No Image
الرياضية

منتخب الناشئين يضرب شباك السوري بالثلاثة في مستهل مشواره بالتصفيات الآسيوية

24 نوفمبر 2025
24 نوفمبر 2025

كتب – فيصل السعيدي

دشن منتخبنا الوطني للناشئين باكورة مبارياته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا بفوز بين على حساب نظيره المنتخب السوري بثلاثة أهداف لهدف، في المباراة التي جمعت بينهما مساء أمس على استاد ثوونا بميانمار في مستهل مشوار الفريقين في منافسات المجموعة السابعة، التي تضم إلى جوارهما منتخبات نيبال وأفغانستان بالإضافة إلى ميانمار المضيفة.

وكان منتخبنا البادىء بالتسجيل عندما انبرى عوض السعدي لتنفيذ ركلة جزاء ناجحة في الدقيقة 21 انتهى عليه شوط المباراة الأول بتقدم منتخبنا بهدف نظيف، وعزز منتخبنا تقدمه بهدف ثان في الدقيقة 48 عن طريق نزار السليمي، قبل أن يذلل المنتخب السوري الفارق في الدقيقة 65 عن طريق محمد الجاسم، وما هي إلا دقيقة واحدة وينجح منتخبنا في مضاعفة تقدمه بهدف ثالث من إمضاء بشار الشامسي في الدقيقة 66.

وبهذه النتيجة يرفع منتخبنا غلة رصيده إلى ثلاث نقاط في حين استهل المنتخب السوري مشواره في التصفيات بنتيجة مخيبة لآمال جماهيره دون أن يحرك رصيده ساكنا من النقاط.

الشوط الأول

شوط دون المتوسط اتسم بالرتابة والفتور والجمود وعابه التباعد بين الخطوط الثلاث، والعشوائية في التمرير والانتشار في مساحات الملعب، وانحصر اللعب في وسط الميدان مشوبا بالتحفظ والاتزان التكتيكي العالي.

وتقاسم منتخبنا الوطني ونظيره السوري الضغط والاستحواذ والسيطرة الميدانية على مجريات ووقائع الشوط الأول مع أفضلية نسبية طفيفة لمنتخبنا الوطني ما لبث أن ترجمها إلى هدف أول في المباراة، حينما وقع المدافع السوري علي وسوف في المحظور وعرقل لاعب منتخبنا سعد المعمري داخل المنطقة المحرمة، لم يتردد على إثرها حكم اللقاء الأردني مروان علي في احتساب ركلة جزاء مستحقة لمنتخبنا انبرى لتنفيذها بنجاح عوض السعدي في الدقيقة 21 مودعا الكرة على يمين الحارس أسعد حسن، وكاسرا بذلك جمود ورتابة وفتور الشوط ولو حتى حين.

وهدأ إيقاع اللعب نسبيا بعد هدف منتخبنا الأول الذي حرك المياه الراكدة، وسط انكماش واضح في المنظومة الدفاعية السورية التي تكتلت في مناطقها، حيث بدا جليا غياب الحضور الذهني والنفسي لدى لاعبي المنتخب السوري الذين فشلوا تماما في فرض أسلوبهم وإيقاعهم في هذا الشوط، ولم يتمكنوا من كسر حاجز الرهبة النفسية التي غلفت طبيعة أدائهم خلال فترة جس النبض على وجه التحديد، وفي المقابل مالت كفة الأفضلية الميدانية الهجومية لمنتخبنا ولكن دون فاعلية ونجاعة هجومية تذكر، وسط أخطاء بالجملة في التمرير والاستلام نتيجة انعدام الثقة والتركيز في الأداء، فضلا عن العشوائية المطلقة في الانتشار بمساحات الملعب.

وأهدر مهاجم منتخبنا معاذ الهنائي انفرادا صريحا بالمرمى السوري بحلول الدقيقة 27 مرت على إثرها الكرة بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس أسعد حسن، بيد أن لاعبي الأحمر الصغير تحرروا من ضغط المباراة تدريجيا وشكلوا ضغطا هجوميا نسبيا أقلق راحة بال الدفاع السوري ولكن على استحياء باعتبار أن هجمات منتخبنا لم ترقَ لدرجة الخطورة المطلوبة التي تهدد مرمى المنتخب السوري، على الرغم من أن لاعبينا وصلوا للثلث الأخير من ملعب المنتخب السوري في أكثر من مناسبة وتوغلوا تارة عبر العمق وتارة أخرى عبر الأطراف، مستهدفين دك الحصون السورية المنيعة ولكن دون طائل.

وتواصل المد الهجومي المحتشم لمنتخبنا وسط تقهقر وانكماش واضح في صفوف المنتخب السوري، وبدا جليا اهتزاز المنظومة الدفاعية للمنتخب السوري التي أصيب بالخلل والارتباك بالتزامن مع انتصاف مدة الشوط الأول، وسعى منتخبنا جاهدا لاختراق التكتل الدفاعي السوري وفك شفراته الرصينة ولكن دون جدوى.

