الرياضية

طموح يصطدم بتحديات.. ما مدى إسهامات الأندية في تطور كرة القدم العُمانية؟

29 ديسمبر 2025
29 ديسمبر 2025

استطلاع - عمر الشيباني

أكد ممثلو عدد من الأندية المحلية على الدور الكبير الذي يلعبه النادي للمنتخبات الوطنية لكرة القدم باعتباره المغذّي الفعلي لها، وأن المسابقات الكروية المحلية هي التي ترفع رتم أداء اللاعبين، كما أن الصراعات القوية بين الأندية في مختلف المسابقات تنعكس إيجابا على أداء ونتائج المنتخبات الوطنية؛ حيث إن قوة المنافسة تُنتج لاعبين مُجيدين، والأفضل هو من يصل ويدعم صفوف المنتخبات.

وتعد الأندية الحاضن الأساسي للاعب، وفيها تتشكل شخصية اللاعب ويتطور بدنيا وفنيا وذهنيا، ومن خلالها تُقاس جاهزية العناصر لتمثيل المنتخبات. كما أن قوة الأندية وثباتها تسهم في صناعة لاعبين قادرين على مجاراة المنتخبات الأخرى والنسق العالي في البطولات الخارجية، في حين أن عدم الاستقرار الفني والإداري بالأندية يؤدي إلى فجوة كبيرة وتخفت الطموحات، وبالتالي يعود بالسلب على منتخباتنا، مما يجعلها تصطدم بتحديات كبيرة وتضعف من نتائج مشاركاتها.

وتتحمل الأندية مسؤولية إعداد اللاعبين وتطويرهم وصقل مواهبهم، إلا أن هذا الدور يصطدم بجملة من التحديات، في مقدمتها محدودية الموارد المالية وغياب التخطيط، مما يجعلها أمام مرمى الاتهام رغم الجهد الكبير الذي تبذله في تصدير لاعبين مُجيدين للمنتخبات الوطنية.

وفي الجانب الآخر، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام والجمهور، واللذان يسهمان بصورة واضحة في تحسين الجوانب الفنية والبدنية من خلال النقد البنّاء وتحليل مواضع الضعف والقوة لدى الأندية.

ويبقى التساؤل: هل لدى الأندية القدرة على القيام بدورها الكامل في إعداد لاعبين جاهزين للمنتخبات الوطنية؟ وماذا علينا أن نعمل لتطوير رياضتنا المحلية وتحسين وضعها مستقبلا؟ كما أن هناك تساؤلا آخر يتعلق بدور الإعلام والجماهير وتأثيره على رياضة كرة القدم في سلطنة عُمان.

«عُمان» أجرت استطلاعا مع عدد من رؤساء وممثلي الأندية العُمانية، وأدلى كل بدلوه حول قدرة الأندية على تغيير واقع كرة القدم العُمانية وتطوير منتخباتنا الوطنية، ومدى إسهام مسابقاتنا المحلية في تألق المنتخبات، والتحديات التي تواجه الأندية في تجهيز اللاعبين وإبراز المواهب، وتأثير الإعلام والجماهير على واقع رياضتنا، إضافة إلى الحاجة الملحّة لاحتراف لاعبينا.

حيث أكد حمد بن حمود الجنيبي رئيس مجلس إدارة نادي الوسطى، أن الأندية غير قادرة على تغيير واقع كرة القدم في سلطنة عُمان وتحسين نتائج منتخباتنا الوطنية، وذلك بسبب البنية التحتية الضعيفة للأندية وشح الموارد المالية، مشيرًا إلى أن شح الموارد المالية في الأندية يمنعها من تقديم الدعم اللازم للمنتخبات الوطنية من خلال رفد المنتخبات بمواهب كثيرة. وأضاف: مسابقاتنا المحلية لكرة القدم لا تصل إلى الطموحات المطلوبة، ومن الطبيعي أنه عندما تكون لديك بنية تحتية ضعيفة للمجمعات الرياضية والاستادات وملاعب الأندية، فإن اللاعب لا يستطيع أن يقدم المردود المنتظر منه داخل المستطيل الأخضر، مبيّنًا أنها في النهاية منظومة مرتبطة بعضها ببعض.

