العرب والعالم

أوكرانيا تدمر صواريخ " كروز" في القرم.. وموسكو تنفي حدوث ذلك موكدةً أنها صدّت هجومًا بمسيّرات

21 مارس 2023
كييف تشيد بزيارة رئيس الوزراء الياباني "التاريخية"
21 مارس 2023

عواصم " وكالات": أعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء تدمير صواريخ "كروز" روسية في انفجار في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، فيما نفت موسكو حدوث ذلك موكدةً أنها صدّت هجومًا بمسيّرات.

وقالت إدارة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان على تلغرام "دمّر انفجار في بلدة دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتًا صواريخ كروز روسية من طراز كاليبر-إن كاي أثناء نقلها على السكك الحديد".

من جهتها، قالت الناطقة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ناتالي غومنيوك، حسبما ذكرت وسائل إعلامية، إن كييف تعتبر أنه من المهم "ضرب اللوجستيات الروسية" لإضعاف خصمها، ودجانكوي "نقطة مركزية لربط" السكك الحديد المستخدمة لنقل إمدادات الجيش الروسي.

لكن روسيا أكّدت اليوم الثلاثاء من جهتها أنها أسقطت طائرات مسيّرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم في اليوم السابق، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لها.

مساء الإثنين، "صدّت الدفاعات الجوية هجوماً بطائرات مسيّرة قرب مدينة دجانكوي في القرم"، حسبما أعلنت لجنة التحقيق الروسية.

وقالت اللجنة في بيان إنّ "أهداف كلّ المسيّرات التي أُسقطت كانت بنى تحتية مدنية".

من جهته، أشار حاكم القرم المعيّن من قبل موسكو سيرغي أكسيونوف إلى إصابة شخص جراء سقوط حطام طائرة مسيّرة على منزل ومتجر.

واتهم أوليغ كريوتشوف مستشار أكسيونوف السلطات الأوكرانية بشنّ هذا الهجوم "انتقاماً" لضم القرم من قبل موسكو، بعد أيام على الذكرى التاسعة لهذا الضم.

في هذه الاثناء، أعلن حاكم منطقة روسية أن اوكرانيا شنت اليوم الثلاثاء هجوما بطائرة مسيرة على محطة لضخ النفط في منطقة روسية حدودية بدون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.

وقال حاكم منطقة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز على تلغرام إن "القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت طائرة مسيرة لمهاجمة منطقة محطة ضخ النفط نوفوزيبكوف التابعة لشركة ترانسنفت. لم يؤد ذلك الى سقوط ضحايا".

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن الحكومة وافقت على اتخاذ خطوط لتطهير الأراضي الزراعية من الألغام، استعدادا لللزراعة خلال فصل الربيع، وفقا لما جاء في الموقع الإلكتروني للوزارة.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الوزير قوله إن الحكومة تعتزم إعطاء أولوية ل إزالة الألغام من الأراضي التي ستكون الزراعة بها خلال فصل الربيع ذات جدوى اقتصادية.

وأضاف الوزير أنه يتعين إجراء عملية بحث، وإزالة للألغام من نحو 470 ألف هيكتار من الأراضي الزراعية في دنبروبيتروفسك وزابوريجيا وكييف وخاركيف وخيرسون ومدن أخرى.

وفي تطور لافت، أشادت كييف اليوم الثلاثاء بـ"الزيارة التاريحية" التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الى كييف باعتبارها تدلّ على "تضامن" من جانب طوكيو بعد أكثر من سنة على التدخل الروسي في اوكرانيا.

وكتبت نائبة وزير الخارجية الأوكراني الأولى أمينة جبار على موقع "تويتر"، "هذه الزيارة التاريخية تدلّ على تضامن وتعاون قوي بين أوكرانيا واليابان. نحن ممتنون لليابان على دعمها القوي ومساهمتها في انتصارنا المقبل".

وزار رئيس الوزراء الياباني مدينة بوتشا حيث اتهمت القوات الروسية بقتل مدنيين خلال أسابيع من انتشارها في هذه المنطقة الواقعة في ضواحي كييف، السنة الماضية.

وكيشيدا الذي كان العضو الوحيد من مجموعة السبع الذي لم يتوجه الى كييف منذ بدء النزاع في فبراير 2022، سيلتقي هناك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

يذكر ان طوكيو انضمت إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وأعلنت في فبراير عن مساعدة جديدة بقيمة 5,5 مليار دولار (5,1 مليار يورو) لأوكرانيا. غير أن اليابان لم تقدم لكييف مساعدة عسكرية إذ أن ذلك محظور بموجب دستور البلاد السلمي.