وحافظ منتخبنا الوطني على تنظيمه الدفاعي الجيد واتزانه التكتيكي في الشقين الدفاعي والهجومي في آن واحد، ولكن عابه البطء في بناء الهجمات والمبالغة في تحضير الكرة والتدرج بها من الخطوط الخلفية إلى الخطوط الأمامية، في الوقت الذي واصل فيه المنتخب نهجه وأسلوبه الدفاعي البحث خشية استقبال هدف ثان يربك حساباته تماما في اللقاء.

وعكس مجريات اللعب تماما كاد قائد المنتخب السوري بشار الحريري أن يغالط حارس منتخبنا الوطني محمد الجابري بتسديدة قوية مباغتة ولكن لحسن الطالع مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى منتخبنا في الدقيقة 34، وكانت هذه الفرصة بمثابة جرس إنذار هدد مرمى منتخبنا بشكل مباشر، وعكست لوهلة واقع الصحوة والاستفاقة الهجومية للمنتخب السوري الذي أعاد ترتيب وترميم صفوفه خلال الدقائق العشر الأخيرة من وقائع ومجريات الشوط الأول.

وانبرى لاعب منتخبنا عبدالله خليفة السعدي لتنفيذ ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 38 بيد أنها لسوء الطالع افتقدت للدقة والتركيز نسبيا لتمر بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس أسعد حسن، وشهدت الدقيقة 40 نقطة تحول حاسمة في اللقاء حينما أشهر الحكم الأردني مروان علي البطاقة الحمراء في وجه اللاعب السوري عدي الفشتاكي بعد دخوله المتهور على قدم مهاجم منتخبنا معاذ الهنائي.

ولعب منتخبنا بثقة وتنظيم أكبر بعد حالة الطرد، وسعى جاهدا لاستغلال النقص العددي في صفوف المنتخب السوري، ولكن النتيجة بقيت على حالها بتقدم منتخبنا الوطني بهدف مع نهاية الحصة الأولى للقاء.

الشوط الثاني

مباشرة وبدون مقدمات بدأ منتخبنا أحداث الشوط الثاني بضغط هجومي مبكر أسفر عن مضاعفة التقدم في النتيجة بهدف ثان حمل توقيع نزار السليمي في الدقيقة 48 عبر ضربة رأس متقنة من مسافة قريبة مستغلا دربكة دفاعية سورية في إبعاد وتشتيت الكرة داخل منطقة الجزاء.

وحاول المنتخب السوري لملمة أوراقه سريعا في أعقاب هدف التعزيز العماني، وسعى جاهدا لسد الفجوات والثغرات في خطوطه الخلفية تحسبا لاستقبال هدف ثالث من شأنه أن يصيب آمال المنتخب السوري في مقتل ويحول دون عودتهم في نتيجة اللقاء.

وظل اللعب سجالا في الشوط الثلاث مع تحسن هجومي طفيف طرأ على أداء المنتخب السوري الذي نجح في تقليص الفارق عند الدقيقة 65 عن طريق ركلة حرة مباشرة انبرى لتنفيذها بنجاح محمد الجاسم، ولم يهنأ المنتخب السوري بتقدمه كثيرا إذ سرعان ما عاجله منتخبنا الوطني بهدف ثالث حمل إمضاء اللاعب بشار الشامسي في الدقيقة 66 مستغلا هفوة دفاعية سورية فادحة نتيجة سوء التمركز والتنظيم في الخط الخلفي.

وكاد عبدالله خليفة السعدي يضاعف تقدم منتخبنا بهدف رابع عندما أطلق تسديدة صاروخية من على حافة منطقة الجزاء ولكنها اعتلت الخشبات الثلاث ببضع سنتميترات قليلة بحلول الدقيقة 79، وكان بشار الشامسي قاب قوسين أو أدنى من البصم على الهدف الرابع لمنتخبنا عندما أطلق تسديدة مباغتة من خارج منطقة الجزاء بيد أنها ارتطمت بالعارضة الأفقية وسقطت داخل المنطقة لتتهادى أمام مهاجم منتخبنا تركي الغساني الذي سددها بيمناه ولكنها بمرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى الحارس السوري أسعد حسن، لتضيع فرصة مزدوجة لمنتخبنا في الدقيقة 82.

ومرت الدقائق الأخيرة دون أن تحمل جديدا على صعيد النتيجة، وسط تراجع في إيقاع الأداء وانخفاض ملحوظ في اللياقة البدنية لدى كلا المنتخبين، رافقه بطء في بناء الهجمات ومبالغة في تحضير الكرة، ليطلق بعدها حكم اللقاء الأردني مروان علي معلنا نهاية المباراة بفوز منتخبنا بثلاثة أهداف لهدف.