وأكد الجنيبي أن بعض الأندية تمنح الفرص للاعبين الصغار للظهور في مختلف المسابقات الكروية، وفي المقابل هناك بعض الأندية تتحفظ في إبراز لاعبيها الشباب، ويرى أن هناك العديد من المعوقات سواء من قبل النادي أو اللاعب نفسه، وكل ذلك ينعكس على المنتخبات الوطنية من خلال ندرة المواهب التي تتواجد في صفوف المنتخب. فعلى سبيل المثال، يملك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في صفوفه لاعبين كبار السن، ولا توجد بدائل لهم بإمكانها تقديم الإضافة. وتابع حديثه: إذا توفّر الدعم المالي، فمن المؤكد أن تقوم الأندية بدورها على أكمل وجه.

وأوضح أن الأندية شريك أساسي في عمل الاتحاد العُماني لكرة القدم، ومن الممكن أن تكون هناك فجوة بسيطة بينهما، وفي الواقع ألوم رؤساء الأندية فيما بينهم بأن لديهم فجوة أكبر من علاقتهم مع الاتحاد، حيث إن آراء رؤساء الأندية ليست على صوت واحد، وأراها مشكلة كبيرة لم يتطرق إليها أحد.

وأشار الجنيبي إلى أن الإعلام يرتقي مع قوة المسابقات والمباريات النهائية التي تشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا، مبيّنًا أن الإعلام موجود إذا ما كانت هناك مباريات قوية ومنافسات مثيرة.

وأكد أن اللاعب العُماني بحاجة إلى الاحتراف، وسبق للاعبين العُمانيين الاحتراف في المسابقات الخليجية، ووصل الحال باحتراف منتخبنا الوطني بالكامل قبل عدة سنوات، مشيرًا إلى أن هذا الاحتراف عاد بالإيجاب على نتائج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وبالتالي فإن اللاعب العُماني بحاجة إلى الاحتراف حاله كحال بقية اللاعبين في دول العالم، ويظل تطبيق الاحتراف صعب المنال، لأن الاحتراف ليس مجرد كلام، وإنما بحاجة إلى جهد كبير وعمل متواصل وسنوات متتابعة.

عادل الفارسي: المسابقات الحالية لا ترفع مستوى المنتخبات الوطنية

قال عادل بن عبدالله الفارسي رئيس مجلس إدارة نادي صحم: إن الأندية لديها القدرة على تغيير واقع كرة القدم في سلطنة عُمان، فالأندية تمتلك بعض العوامل الإيجابية، ولديها اهتمام بقطاع الناشئين والشباب، كما تشارك في مسابقات الاتحاد بصفة مستمرة، وبالتالي لديها القدرة على رفد المنتخبات الوطنية بمجموعة من اللاعبين المتميزين والموهوبين، في ظل وجود كوادر تدريبية عالية المستوى ومناهج تدريبية مناسبة في الأندية، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود لتحقيق النجاح.

وأضاف الفارسي: المشكلة أن العدد الأكبر من الأندية يفتقر إلى البنية التحتية من ملاعب وتجهيزات، إضافة إلى ضعف الاهتمام بقطاع الشباب والناشئين والمراحل السنية، مما يقلل من فرص التطوير الحقيقي في مستويات اللاعبين، ولكن على الرغم من ذلك، يؤكد الواقع أن الأندية قادرة على رفد المنتخبات الوطنية وتغيير واقع كرة القدم العُمانية بشرط توفر الإمكانيات والدعم اللازم.

أما فيما يخص مستوى المسابقات المحلية ودورها في تألق المنتخبات الوطنية، فقال: أعتقد أن المسابقات نفسها تمثل عائقًا، سواء من حيث الشروط والقوانين أو توقيت مسابقات المراحل السنية، كما أن غياب الأكاديميات في معظم الأندية يُعد عائقًا رئيسيًا، ولا أرى أن المسابقات الحالية تسهم في رفع مستوى وتألق المنتخبات الوطنية بالشكل المطلوب، بل إنها بحاجة ماسة للتحسن في الفترة المقبلة. كما أوضح أن عملية اختيار الأجهزة الفنية لا تتم دائمًا بالشكل الصحيح، حيث تتدخل بعض العوامل مثل الترشيحات من أطراف معينة، دون متابعة ميدانية دقيقة للاعبين أو مشاهدتهم عن قرب، وغالبًا ما يتم اختيار مجموعة محددة من اللاعبين بناءً على توصيات أو علاقات، دون إعطاء الأولوية للاعبين المميزين والأفضل أداءً، خاصة أولئك الذين يبرزون في الأدوار النهائية وتظهر أسماؤهم على منصات التتويج، مما ينعكس بالسلب على أداء هذه الأندية من خلال عدم مواصلة ذات الجهد في تطوير بيئة اللاعب وتطوير مستواه البدني والفني.

