1300286
1300286
الرياضية

ليلة الكأس.. محطات بارزة.. وأحداث لن تنسى !

07 أبريل 2018
07 أبريل 2018

كتب: ياســـــر المـــنا -

انتهت مسابقة الكأس الغالية بعد رحلة طويلة بدأت خلال هذا الموسم شهدت سباقا وكفاحا بين جميع الأندية في السلطنة بمختلف الدرجات وبذات درجة الطموحات والرغبات في الحصول على اللقب والدخول في سجلات التاريخ.

تميزت رحلة الكأس بالكثير من المحطات المهمة التي ستترك تأثيرها في مسيرة جميع الأندية وبصفة خاصة تلك التي حققت فيها نجاحات طيبة وبلغت الأدوار المتقدمة وكان قاب قوسين او أدنى من الفوز بالبطولة.

كانت الفرصة كبيرة لدى الشباب والسيب وصحار في أن يكون لقب هذا الموسم من نصيبهم بعد أن قدموا مستويات قوية ورائعة في مشوار المنافسة وبلغوا دور الأربعة الذي جعلهم على بعد خطوة من ليلة التتويج.

أصاب صحار النجاح وعبر الى النهائي مع النصر وكان الفوز من نصيب الأخير ليكتفي الفريق الأخضر بإنجاز الوصيف وتضيع عليه فرصة دخول التاريخ وتحقيق اول لقب في مسيرته منذ نشأته.

خطف النصر اللقب من الجميع وكان له القدح المعلى في ان يجلس على القمة ويعوض سنوات الإخفاق التي لازمته في السنوات الماضية وجعلته بعيدا عن منصات التتويج في البطولات الكبيرة ويكتفي فقط بالفرجة.

حققت بطولة الكأس في نسختها الحالية العديد من الفوائد الفنية التي تدعم استمرارها كواحدة من البطولات المستقرة وترفع الحوافز عند الأندية في مواصلة البحث من جديد في رحلة عنوانها الحصول على الكأس وترويضه مهما كلف الأمر من مشقة وتعب وعمل.

قدمت نهائيات بطولة الكأس الكثير من الدروس لبعض الأندية التي عضت بنان الندم في هذا الموسم على ضياع فرصتها في المنافسة على اللقب او الحصول عليه لوقوعها في بعض الأخطاء المؤثرة التي اقصتها من المنافسة واضاعت حلمها في الذهب.

عدد كبير من اللاعبين الذين شاركوا في مباريات المنافسة الحالية ببطولة الكأس خرجوا من ملاعبها المختلفة بذكريات ومواقف لا تنسى ستظل خالدة في الذاكرة خاصة نجوم النصر وصحار الذين عاشوا ليلة الختام وتفاصيلها المثيرة وسيناريو ضربات الترجيح التي اصابتهم بمشاعر القلق والتوتر والخوف والفرح.

جمع النهائي هذه المرة بين مدربين عربيين المغربي مولاي مراد مدرب صحار والمصري حمزة الجمل مدرب نادي النصر ونجح الثنائي في تقديم سهرة كروية جميلة نالت استحسان الجميع بعد أن كان من الصعب منح الأفضلية الفنية لفريق على حساب الآخر وهو ما عبرت عنه مجريات المباراة التي حسمت بضربات الترجيح التي يلعب فيها الحظ دورا كبيرا.

على مستوى التنظيم لم يخل الأمر من دروس مهمة وضعت كنقاط على دفتر الجهات المنظمة والشراكة الإدارية بين وزارة الشؤون الرياضية واتحاد الكرة والحاجة الملحة لضرورة الابتكار والتطوير والتجويد في ليلة التتويج بالصورة التي تؤكد قيمة البطولة وتعبر عن مكانتها في نفوس جميع الرياضيين.

شكلت الجماهير لوحة جميلة في مدرجات النهائي وشجعت بحرارة خلال التسعين دقيقة واستحق جمهور صحار لقب نجم النهائي بجدارة لحضوره الكبير كالعادة وتشجيعه القوي والمستمر حتى آخر ضربة ترجيحية.

الجمل ومراد.. جهد كبير وعمل فني مقدر -

كسب مدرب النصر حمزة الجمل وصحار مراد مولاي التقدير والإشادة من الخبراء والمحللين بعد أن نجحا في تجهيز اللاعبين بصورة طيبة جعلتهم في وضعية بدنية وذهنية وفنية عالية ساعدتهم للتعامل مع ظروف المباراة الصعبة وان يقدما مستويات فنية كبيرة تتناسب ولقاء النهائي. سعى المدربان للاستفادة من كل أوراقهما الفنية ومنحا الفرصة لعدد من اللاعبين في كنبة الاحتياطي وتباينت الاستفادة من البدلاء في الفريقين وذلك على ضوء القدرات الفنية والخبرات لديهم. نجح المصري حمزة الجمل في ان يدخل التاريخ ويحقق أول لقب له في تجربته مع الكرة العمانية ويؤكد بأنه مدرب يجيد صناعة النجاح ولم يتأثر كثيرا بتجربته السابقة مع نادي ظفار.

