كيروش في مسقط لإنهاء التعاقد الرسمي.. ودي سا مساعدًا وفينجادا محلل أداء

يستهل المدرب البرتغالي كارلوس كيروش مهمته في التعرف على العناصر الذي سيبدأ معها رحلة الإعداد والتحضير للملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026 من خلال متابعته لبطولة الخريف السداسية التي ستنطلق في السابع والعشرين من يوليو الحالي بمحافظة ظفار، حيث سيتابع لاعبي المنتخب الوطني مع الأندية الخمسة المشاركة إضافة إلى عناصر المنتخب الأولمبي، وسيكون الخيار أمامه متاحًا من أجل معرفة العناصر التي ستعامل معهم في الفترة القادمة. على الرغم من أن كيروش لم يوقّع حتى الآن العقد الرسمي مع الاتحاد العماني لكرة القدم، إلا أن وجوده في مسقط يعزّز الأنباء المتداولة التي تشير إلى قدومه مع جهازه الفني المساعد، الذي يتقدمه جيريو باولو سيزار دي سا (مواليد 1 أكتوبر 1964). وهو مدرب كرة قدم جنوب إفريقي وكان (حارس مرمى)، ودي سا هو أيضًا واحد من القلائل من جنوب إفريقيا الذين مثّلوا بلادهم في ثلاث رياضات مختلفة (كرة القدم، وكرة السلة، وكرة القدم داخل الصالات).

بدأ دي سا مسيرته الاحترافية عندما اكتشف جينجلز بيريرا، مدرب نادي كويكوت بينوني وصديق والد اللاعب، أن دي سا لا يمارس كرة القدم على مستوى احترافي؛ لأنه كان في حراسة المرمى، فسارع إلى التوقيع معه. وخلال مسيرته الكروية، مثّل دي سا ناديي موروكا سوالوز وماميلودي صن داونز، وهما من أبرز الأندية في جنوب إفريقيا، أما على الصعيد التدريبي ففي مطلع عام 2023، تسلم دي سا تدريب المنتخب القطري إلى جانب كيروش بموجب عقد يمتد لثلاث سنوات ونصف، إلا أن التجربة لم تكتمل لأنه لم يستمر.

فينجادا محلل أداء

برز اسم المدرب فينجادا بصفته جزءًا من الجهاز المعاون لكيروش، حيث شغل منصب محلل الأداء. وبدأ فينجادا مسيرته الاحترافية مديرًا فنيًا مع نادي بيلينينسيس، ثم مع أكاديميكا دي كويمبرا في موسم 1982-1983، وفي موسم 1986-1987، تم تعيينه مساعدًا لمدرب منتخب البرتغال تحت 20 عامًا إلى جانب كارلوس كيروش، كما كان مساعدًا في بطولتي كأس العالم للشباب عامي 1989 في الرياض و1991 في لشبونة، حيث قاد كيروش الفريق للفوز بالبطولتين.

في موسم 2003-2004، تولى فينجادا تدريب نادي الزمالك المصري، حيث ساهم في تحقيق الفريق لثلاثة ألقاب مهمة في موسم واحد: الدوري المصري الممتاز، وكأس السوبر السعودي المصري، وكأس السوبر الإفريقي، وبعدها أصبح المدير الفني للمنتخب المصري تحت 23 عامًا، وفي 2009، عاد إلى البرتغال ليقود نادي فيتوريا.

وتولى فينجادا تدريب عدة أندية وصولا إلى عام 2020، حين تولى منصب المدير الفني للمنتخب المصري، واستمر في مهمته حتى أبريل 2022، عقب إقالة المدرب كارلوس كيروش.

عوامل تعزز حظوظ المنتخب

رغم وقوع المنتخب الوطني في مجموعة تبدو متوازنة نسبيًا ضمن ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، إلا أن ثمة عوامل عدة قد تسهم في تعزيز حظوظه عندما تُقام مباريات الملحق في أكتوبر المقبل، في رحلة يسعى من خلالها لخطف بطاقة التأهل التاريخية التي تتطلع إليها جماهيره الوفية.

ويحظى المنتخب بدعم جماهيري واسع، ويتوقّع أن تشهد حملة «كلنا معاك» زخمًا كبيرًا مع اقتراب الحدث، عبر حشد جماهيري واسع للمواجهة المنتظرة. وفي هذا السياق، يبذل الاتحاد العماني لكرة القدم جهودًا حثيثة لنقل مباريات التصفيات من ملعب السد، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 15 ألف متفرج، إلى ملعب آخر، إلى جانب مساعٍ حثيثة لزيادة الحصة المخصصة لجماهير المنتخب، والتي تُقدّر حاليًا بـ1200 متفرج فقط. ويطالب الاتحاد بأن تكون السعة الجماهيرية موزعة مناصفة بين المنتخبات المتنافسة، بما يضمن حضورًا أكبر لجماهير الأحمر.

ومع دخول المنتخب مرحلة مفصلية في التصفيات، تتجه الأنظار إلى المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، الذي خلف المدرب الوطني رشيد جابر، لتقييم مدى نجاحه في قيادة المنتخب خلال هذا التحدي، وسيتعامل كيروش مع المواجهات المقبلة من منظور فني مستقل، بعيدًا عن أي نتائج سابقة، مستندًا إلى معطيات الواقع وقدرته على التأثير الفني داخل الميدان، وهو ما يفتح باب الأمل أمام الجماهير العمانية لتحقيق حلم طال انتظاره.

اختبار قوي

سيكون أمام المدرب البرتغالي كارلوس كيروش فرصة مثالية للوقوف على جاهزية العناصر التي ستخوض معه غمار الملحق الآسيوي الحاسم، في منافسة لا تقبل الحسابات المعقدة أو أنصاف الحلول؛ إذ إن الفوز وحده سيكون السبيل لضمان الحضور العماني في نهائيات كأس العالم المقبلة.

ويمثل عامل الاستعداد أحد أبرز مكامن القوة في هذه المرحلة، حيث سيخوض المنتخب الوطني بطولة اتحاد وسط آسيا، ما يمنحه فرصة ثمينة للاستعداد الفني والبدني بشكل مثالي. وسيستهل منتخبنا مشاركته في البطولة بمواجهة منتخب أوزبكستان في 30 أغسطس، ثم يلتقي منتخب قرغيزستان في 2 سبتمبر، على أن يختتم مبارياته في دور المجموعات أمام تركمانستان في 5 سبتمبر، فيما تُقام مباراتا النهائي وتحديد المركز الثالث يوم 8 من الشهر ذاته.

وعقب البطولة، سيدخل المنتخب معسكرًا تدريبيًا مغلقًا في النصف الثاني من سبتمبر، يمتد حتى نهاية التصفيات، ما يمنح الجهاز الفني فترة كافية لتجهيز الفريق بالصورة المطلوبة لخوض التحدي الآسيوي المنتظر.