وفيما يتعلق بمنح الأندية الفرص للاعبين الشباب للظهور مع فرقها، أوضح أنه لا يعتقد بأن معظم الأندية تمنح اللاعبين الشباب فرصًا كافية لإثبات كفاءتهم، حيث إنه غالبًا ما يتم التركيز على اللاعبين أصحاب الخبرة، ولا تُعطى الفرص للاعبين الشباب إلا في عدد محدود من الأندية، وهذه الأندية المحدودة تزرع الثقة في لاعبيها الشباب، مما يسهم في ظهور لاعبين مجيدين يسهمون بصورة فعالة في حصد النتائج الإيجابية مع أنديتهم والمنتخبات الوطنية.

وتابع الفارسي حديثه: يُعد نادي صحم من الأندية التي تهتم بإعطاء الأولوية للمواهب الصاعدة، وهذا ما تحقق خلال المواسم الثلاثة الماضية، حيث تم الاعتماد على لاعبين شباب ومنحهم الفرصة والثقة، ليكونوا بعد ذلك رافدًا للنادي وللمنتخبات الوطنية، مشيرًا إلى أن النادي ضخ عددًا جيدًا من اللاعبين إلى صفوف الفريق الكروي الأول خلال الفترة الماضية.

وأكد أن العائق الأكبر للأندية يتمثل في عدم اكتمال البنية التحتية، وقلة الملاعب، وغياب الموارد المالية، وهذه الأشياء تُعد ضرورة ملحة لاستقطاب مدربين مميزين ذوي كفاءة عالية، وكذلك لتقوية الدوري من خلال وجود لاعبين محترفين بمستوى عالٍ. كما أكد أنه يجب تعديل نظام المسابقات المحلية لإيجاد منافسة قوية بين الأندية، بدلًا من اقتصارها على نادٍ أو ناديين فقط بسبب تفوقهم على البقية في قوة الموارد المالية التي لديهم.

وأردف قائلًا: علاقة الأندية بالاتحاد علاقة طبيعية وعادية، لكن للأسف لا يوجد تواصل مستمر من قبل الاتحاد أو إدارات المنتخبات مع الأندية، وغالبًا ما يُنظر إلى المنتخبات على أنها من اختصاص الاتحاد فقط، دون الاستفادة من خبرات الأندية وإداراتها.

وتطرق الفارسي بعدها للحديث حول تأثير الإعلام والجماهير على أداء الأندية، مشيرًا إلى أنه لا يرى أن هناك تأثيرًا إيجابيًا لهما على تطوير المسابقات المحلية، بل على العكس، فإن التأثير في الغالب سلبي، حيث يتم التركيز على الجوانب السلبية فقط وإبراز الفشل، دون النظر إلى الإيجابيات أو طرح حلول تصحيحية تخدم الرياضة وكرة القدم بشكل خاص.

كما يرى الفارسي أن كرة القدم العُمانية بحاجة ماسة إلى الاحتراف وبقوة لتطوير المنتخبات الوطنية، وهذا يتحقق من خلال تقوية الدوري ونقل مبارياته بشكل كامل، فكلما كان الدوري قويًا ويضم لاعبين ذوي خبرة ومستوى عالٍ، مع حضور جماهيري كبير، برز اللاعبون بشكل أوضح، وكان مستوى اللاعب في القمة ويُشاهد من الأندية الأخرى في المنطقة. ولاعبونا بحاجة إلى الاحتراف الخارجي لما له من خدمة كبيرة للمنتخبات الوطنية، مضيفًا أننا نمتلك العديد من المواهب المتألقة، وهم بحاجة إلى الفرص للاحتراف، أسوة بما حدث في عامي 2009 و2010، حين احترف عدد كبير من اللاعبين مثل عماد الحوسني، وحسن مظفر، وإسماعيل العجمي، وأحمد حديد في الدوريات الخليجية وغيرهم من اللاعبين، وكان مردوده إيجابيًا على المنتخب الوطني.

وتمنى الفارسي في ختام حديثه التوفيق للرياضة العُمانية في المرحلة القادمة، وخصوصًا كرة القدم، التي تُعد عشق الجماهير واللعبة الشعبية الأولى.

محمد المشرفي: الإعلام من الركائز المهمة لتطوير أي منظومة رياضية

يرى محمد بن خلفان المشرفي رئيس مجلس إدارة نادي قريات أنه بلا شك فإن تطوير المسابقات المحلية وإبرازها بشكل كبير للمواهب الرياضية ولفت الأنظار اليهم من خلال الإعلام وتغيير الأنظمة الإدارية بسلطنة عمان لتواكب تطلعات اللاعبين وتهيء البيئة المناسبة لهم سيسهم في تطور قدرات اللاعبين واهتمامهم بمهارتهم وبمستقبلهم الكروي مما ينعكس إيجابا على المنتخبات الوطنية.