عودة المغربي مراد لصحار وان تأخرت لكنه برهن على انه يملك القدرات ولديه ما يقدمه للفريق بصورة تقوده لتحقيق النتائج الإيجابية.

سيناريو ضربات الترجيح.. الهدوء مفتاح التسجيل -

سادت أجواء الترقب والتوتر في ضربات الترجيح لحسم اللقاء بين النصر وصحار وساعدت القرعة النصر في ان يستهل التسديد وهو ما يضع نجوم صحار الذين يتقدمون لضغوط نفسية كبيرة في حالتي ان سجل النصر او أخفق في التسديد.

ساعد تنفيذ الضربة الأولى فريق النصر في ان يكون المتقدم وصاحب الأفضلية دائما في الضربات الـ 6 التي سددت وعبرها حسم اللقب.

تميز لاعبو النصر بالهدوء الكبير عند التسديد ويبدو انهم تدربوا جيدا عليها وساعدهم الحظ في بعض الأحيان للتسجيل ونجحوا في امتصاص الصدمة عندما أضاع فيه اللاعب المصري الضربة الأخيرة التي كان تسجيلها يعني حسم المباراة بعد ان أهدر صحار الضربة الثالثة لتعود المنافسة من جديد وتجلت ثقة الأزرق في الضربات الأخيرة وخطف اللقب.

تأثر لاعب صحار معتصم الشبلي بالإجهاد الذي تعرض له نتيجة اللعب المتواصل ويبدو انه كان يعاني من شد عضلي لذلك لم يحسن تسديد الضربة السادسة والتي كان إهدارها السبب الذي قاد النصر للفوز باللقب.

غـــياب التركــيز.. وضياع الأهـــداف -

تقاسم النصر وصحار الأداء لحد كبير خلال مباراة النهائي وتقاسما الأهداف الأربعة أيضا وقياسا بعدد الفرص فقد كانت فرص صحار الأكثر، وكان بمقدور الفريق الأخضر ان يحسم اللقاء في الوقت الأصلي ويتفادى الوصول الى الزمن الإضافي او ضربات الترجيح التي قادته لخسارة اللقب. تهيأت لفريق صحار بعض الفرص الذهبية في الشوط الثاني التي كانت تنتظر الاستثمار الجيد وتسجيل هدف وحيد منها على الأقل يرجح كفة الفريق. كانت فرصة مهاجم الفريق الأخضر خليفة الجهوري الذي وجد نفسه في حالة انفراد تام بالمرمى وعندما خرج حارس النصر لمزاحمته لعب الكرة بالكعب ضعيفة بطريقة سهلت على الحارس اللحاق بها وإبعادها.

إهدار صحار للفرص السهلة التي حصل عليها في الشوط الثاني وقلة الفرص الزرقاء أعطت مؤشرا مبكرا بأن المباراة ستحسم بضربات الترجيح نتيجة الحذر الدفاعي وحرص الفريقين على حماية الشباك أكثر من التقدم والبحث عن تسجيل الأهداف.

هدير المدرجات.. الأخضر يكسب بجدارة -

شكلت الجماهير حضورا جيدا باعتبار أن الفريقين طرفي النهائي من خارج مسقط ويتطلب حضور جماهير النصر او صحار الى مجمع السلطان قابوس ببوشر قطع الكثير من الكيلو مترات وهو ما أدى الى ان ينحصر الحضور على الرابطة في الناديين مع أفضلية واضحة لجماهير صحار التي كانت الأكثر تواجدا في الملعب.

تشارك الجمهور الأخضر والازرق التشجيع ولم يقصر في أداء واجبه تجاه اللاعبين وأظهر لياقة بدنية عالية هو الآخر عبر استمراره في قرع الطبول وترديد الأناشيد والشعارات والهتافات لحث اللاعبين على العطاء وحسم المباراة. المحايدون الذين تابعوا المباراة تعاطفوا بصورة واضحة مع جماهير صحار التي سجلت حضورا رائعا ورسمت لوحات دعم ومساندة لفتت الأنظار وتمنوا ان ينجح فريقها في منحها اللقب تقديرا لدورها الكبير. جماهير صحار تقبلت الخسارة بروح رياضية كبيرة ولكنهم لم يجدوا من يحملوه المسؤولية غير المستديرة والحظ بعد أن قدم نجوم الفريق جل ما عندهم وأحسنوا القتال والدفاع عن فرصة الفوز بالبطولة وقام الجهاز الفني بدوره كاملا.