No Image
العرب والعالم

أوكرانيا تتسلم "أولى الدبابات" الثقيلة من الغرب..وبيلاروس تؤكد استعدادها نشر أسلحة نووية "تكتيكية"

28 مارس 2023
مجلس الأمن يرفض طلب موسكو بتشكيل لجنة تحقيق دولية في تخريب خطي أنابيب نورد ستريم
28 مارس 2023

عواصم "وكالات": اعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء انها تسلمت أولى الدبابات الثقيلة من بريطانيا وألمانيا وهو ما تطالب به كييف منذ فترة طويلة لمواجهة القوات الروسية.

وتأتي هذه الدبابات القتالية من طراز "تشالنجر وليوبارد" التي وُعدت بها كييف منذ مطلع السنة في الوقت المناسب تزامنا مع هجوم الربيع الذي تخطط القوات الأوكرانية لشنه.

وفي رسالة نشرت عبر فيسبوك، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن دبابات "تشالنجر البريطانية وسترايكر وكوغار الأميركية وماردر الألمانية انضمت إلى الوحدات الأوكرانية".

ونشر كذلك صورة لهذه الآليات من دون أن يحدد التاريخ الذي تسلمت فيه كييف هذه الدبابات.

وأكدت ناطقة باسم الوزارة الأوكرانية إيرينا زولوتار لوكالة فرانس برس أن دبابات تشالنجر "أصبحت في أوكرانيا" من دون ان تحدد عددها.

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته، أن برلين سلمت دبابات قتالية من طراز ليوبارد "متطورة جدا" لكييف في حين أوضحت وزارة الدفاع لاحقا أن عددها 18.

من جهته، وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في بيان "وصلت دباباتنا كما هو موعود وفي الوقت المحدد إلى أصدقائنا الأوكرانيين. أنا على ثقة أن بإمكانها إحداث الفرق على الأرض".

وكانت المملكة المتحدة أعلنت مطلع فبراير أنها ستدرب طيارين حربيين أوكرانيين، فاتحة الباب أمام تسليم كييف طائرات تتمتع بمعايير حلف شمال الأطلسي.

وتعتبر الدول الغربية أن أوكرانيا تملك حق الدفاع عن نفسها لكن بعضها يتردد في تسليمها أسلحة قد تتسبب بتصعيد النزاع من خلال منح أوكرانيا القدرة على ضرب الأراضي الروسية.

وسلمت سلوفاكيا قبل فترة قصيرة أربع طائرات "ميغ-29 لأوكرانيا فيما وعدت بولندا بالقيام بذلك.

في موسكو، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف امس أن روسيا لن تغير مشروعها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس رغم الانتقادات الغربية.

وأضاف أمام صحافيين "بطبيعة الحال، إن ردود فعل كهذه لا يمكن أن يكون لها تأثير على خطط روسيا".

وأعادت الولايات المتحدة التأكيد أن ما من سبب يدفعها إلى الظن أن روسيا تستعد لاستخدام السلاح النووي منددة في الوقت ذاته بالاعلان الروسي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل "إنّه أحدث مثال على الخطاب التهديدي النووي غير المسؤول" من جانب روسيا.

وتابع "لم يشر أي بلد آخر إلى احتمال استخدام السلاح النووي في هذا النزاع"، مذكّراً بأنّ "ما من بلد هدّد روسيا" أو "الرئيس بوتين".

على الأرض، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء إن قواتها للدفاع الجوي اعترضت صاروخا موجها بقنبلة من نوع جي.إل.إس.دي.بي أطلقته القوات الأوكرانية في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأفادت وكالات أنباء روسية أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة الدفاع اعتراض قنبلة جي.إل.إس.دي.بي، أي القنبلة ذات القطر الصغير التي تطلق من الأرض، والتي يطلق عليها اسم "القنبلة الذكية"، منذ أن أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.