وأضاف: لا أعتقد أن الأندية بمقدراتها المالية الحالية وبما تعانيه من ضعف موارد مالية قادرة على منح اللاعبين الشباب فرص كافية للمشاركة في المسابقات المحلية إذ أن المشاركات المستمرة والإعداد الجيد لهذه المشاركات يحتاج إلى ميزانية عالية تثقل كاهل الأندية لذلك نرى بعض الأندية تشارك عام وتنقطع في العام الآخر لعدم قدرتها على المشاركة وتحمل تبعاتها المالية وبكل تأكيد سينعكس هذا الأمر سلبيا على المنتخبات، هذا بالإضافة إلى عدم وجود الخامات الجيدة التي قد تكون ركنت في منازلها نتيجة عدم قدرة النادي القريب من المشاركة في المسابقات التي يقيمها الاتحاد.

وأشار إلى أن العائق الرئيس هو ضعف الموارد المالية للأندية وعدم قدرتها على تنوع مشاركاتها في مختلف الألعاب نتيجة الالتزامات المالية الكبيرة التي تنتج عن هذه المشاركات.

وأكد المشرفي أن علاقة الأندية باتحاد القدم جيدة، فالكل يعمل لنفس الهدف ونفس التوجه، وقد يحدث اختلاف في وجهات النظر أحيانا ولكن كل ذلك ينصب في المصلحة العامة للوطن والكل حريص على تهيئة الظروف المناسبة للاعبين لتمثيل وطنهم خير تمثيل.

وتابع حديثه: للإعلام دور كبير جدا وحيوي، واعتقد أنه من الركائز المهمة لتطوير أي منظومة رياضية في أي بلد، فالإعلام هو الوقود الذي يشعل التنافس ما بين الأندية ويحرك البوصلة باتجاه الموهوبين ويكسبهم الثقة ويدفعهم إلى بذل المزيد وصولا إلى التميز وهذا ينطبق على الفرد والمنظومة كذلك، فالأندية عندما ترى أنها تحت المجهر سيدفعها لبذل المزيد من الجهد وإيجاد الحلول للوصول إلى الأهداف.

وأكد المشرفي أن اللاعب العماني بحاجة إلى الاهتمام وتهيئة البيئة المناسبة له ليمارس هوايته بشكل مثالي بدون منغصات وبدون الانشغال بأية أعباء أخرى أكانت عملية أو إدارية، وبعدها سيتحول إلى محترف داخلي وبلا شك أي احتراف لأي لاعب خارج حدود الوطن سيكون له الأثر الطيب في صقل موهبته والاحتكاك بلاعبين آخرين يساهم بشكل مثالي في رفع مستوى الخبرة لديه.

يوسف الوهيبي: نعلم أن مستوى مسابقاتنا المحلية ضعيف!

أكد يوسف بن عبدالله الوهيبي نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيب أن الأندية في واقعها الحالي لا حول لها ولا قوة، وأن إدارات الأندية قائمون بدور كبير جدًا ويعانون كثيرًا، وللأسف أصبحت الأندية بيئة طاردة، فالأدوار التي تقوم بها إدارات الأندية وبعض محبيها فوق ما يتصور البعض، وعلى الجميع التعمق في هذا الأمر وتقدير الدور الكبير الذي تقوم به إدارات الأندية من جهود مضاعفة من أجل مصلحة أنديتهم، مشيرًا إلى أن الأندية تعاني.

وأضاف: الذي زاد من معاناة الأندية أنه لا يوجد إحساس بعمل الأندية، والكثير من المتابعين للمشهد الرياضي العُماني ووسائل الإعلام المختلفة بعيدون عن الأندية، وأصبحت بيئة طاردة، والأندية تُلام في ذلك.

ففي السنوات الأخيرة نلاحظ اهتمام الأندية بتسجيل إداراتها أو وضع إدارات مؤقتة، إلا أن الدور الكبير الذي تقوم به إدارات الأندية يُشكرون عليه، مبيّنًا أن المشكلة ليست مالية بحتة، بل إن هناك أشياء يجب أن تتغير في الأندية وواقعها المرير.

