العرب والعالم

200 يوم من العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة

23 أبريل 2024
انتشال 310 جثة جديدة والأمم المتحدة تدعو لتحقيق دولي في انتهاكات المقابر الجماعية البشعة
23 أبريل 2024

قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات": دخل العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة يومه الـ200 بلا أيّ بوادر تهدئة تلوح في الأفق بينما تواصل قوات الاحتلال غاراتها الغادرة على المدنيين ونشر الدمار في القطاع فيما تتكشف المزيد من جرائمها البشعة من خلال المقابر الجماعية التي دفنت جرافاتها فيها مئات الشهداء في انتهاكات صارخة في وقت تشتدّ المخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل على رفح .

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تسبّب القصف الإسرائيلي في استشهاد 32 فلسطينيا، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما رفع حصيلة شهداء الحرب إلى 34183، غالبيتهم من المدنيين ولا سيما من النساء والأطفال، بحسب تعداد الوزارة.وأفاد مراسل عن قصف مدفعي شديد ليل الإثنين الثلاثاء. واستهدفت غارات جوية وسط غزة، في جوار مخيّم البريج، في حين طال قصف مدفعي مخيّم النصيرات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف عدّة مواقع لعناصر حماس في جنوب قطاع غزة المحاصر. وأغارت طائراته ليلا على "حوالى 25 هدفا"، من بينها مراكز مراقبة عسكرية.

وتستمّر الحرب بلا هوادة في غزة. وتكشّفت فظائع جديدة الإثنين مع العثور على حوالى مئتي جثة في مقابر جماعية داخل مجمّع ناصر الطبي في خان يونس الذي تعرّض كغيره من المراكز الاستشفائية في القطاع لقصف مكثّف واقتحامات عسكرية.

وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة الإثنين إن "علامات التحلل بدت" على بعض الجثث "وهناك صعوبة في التعرف على" أصحابها. ولم يردّ الجيش الإسرائيلي على طلبات الاستفسار حول هذا الموضوع .

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع الشفاء ومجمع ناصر، وقال إن تدمير أكبر مجمعين طبيين في قطاع غزة "مرعب".

وشدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان على الحاجة إلى "تحقيقات مستقلّة وفعالّة وشفّافة" في هذه الوفيات وفي "المناخ السائد من الإفلات من العقاب".

وقال متحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم إنه "شعر بالذعر" من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك بها مئات الجثث.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "نستشعر ضرورة دق ناقوس الخطر لأن من الجلي أنه تم العثور على العديد من الجثث"، مضيفة أن تورك قال إنه شعر بالذعر بعد الإبلاغ عن اكتشاف المقابر الجماعية وتدمير المستشفيين.وتابعت قائلة "بعضها مقيد اليدين، وهو ما يشير بالطبع إلى انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إجراء المزيد من التحقيقات بخصوص تلك (الانتهاكات)".

وأشارت إلى أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعمل على التحقق من صحة تقارير المسؤولين الفلسطينيين التي تفيد بالعثور على 283 جثة في مستشفى ناصر و30 جثة في الشفاء.وبحسب تلك التقارير، فإن الجثث دُفنت تحت أكوام من النفايات وكان من بينها نساء ومسنون.

وقالت خدمة الدفاع المدني التي تديرها حماس في غزة اليوم الثلاثاء إنه تم العثور على 310 جثث في مقبرة جماعية واحدة في ناصر حتى الآن، كما تم التعرف على مقبرتين أخريين، لكن لم يتم استخراج الجثث منهما بعد.

وندد تورك، في كلمة أمام الأمم المتحدة ألقتها شامداساني نيابة عنه، بالضربات الإسرائيلية على غزة في الأيام القليلة الماضية والتي قال إن معظم قتلاها من النساء والأطفال.

وكرر أيضا تحذيره من اجتياح واسع النطاق لرفح قائلا إنه قد يؤدي إلى "المزيد من الجرائم البشعة".

وقالت شامداساني إن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تلقت تقارير تفيد بأن بعض الضحايا في نور شمس قُتلوا في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء على ما يبدو.

وبالإضافة إلى الدمار الهائل وحصيلة الضحايا الثقيلة، تهدّد المجاعة القطاع المحاصر وتدعو الأمم المتحدة إلى تيسير وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكانه المقدّر عددهم بحوالى 2,4 مليون نسمة.

غير أن رئيس الوزرء الإسرائيلي مصرّ على شن هجوم على رفح، المدينة المحاذية للحدود المصرية التي يتكدّس فيها 1,5 مليون شخص معظمهم نزحوا من الشمال، بحجّة أنها تمثّل آخر معقل كبير لحماس.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين مصريين أن إسرائيل تتحضّر لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس حيث تعتزم إقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع المواد الغذائية.

ومن المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وأن تنظّم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر وبلدان عربية أخرى مثل الإمارات، وفق المسؤولين المصريين.

وأعربت مجموعة الدول السبع، أي اليابان وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الحليفة التاريخية لإسرائيل، عن معارضتها لعملية من هذا النوع خشية من أن تتسبّب بحمام دمّ.