كما سقطت صواريخ روسية اليوم الثلاثاء في مدينة سلوفيانسك في شرق أوكرانيا ما أدى إلى مقتل شخصين في سيارتهما وإصابة أكثر من ثلاثين. وأدى الهجوم إلى تدمير أبنية على ما ذكرت الشرطة والسلطات المحلية.

في هذه الاثناء، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي يزور خلال الأسبوع الحالي محطة زابوريجيا النووية المحتلة من القوات الروسية.

وقال زيلينسكي لغروسي على ما جاء في بيان للرئاسة الأوكرانية "من دون الانسحاب الفوري للقوات والموظفين الروس من محطة زابوريجيا النووية والأراضي المجاورة فإن أي مبادرة تهدف إلى إعادة السلامة والأمن النوويين مصيرها الفشل".

وفي تغريدة كتب غروسي أنه أجرى "تبادلا مثمرا حول حماية محطة زابوريجيا النووية وموظفيها. جددتُ دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية الأوكرانية".

من جهته، قال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تطالب بأن تطال حزم العقوبات المستقبلية قطاعي الطاقة النووية والغاز الطبيعي المسال في روسيا.

وجاءت تصريحات جالوشينكو في مقابلة مع تليفزيون وكالة بلومبرج للأنباء.

وقال الوزير إن محطة زابوريجيا النووية بجنوب شرق أوكرانيا، والتي تسيطر عليها حاليا القوات الروسية، يتم تشغيلها حاليا بشكل غير بشكل غير سليم.

وأعرب جالوشينكو عن قلق أوكرانيا الشديد إزاء تدهور الوضع في زابوريجيا، بشكل أكبر من قلقها من الخطط الروسية لوضع أسلحة نووية في بيلاروس المجاورة.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أعلن في فيينا مطلع الأسبوع الجاري، اعتزمه زيارة المحطة الأسبوع المقبل.

وستكون هذه هي المرة الثانية التي يعبر فيها جروسي خط المواجهة الأوكراني لزيارة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، بعد زيارته الأولى في شهر سبتمبر الماضي، عندما تزايدت المخاوف بشأن احتمال وقوع حادث نووي.

وقال جروسي في بيان "قررت السفر مرة أخرى إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، لأرى بنفسي كيف تطور الوضع هناك منذ سبتمبر، وللتحدث إلى أولئك الذين يديرون المنشأة خلال تلك الظروف غير المسبوقة والصعبة للغاية".

وأضاف "ما زلت عازما على مواصلة بذل كل ما في وسعي للمساعدة في تقليل مخاطر وقوع حادث نووي خلال الحرب المأساوية في أوكرانيا".

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا لها، إن الوضع لا يزال "محفوفا بالمخاطر" على الرغم من وجود خبراء تابعين للوكالة في المحطة.

وتسيطر القوات الموالية لموسكو على محطة زابوريجيا للطاقة النووية منذ مارس 2022، بعد وقت قصير من بدء التدخل الروسي الشامل في أوكرانيا.

رفض طلب روسيا تشكيل لجنة تحقيق في تخريب نورد ستريم

وفي سياق آخر، رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة امس مشروع قرار قدّمته روسيا يدعو إلى تشكيل "لجنة تحقيق دولية مستقلة" في عمليات تخريب تعرض لها خطا أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في سبتمبر الماضي.

وحصد النص المدعوم من الصين ومن دول غير أعضاء في المجلس (بيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا ونيكارغوا وفنزويلا وسوريا) ثلاثة أصوات (روسيا والصين والبرازيل)، فيما امتنع بقية الأعضاء الـ12 عن التصويت.

ولتبني النص يتعيّن أن يصوّت لصالحه تسعة أعضاء على الأقل وألا يستخدم أي عضو دائم في المجلس حق النقض "الفيتو" ضدّه.

