الرياضية

مدربون: عزوف الأندية أثر سلبا على المردود الفني لدوري قدم الشواطئ!

12 أبريل 2024
العامرات غرد وحيدا خارج السرب
12 أبريل 2024

انتهى موسم كروي جديد من دوري كرة القدم الشاطئية وهذه المرة بتتويج نادي العامرات بطلا لأول مرة، وجاء باثني عشر انتصارا متتاليا (رقم قياسي). نادي العامرات نشط كثيرا قبيل انطلاقة الدوري بإبرامه العديد من التعاقدات الضخمة مع لاعبين ينشطون مع المنتخب الوطني على غرار قائد المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية خالد العريمي، ويونس العويسي، ونوح الزدجالي وغيرهم من اللاعبين المجيدين الذين لهم صولات وجولات في قدم الشاطئية، الأمر الذي سهل من مأمورية النادي في إحراز اللقب وبفارق شاسع عن أقرب ملاحقيه، كما شهد الدوري أيضا مفاجأة مدوية بغياب المصنعة والسيب عن المشهد، حيث يعد المصنعة أحد أعتى الأندية في دوري كرة القدم الشاطئية بإحرازه للقبين متتاليين في آخر عامين، بينما دائما ما كان السيب منافسا قويا على المراكز الأولى في الدوري، وشارك في الدوري 7 أندية هي: العامرات ومصيرة والشباب وصحم وصلالة وصور ومرباط، "عمان الرياضي" استطلع آراء مدربي الأندية التي شاركت في الدوري، وكل أدلا بدلوه عن الدوري وما ينقصه وما هي الاقتراحات المقدمة منهم لتطويره في المواسم المقبلة.

حسم الدوري مبكرا

أكد إسحاق بن الماس القاسمي مدرب فريق كرة القدم الشاطئية بنادي العامرات أن الدوري خرج بمستوى فني جيد ولم يرتق لأكثر من ذلك، لأن أغلب الفرق التي شاركت لم تكن جاهزة لمنافسات الدوري ولم تستعد بالصورة المطلوبة، كما أن المنافسة على اللقب انحصرت بين ثلاثة أندية، وفي النهاية حسم العامرات اللقب بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، وهذا دليل على وجود فرق كبير في المستوى بين نادي العامرات والأندية الأخرى المشاركة، مبينا أن الأندية الأخرى تنافست للحصول على المركز الثاني، كون العامرات حسم لقب الدوري مبكرا، ويرى القاسمي أن الدوري أخرج عددا من المواهب التي من شأنها أن تخدم المنتخب في المواعيد المقبلة، على غرار استدعاء مسلم العريمي الذي لعب مع نادي صور في الدوري لتمثيل المنتخب الوطني في بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية التي أقيمت مؤخرا في الإمارات، ومن المتوقع أن يقوم مدرب المنتخب باستدعاء لاعبين آخرين تألقوا في الدوري خلال المرحلة المقبلة.

وأشار القاسمي إلى أن قلة عدد الأندية المشاركة في الدوري يعود لتجميد بعض الأندية لنشاطها الكروي، وهي تعد نفسها للمشاركة في البطولات المقبلة، مبينا أن عدم مشاركة الأندية في الدوري أثر كثيرا على المردود الفني لمباريات الدوري لأنه كلما زادت عدد الأندية المشاركة بلا شك تزداد المنافسة والندية ويرتفع الأداء الفني للمسابقة، فعلى سبيل المثال غاب نادي المصنعة عن المشاركة في الدوري وهو حامل لقب الدوري في آخر موسمين، والجميع تفاجأ من هذا الغياب كون المصنعة أحد أبرز الأندية التي لها اسمها في كرة القدم الشاطئية، ووجوده كان سيعطي بعدا آخر وتنافسا أكبر للدوري، كما سيمنح قيمة فنية عالية، وأوضح أن المصنعة لديه 3 لاعبين مع المنتخب الوطني، وكما شاهد الجميع في السنوات الماضية احتكر المصنعة لقب الدوري لعامين متتاليين.

ويرى القاسمي أن على اتحاد القدم رفع المكافئة المالية للأندية الفائزة بلقب الدوري، لأن حجم الإنفاق عالٍ لكل ناد واقترح بأن يحصل حامل اللقب على 10 آلاف ريال عماني، ويمنح صاحب المركز الثاني على 7 آلاف، ويمنح الحائز على المركز الثالث 5 آلاف، وبعدها من المؤكد أن الأندية ستشارك بشكل أكبر، وأضاف: نتمنى أن يرتفع المستوى الفني للدوري خلال المواسم المقبلة، وكذلك نتمنى مشاركة أكبر عدد من الأندية في الدوري مما سيسهم بلا شك في رفد المنتخب الوطني بلاعبين يحملون لواء الوطن في جميع البطولات الخارجية التي يشارك فيها المنتخب الوطني، على غرار التألق الذي صاحب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية في مشاركته الأخيرة ببطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية في دولة الإمارات العربية المتحدة رغم خروج المنتخب من الدور الأول في مجموعة حديدية ضمت البرازيل والبرتغال والمكسيك.