وفي وقت سابق من يوم اليوم الثلاثاء، اعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف اليوم للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في زيارة نادرة لم يُكشف عنها مسبقا في إشارة إلى دعم طوكيو القوي لأوكرانيا ضد الحرب الروسية.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان إن كيشيدا سيعرب عن دعمه لأوكرانيا وتضامنه معها في أعقاب تدخل القوات الروسية للأراضي الأوكرانية قبل أكثر من عام.

وأضاف البيان أن كيشيدا سيعرب أيضا عن "احترامه لشجاعة الشعب الأوكراني ومثابرته في الوقوف للدفاع عن وطنه".

وتتزامن رحلة كيشيدا إلى أوكرانيا مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا. وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء إن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين حلقتا فوق بحر اليابان لأكثر من سبع ساعات فيما يبدو أنه رد على زيارة كيشيدا لأوكرانيا.

واكتنفت حالة من السرية تفاصيل رحلة رئيس الوزراء الياباني إلى أوكرانيا حتى اللحظات الأخيرة لأسباب أمنية.

وعرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية لقطات لكيشيدا وهو يتحدث إلى مسؤولين بعد وصوله إلى كييف بالقطار، الذي أقله من بلدة شيميشيل على الحدودية الأوكرانية البولندية.

شي يؤكد عزمه إعطاء الأولوية لعلاقته "الاستراتيجية"

وفي سياق آخر، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء أن بكين ستواصل إعطاء الأولوية للعلاقات "الاستراتيجية" مع روسيا، واصفا البلدين بانهما "قوتان كبريان"، ليعبر بذلك عن توافقه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب وفي خضم الحرب في اوكرانيا.

ووصل شي بعد الظهر امس إلى الكرملين حيث كان بوتين في استقباله في مستهل قمة تكرس للعلاقات الثنائية بشكل خاص.

قبل ذلك، وفي اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها الى روسيا، اعتبر شي جينبينغ ان زيارته تنطوي على "منطق تاريخي" "لاننا أكبر قوتين كبريين جارتين ونحن شريكان استراتيجيان على كل المستويات".

الرئيس الصيني الذي كان يتحدث خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، قال أيضا أن بكين "ستواصل إعطاء الأولوية للشراكة لاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا" بحسب تصريحات أوردتها وكالات الانباء الروسية.

أعلن شي الذي عقد أول لقاء الاثنين مع بوتين، انه دعا نظيره الروسي لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توترا مع الغرب. وذلك رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين.

وكان النزاع في اوكرانيا على جدول اعمال محادثات شي وبوتين اليوم الثلاثاء بعدما عقدا خلوة الإثنين استمرت أربع ساعات ونصف في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين.

خلال هذا اللقاء الأول ابدى بوتين استعداده لبحث مبادرة بكين الهادفة لوقف النزاع في اوكرانيا.

وقال بوتين متوجها إلى شي بوصفه "صديقي العزيز" في بداية اللقاء "أعرف أن... لديكم موقفا عادلا ومتوازنا في المسائل الدولية الأكثر إلحاحا".

وقال إنه يدرس المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا مؤكدا أن روسيا والصين لديهما "الكثير من الأهداف" المشتركة.

من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده "ستواصل لعب دور بناء" بحثا عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "الصين الجديدة" للأنباء.

وتطرح الصين نفسها في موقع الوسيط في أوكرانيا وأصدرت في فبراير وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

غير أن الدول الغربية تعتبر أن دعم بكين لموسكو لا يسمح لها بأن تكون وسيطا ذا مصداقية. واتهمت واشنطن مؤخرا السلطات الصينية بأنها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم.

ويرى البعض في الغرب أن الصين قد تتخذ التدخل الروسي في أوكرانيا نموذجا لشن هجوم على تايوان.

وشكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين بمقترحات بكين "للسلام" في أوكرانيا وقال "على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها".

ولفت إلى أن شي توجه إلى روسيا بعد ثلاثة أيام فقط على صدور مذكرة التوقيف بحق بوتين، معتبرا أن ذلك يثبت أنه لا يود "تحميل الرئيس (الروسي) مسؤولية الفظاعات التي ارتكبها في أوكرانيا".

وجددت وزارة الخارجية الصينية دعوتها اليوم المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي "التسييس" واحترام حصانة رؤساء الدول.