الرياضية

مشاركة النجوم الكبار بقيادة صلاح ومحرز تحفز اللاعبين الشباب لإثبات وجودهم

07 مايو 2021
مونديال العرب .. صراع اللاعبين والمدربين
07 مايو 2021

  • تحد كبير ينظر شباب الأحمر لاستعادة ارتفاع مؤشر الاحتراف الخارجي
  • صراع ساخن متوقع بين الكرة الآسيوية والأفريقية .. تحت أنظار عالمية

تعد مواجهة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في تمهيدي بطولة كأس العرب 2021 التي تقام في الدوحة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بمثابة المحطة المهمة لوضع قدم ضمن دوري المجموعات والانضمام لمنتخبات قطر والعراق والفائز من الكويت والبحرين في دورة خليجية مصغرة.

رغم الفارق الكبير في الإمكانات بين الأحمر ومنافسه الصومالي إلا أن الجهاز الفني بقيادة الكرواتي برانكو ينظر للمواجهة بعين الجدية والاهتمام ويرفض أي حديث عن الاستهانة أو الاستخفاف بالفريق الصومالي الذي لا صوت له في ميادين التنافس الأفريقي.

المشاركة في مونديال العرب تعد مهمة للجهاز الفني الذي يبحث عن خوض اختبارات حقيقية وجادة لإظهار بصمته التدريبية وفي الوقت نفسه تمثل فرصة عظيمة للاعبي الأحمر الشباب الذين يبحثون عن تقديم أنفسهم في المونديال العربي واستعادة ثقة الأندية الخليجية والأوربية في اللاعب العماني بعد أن تراجع مؤشر الاحتراف الخارجي.

تحظى البطولة العربية بزخم كبير يسبق انطلاقتها بعد بضعة شهور في نوفمبر المقبل ويتحدث المراقبون عن أنها ستكون بمثابة سوق مفتوح للاعبي المنتخبات العربية للفت الأنظار إلى قدراتهم ومهاراتهم أمام أنظار العالم في ظل إشراف الفيفا على المنافسة وتوفير جميع المنصات الإعلامية لمتابعتها.

اهتمام إعلامي وفني يسبق البطولة التي انطلقت عام 1963 وأقيم منها 9 نسخ فقط منذ ذلك الوقت، وتعود من جديد، ولكن هذه المرة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبحضور كل المنتخبات العربية، وذلك لأول مرة في تاريخ المنافسات.

بطولة كأس العرب التي غابت شمسها منذ عام 2012، لم تشهد وجود 23 منتخبًا عبر تاريخها، وذلك بسبب انسحاب عدد كبير من الفرق الوطنية لتضارب مواعيدها مع مواعيد منافسات رسمية، سواء إفريقية أو آسيوية للأندية والمنتخبات، بجانب عدم انتظام المسابقة.

النسخة العاشرة للبطولة والأولى بشكل رسمي أجريت قرعتها لتقام بنظام المجموعات يتأهل لها 7 منتخبات بعد مرحلة تصفيات من مباراة واحدة، لينضموا إلى 9 منتخبات صعدت مباشرة وفق تصنيفاتهم في “فيفا” لشهر أبريل.

ويتحدث المراقبون عن المعايير الفنية للمنتخبات العربية ويرصدون نجومها وفقا للنجاحات التي تحقق في المشاركات القارية ووفق تصنيف الفيفا واحتل منتخب قطر (الـ 58 عالميًا) صدارة التصنيف باعتباره الدولة المنظمة ومعها أول 3 منتخبات عربية، تونس (الـ 26 عالميًا) والمغرب (الـ 43)، وجاء في المرتبة الثانية كل من مصر (الـ 46 عالميًا) والسعودية (الـ 65)، والعراق (الـ 68) والإمارات (الـ 73) وثالثًا سوريا (الـ 79 عالميًا).

