضيرات الاعتراف
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إن مؤتمرا للأمم المتحدة أعيدت جدولته هذا الشهر سيناقش خطط ما بعد الحرب على غزة والتحضيرات للاعتراف بدولة فلسطينية من قبل فرنسا وآخرين.
وكانت فرنسا والسعودية خططتا لاستضافة المؤتمر في نيويورك في الفترة من 17 إلى 20 يونيو ن بهدف وضع معالم خارطة طريق لدولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل.
وقال بارو في بروكسل قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "الهدف هو رسم معالم خارطة الطريق لما بعد حرب غزة والتحضير للاعتراف بدولة فلسطينية من قبل فرنسا والدول التي ستشارك في هذا النهج".
وتأجل المؤتمر بضغط من الولايات المتحدة وبعد اندلاع الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوما وتسببت في إغلاق عدة دول في منطقة الشرق الأوسط لمجالها الجوي مما جعل من الصعب على ممثلي بعض الدول العربية الحضور.
وقال دبلوماسيون الجمعة إنه تمت إعادة جدولة المؤتمر لينعقد يومي 28 و29 يوليو الجاري.
وكان من المقرر أن يشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المؤتمر وألمح سابقا إلى احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل خلال المؤتمر، وهي خطوة تعارضها إسرائيل.
وبات حضور ماكرون للمؤتمر غير متوقع مما يقلل من احتمال صدور أي قرارات كبيرة.
ويقول دبلوماسيون إن ماكرون واجه مقاومة من حلفاء مثل بريطانيا وكندا بشأن مساعيه للاعتراف بدولة فلسطينية.