عدم استدعاء لاعبين جدد

من جهته قال سالم المريكي مدرب فريق كرة القدم الشاطئية بنادي صحم: إن المستوى الفني للدوري جاء متوسطا، مبينا أن نادي العامرات كان ينافس نفسه على اللقب وهذا كان ظلم لبقية الأندية المشاركة، كون جميع لاعبي العامرات ينشطون مع المنتخب الوطني وهذا إجحاف في حق الأندية الأخرى، ويرى المريكي أن الهدف من إقامة الدوري لم يكن اختيار لاعبين لتمثيل المنتخب الوطني كما أشيع قبيل بدء منافسات الدوري وذلك بسبب وجود جميع لاعبي المنتخب في نادي العامرات، كما أن ما يؤكد ذلك هو عدم اختيار لاعبين جدد للمنتخب على الرغم من وجود عدد من اللاعبين المميزين مع أنديتهم وتألقوا بشكل لافت في مباريات الدوري، ومن وجهة نظري هم أفضل من عدة لاعبين موجودين في المنتخب بالوقت الحالي، لكن طالب بن هلال الثانوي مدرب منتخبنا الوطني لقدم الشاطئية لم يقم باستدعائهم إلى قائمته المشاركة في كأس العالم واعتمد على اللاعبين السابقين.

ويرى المريكي أن السبب الرئيسي في قلة عدد الأندية المشاركة في منافسات الدوري هذا الموسم جاء بسبب قلة الدعم المادي للأندية، مشيرا إلى أن قلة عدد الأندية المشاركة لها تأثير كبير على الدوري وتطوير كرة القدم الشاطئية في سلطنة عمان.

وأكد أنه يجب على اتحاد القدم رفع المكافآت المالية للأندية الفائزة لإعطاء الحافز للأندية المشاركة في الموسم القادم، كما يجب تقديم دعم مالي لجميع الأندية التي ستشارك في الدوري بلا استثناء، وتطوير المسابقات المحلية من خلال إقامة أكبر عدد من البطولات في الموسم، كما يجب كذلك تطوير الحكام وتكليفهم بإدارة مباريات كرة القدم الشاطئية فقط وليس للملاعب الشاطئية والملاعب المعشبة، وهناك اقتراح آخر يتمثل في تطبيق نظام الذهاب والإياب على ملاعب الأندية (المجمعات الرياضية) في منافسات الدوري مما سيعطي المسابقة ندية وتنافسا أكبر.

حضور روح المنافسة

أما ناصر المخيني مدرب فريق كرة القدم الشاطئية بنادي صور فقال: إن مستويات الفرق المشاركة بالدوري كانت جيدة للبعض وليس الكل، مبينا أن بعض الفرق كانت مستوياتها متذبذبة، ورأى المخيني أن جميع الأندية التي شاركت كانت تمتلك لاعبين لديهم قدرات فنية عالية ومواهب واعدة، كما أن روح المنافسة بين الأندية كانت حاضرة حتى آخر مباراة في الدوري. وأوضح المخيني أن الدوري أظهر مواهب كثيرة ومنهم من انضم للمنتخب في المعسكرات التي أقامها مؤخرا، ومنهم من تواجد في القائمة الاحتياطية للمنتخب.

وأشار إلى أن أسباب قلة عدد الأندية المشاركة في الدوري يعود إلى قلة الإمكانيات لديها والدعم القليل لدى بعض هذه الأندية، وهذا بالتأكيد يؤثر بشكل كبير على مستوى التنافس للدوري.

وفيما يخص التساؤل الذي يتبادر إلى الأذهان عن ما الذي يجب على اتحاد القدم فعله لزيادة عدد الأندية المشاركة في الموسم المقبل، قال المخيني: يجب توفير الدعم المادي لكل ناد، وتوفير الاحتياجات اللازمة مثل الملاعب والكرات وغيرها من الاحتياجات التي تدعم الاستعداد الجيد لمثل هذه المنافسات، كما يجب زيادة المكافآت للفرق الفائزة بالمراكز الأولى.

توجيه المواهب الواعدة

بينما أشار يوسف بن الماس القاسمي مدرب فريق كرة القدم الشاطئية بنادي مصيرة إلى أن الدوري لم يشهد تنافسا كون العامرات كان يغرد وحيدا خارج السرب، لكنه أقر بوجود تنافس على المراكز الثلاثة الأولى حتى آخر جولة في الدوري. وقال: إن مستوى الدوري كان جيدا في ظل العدد القليل للأندية المشاركة.

ورأى القاسمي أن الدوري أخرج مواهب واعدة ولكنها في نفس الوقت بحاجة إلى توجيه واهتمام متواصل. كما أكد أن السبب الرئيسي في قلة عدد الأندية التي شاركت في الدوري هو ضعف الحافز المالي، ولم يكن هناك توجه من الأندية للإنفاق على فرقها وجلب لاعبين بجودة عالية وإنما اكتفوا بلاعبي النادي الأساسيين فقط، والأندية لم يكن لديها السيولة المالية في جلب لاعبين من خارج النادي لأن جلبهم سيكلف النادي مبالغ باهظة.

وأكد القاسمي أن على اتحاد كرة القدم زيادة الجوائز المالية للدوري لتحفيز الأندية المشاركة وتسويق الدوري بشكل جيد من خلال النقل التلفزيوني ودعم الفرق المشاركة من قبل الشركات المحلية وبعدها سيتطور الدوري ويكتسب جماهيرية عالية.

غياب الحكام المتخصصين

من جانبه أكد علي الفضيلي مدرب فريق كرة القدم الشاطئية بنادي الشباب أن الدوري بحاجة إلى حكام مختلفين عن الحكام التي أوكلت لهم مهمة إدارة مباريات الدوري، لأن الحكام الذين يقودون المباريات التي تقام على الأراضي العشبية يجب أن يكونوا مغايرين للذين يديرون مباريات دوري الشواطئ، مبينا أن قرارات اتحاد القدم عليها الكثير من الملاحظات، فكيف يتم إصدار قرار بعد فترة طويلة من إقامة المباراة، حيث كان الشباب وصيفا للدوري وبعد شهر من انتهاء الدوري تفاجأنا بقرار أن الشباب أصبح ثالث الدوري، وأضاف: أطالب بتغيير المدرب طالب هلال في الفترة المقبلة ومنح المجال لقدوم مدرب آخر.