فيما اختلف تصنيف المنتخبات التي ستخوض تصفيات، بداية من المنتخب الوطني (الـ 80 عالميًا)، ولبنان (الـ 93)، والأردن (الـ 95)، والبحرين (الـ 99)، وموريتانيا (الـ 101)، وفلسطين (الـ 104)، وليبيا (الـ 119)، والسودان (الـ 123)، وجزر القمر (الـ 131) و، واليمن (الـ 145)، والكويت (الـ 148)، والصومال (الـ 197) وجيبوتي (الـ 183)، وجنوب السودان (الـ 169).

وبقدر أهمية ترتيب تصنيف فيفا للمنتخبات من أجل هيكلة المسابقة، وتحديد رؤوس المجموعات والمشاركين في التصفيات، يشكل ترتيب القيمة التسويقية للمنتخبات أهمية لمتابعي كرة القدم العربية، خاصة في ظل غزو عدد من النجوم العرب، الدوريات الأوروبية وارتفاع أسهمهم.

النجوم الكبار

يمثل وجود نجوم عرب يسطعون في سماء الكرة العالمية، مثل محمد صلاح ورياض محرز سببًا في نجاح البطولة بشعبيتهم الجارفة وسيخطفون الأنظار إليهم بشدة، ويعد صلاح ومحرز الأغلى من بين اللاعبين العرب المشاركين في البطولة من حيث القيمة التسويقية مقارنة ببقية اللاعبين بما فيهم العرب الذين ينشطون في بعض الدوريات الأوربية.

ويمثل وجود صلاح ومحرز حافزا قويا للاعبين الشباب العرب الذين يبحثون عن فرص مماثلة تعينهم على تحقيق طموح الاحتراف الخارجي في أكبر الأندية الأوربية.

وينظر لنجاح محرز وصلاح وغيرهم من اللاعبين العرب في الدوريات الأوربية بأنه سيجعل وكلاء اللاعبين الكبار يتابعون البطولة من أجل رصد المواهب بحثا عن لاعبين بمواصفات النجوم الكبار الذين قدمتهم الكرة العربية للعالم.

وتضم المنتخبات العربية عدد من الأسماء اللامعة حاليا في الدوريات المحلية ويتوقع لها أن تقدم نفسها بصورة طيبة في مونديال العرب وتلفت لها الأنظار وأن تحصل على فرص احتراف خارجية أفضل تفتح أمامها الباب لمزيد من التطور في المستويات الفنية والاقتراب من تحقيق الأحلام الكبيرة.

نجوم الأحمر الشباب

يملك المنتخب الوطني نخبة من اللاعبين الشباب الذين قدموا مستويات طيبة في الفترة الماضية وافتقدوا للصقل والتجارب القوية بسبب الظروف الراهنة وانقطاع الأحمر عن المشاركات الرسمية والتجارب الودية القوية ولذلك تمثل لهم المشاركة في البطولة العربية حوافز والكثير من الدوافع لتقديم أنفسهم بما يتناسب وقيمة اللاعب العماني الفنية التي تراجعت في الفترة الماضية فيما يتعلق بفرص الاحتراف الخارجي.

وخاض اللاعب الشاب محسن الغساني تجربة احترافية قصيرة في إيران وعاد لينضم إلى فريق السيب ولكنه يبحث ويتطلع إلى تجربة ثانية أفضل تتيح له التطور وبلوغ قمة الاحترافية مع أندية ذات وزن فني كبير.

تعج القائمة الأخيرة التي اختارها المدرب الكرواتي برانكو بالأسماء الشباب في مقدمتهم يزيد المعشني وزاهر الأغبري وياسين الشيادي وصلاح اليحيائي وغيرهم من اللاعبين الذين يعد المستقبل أمامهم ويمكنهم أن ينجحوا في حال تهيأت لهم فرص للاحتراف الخارجي.

التنافس الآسيوي – الأفريقي

ينظر للمنافسة الثنائية إلى بعض المنتخبات أمثال مصر والجزائر والمغرب التي تمثل الكرة الأفريقية وقطر والسعودية ومنتخبنا الوطني أبرز المنتخبات الآسيوية بأنها ستكون قوية ومثيرة وتصادم ساخن بين مدارس كروية مختلفة.