ويطالب النص الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتشكيل اللجنة بغية "إجراء تحقيق دولي شامل وشفاف ومحايد في كل جوانب تخريب خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، بما في ذلك تحديد المرتكبين والمخططين والمنظمين والمتواطئين".

وبرّرت روسيا طلبها بالتأكيد على أنها استُبعدت من التحقيقات التي أجرتها السويد وألمانيا والدنمارك، علما بأن ستوكهولم وبرلين وكوبنهاغن رفضت الاتهام الروسي.

من جهته، قال الكرملين اليوم الثلاثاء إنه سيواصل المطالبة بإجراء تحقيق دولي في الانفجارات التي استهدفت خطوط أنابيب غاز نورد ستريم المارة تحت بحر البلطيق العام الماضي، بعد الإخفاق في حشد دعم لإجراء تحقيق في الأمم المتحدة.

وذكر دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الجميع ينبغي أن يكونوا مهتمين بإجراء تحقيق حيادي من أجل كشف الجناة.

وأضاف خلال إفادة صحفية يومية "سنفعل كل ما بوسعنا لمواصلة الإصرار على فتح تحقيق دولي"، لكنه لم يتطرق لخطوات موسكو المقبلة.

وقال بيسكوف إن روسيا "تأسف" لما آل إليه الأمر في الأمم المتحدة.

وأضاف "نعتقد أن الجميع ينبغي أن يكونوا مهتمين بإجراء تحقيق موضوعي بمشاركة كافة الأطراف المعنية، كل من يمكنهم إلقاء الضوء على من خطط ونفذ هذا العمل الإرهابي".

بيلاروس ستنشر أسلحة نووية "تكتيكية" روسية على اراضيها

وفي صعيد آخر، ستنشر بيلاروس أسلحة نووية "تكتيكية" روسية على أراضيها ردا على "الضغوط" الغربية "غير المسبوقة" على ما أكدت وزارة الخارجية في بيان.

وأوضحت الوزارة "تتعرض بيلاروس منذ سنتين ونصف السنة لضغوطات... غير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفائهما" منددة ب"تدخل مباشر ووقح" في شؤون مينسك الداخلية.

وأضافت أن العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة على هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حليفة روسيا، تترافق مع "تعزيز القدرة العسكرية" لحلف شمال الأطلسي على أراضي دول أعضاء فيه ومجاورة لبيلاروس.

وفي ظل هذه الظروف تجد بيلاروس نفسها "مضطرة إلى اتخاذ إجراءات رد" على ما اوردت الوزارة مشددة في الوقت ذاته على أن مينسك لن تتحكم بهذه الأسلحة وأن نشرها "لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع المادة الأولى والثانية من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الماضي اتفاقه مع مينسك على نشر أسلحة نووية "تكتيكية" في بيلاروس الواقعة عند أبواب الاتحاد الأوروبي والتي يحكمها منذ 1994 الكسندر لوكاشينكو أكبر حلفاء بوتين.

وقال الرئيس الروسي إن الاستعدادات لنشر هذه الأسلحة ستبدأ الشهر المقبل.

أثار هذا الاعلان انتقادات كبيرة من جانب الدول الغربية فيما ندد حلف شمال الأطلسي ب"خطاب خطر وغير مسؤول" يصدر عن روسيا. وتوعد الاتحاد الأوروبي مينسك بعقوبات جديدة في حال نشر هذه الأسلحة.

وأعادت الولايات المتحدة التأكيد أن ما من سبب يدفعها إلى الظن بأن روسيا تستعد لاستخدام السلاح النووي منددة في الوقت ذاته بالاعلان الروسي.

تحجم بيلاروس عن المشاركة مباشرة في النزاع ألا ان موسكو استخدمت أراضيها منطلقا لشن غزوها لأوكرانيا العام الماضي.

ولم يتوان مسؤولون روس مرات عدة عن إطلاق تهديدات شبه مبطنة باللجوء إلى السلاح النووي في أوكرانيا في حال حصول تصعيد كبير للنزاع.