وفي ظل ترجيح كفة منتخبات مصر والجزائر والمغرب لوجود عدد من اللاعبين المحترفين في عدة أندية أوربية يتوقع أن يشكل هذا تحديا كبيرا أمام المنتخبات الآسيوية لتؤكد قدرتها على إثبات وجودها بما تملكه من لاعبين أصحاب قدرات وموهبة عالية لا تقل عن قدرات لاعبي المنتخبات الأفريقية البارزة التي لديها محترفين في الأندية الأوربية الكبيرة.

ويعد المنتخب الجزائري هو المرشح الأول للفوز باللقب، والمنتخب القطري أيضًا، اللقب لن يخرج عن هاذين الفريقين، المجموعة الرابعة قوية جدًا، تضم منتخب بحجم مصر، بجانب المنتخب المصنف الأول عربيًا، وأفريقيًا، وهو فريق "محاربو الصحراء".

تجدر الإشارة إلى أن منتخب العراق يعد أكثر المنتخبات فوزًا ببطولة كأس العرب، برصيد 4 كؤوس، ويليه السعودية بلقبين، فيما يملك كل من تونس ومصر والمغرب كأسا واحدة، كما يعتبر الأخير هو حامل لقب آخر نسخة، وفي الوقت ذاته يعد منتخب سوريا الأكثر حصولًا على المركز الثاني بواقع ثلاث مرات، ويحتل الكويت صدارة قائمة أكثر المنتخبات حصولًا على المركز الثالث بـ 3 مناسبات.

هذه الإحصائية التاريخية تؤكد قدرة المنتخبات الآسيوية على تحقيق النجاح في البطولة العربية بغض النظر عن قيمة النجوم الكبار الذين يلعبون في المنتخبات الأفريقية.

صراع المدربين

بذات القدر الذي تمثل فيه البطولة صراعًا بين النجوم العرب فهي أيضا تعد ميدان للتنافس بين المدربين الأجانب الذين يقودون بعض المنتخبات العربية والأسماء العربية التي تشرف فنيا على البعض الآخر من المنتخبات.

وتحتفظ ذاكرة البطولة العربية بأسماء مدربين معظمهم أجانب تركوا بصمة لا تزال حاضرة في مقدمتهم لبلجيكي إيريك جيريتس المدرب السابق للمنتخب المغربي، الذي انتظر إلى سنة 2012، ليظفر بأول لقب له في المسابقة.

ويدين المغرب بالفضل في التتويج، الذي تحقق بعد تجاوز ليبيا في المباراة النهائية بركلات الترجيح، للمدرب البلجيكي إيريك جيريتس، الذي شكل توليفة كسرت سيطرة الخليج على المسابقة، وخطف اللقب بعد مشوار مميز.

وهناك الهولندي جيرارد فاندرليم مدرب السعودية صاحبة اللقبين المتتاليين، وكان الأول سنة 1998، والثاني عام 2002.

ونجح المدرب الهولندي في قيادة المنتخب السعودي في الثانية بشكل راقي للغاية في البطولة بعد الفوز بكافة المباريات، وأطاح بجميع خصومه حتى الفوز 1-0 على البحرين في النهائي.

وسجل الأخضر السعودي مشاركة مميزة في البطولة، حيث فاز بـ 3 مباريات من أصل أربعة، وتعادل في واحدة، قبل أن يُقصي المغرب في نصف النهائي بهدفي طلال المشعل وعبد الله الواكد.

وكان اللقب الأول للسعودية تحقق تحت قياد الألماني أوتوفيستر، بعد أن مهد طريق المنتخب السعودي نحو حصد اللقب الأول له في المسابقة سنة 1998.

وتمكن المدرب الألماني من قيادة سفينة السعودية للتربع على عرش المنتخبات العربية، بعد 6 سنوات من خسارة أول نهائي في تاريخ المنتخب.

وفي بطولة 2021 المرتقبة توجد أسماء كبيرة لمدربين مخضرمين وشباب يتوقع أن يسهموا في نجاح البطولة وسيكون من الصعب التكهن بمن سيكون صاحب الحظ السعيد ويحصل على اللقب.