وأوضح الوهيبي، أن الأندية قادرة على تغيير واقع كرة القدم في سلطنة عُمان وتطوير منتخباتنا الوطنية، فهناك مميزات عديدة لأنديتنا بسبب وجود إدارات مهتمة، وبها كذلك متطوعون لخدمة النادي، وهم محبون لأنديتهم، وانتماؤهم إليها يجعلهم يساهمون فيها من جيوبهم الخاصة، وهذا الهاجس الكبير الذي نمتلكه يجعلهم حجرًا أساسيًا في تحسين أوضاع الأندية، مبيّنًا أن هذه الإيجابيات يجب أن تُستغل وتُعزَّز.

وتابع حديثه: في نادي السيب، على سبيل المثال، نحاول أن نحسّن ونعزّز من أوضاع النادي، وعلى جميع الأندية أن ترى أي وضع إيجابي في الأندية الأخرى والعمل به، ونرى في هذا الوقت أن أي رئيس نادٍ أو عضو في مجلس الإدارة عندما يتركون النادي لا يرغبون في العودة إليه مرة أخرى، وذلك لأن البيئة طاردة.

وأشار إلى أن الأندية في ظل وضعها الحالي لا تستطيع فعل أي شيء في المسابقات المحلية، ونعلم أن مستوى مسابقاتنا المحلية ضعيف، وللأسف واقع الأندية لا يسمح بتحسين وتطوير الأوضاع الراهنة، مبيّنًا أن المجتمع يجب أن يلتفت ويساهم بشكل كبير مع إدارات الأندية، وعندما نقول المنظومة الرياضية ليس المقصود هنا وزارة الثقافة والرياضة والشباب فقط، وإنما حتى الجمهور والإعلام بأن يكون لهم دور واضح مع إدارات الأندية، وبالتالي لدى معظم الناس فكرة خاطئة بأن المنظومة المعنية بالأمر هي الوزارة فقط.

وأكد أن الأندية بحاجة إلى قرار صريح لتطوير الرياضة. كما أوضح أنه يوجد حاليًا نظام للمحافظات من خلال اللامركزية، وأأمل أن يتم الالتفات إلى الأندية لتطويرها، ويكون لها نصيب من الاهتمام الذي نشاهده في المحافظات.

وتابع: الأندية تعطي الفرص للشباب لإثبات كفاءتهم، والاتحاد العُماني لكرة القدم قائم بدوره بشكل جيد من خلال إقامة دوري جندال، والدوري الأولمبي، والشباب، والناشئين، ومسابقة الكأس الغالية، وكأس جيتور.

وعلى سبيل المثال، في نادي السيب نمنح الفرصة للاعبين لخوض مباريات كأس جيتور نظرًا لصعوبة لعبهم بصورة دائمة مع الفريق في دوري جندال.

وأردف قائلًا: نحن بحاجة إلى تغيير منشآتنا الرياضية، إلا أن العائق الأساسي لدينا هو المال، ولا يمكن لأحد أن يختلف في هذا الأمر، ومن ثم تأتي الحاجة للإدارات التنفيذية وبعض الأمور التنظيمية.

وأشار الوهيبي إلى أن علاقة الأندية مع الاتحاد العُماني لكرة القدم جيدة، وعلى تواصل دائم مع رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة القدم سعادة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي، لكن يجب أن نعرف أن الاتحاد وما يملكه من موازنة مالية فإن له وضعه الإداري والمالي، أما من حيث التعاون فإن مجلس إدارة الاتحاد متعاون بشكل كبير مع الأندية، ويجب الوقوف مع الاتحاد.

وأكد أن الإعلام له دور كبير في تطوير رياضة كرة القدم لدينا، وذلك بتأثيره وتحليله على المستوى الفني، والتنافس بين وسائل الإعلام المختلفة على نقل الأخبار أولًا بأول، مشيرًا إلى أن غياب الجماهير سببه ضعف الجانب الفني لمسابقاتنا المحلية، ولكننا نطالب الإعلام والجماهير بتقديم الدعم اللازم للأندية من أجل تحقيق النجاح، وعدم الضغط على إدارات الأندية.

وأوضح أن الاحتراف مطلب ضروري سواء على المستوى الداخلي أم الخارجي، والذي يسهم في رفع أداء اللاعب العُماني، وإذا كنا لا نستطيع تطبيق الاحتراف في مسابقاتنا المحلية يجب أن نشجع اللاعبين على الاحتراف خارجيًا، وفي فترة من الفترات كان لدى دورينا لاعبون مميزون ساهموا في تكوين منتخب منافس وقوي، ويجب إعداد الفرص للاعبين للاحتراف، وكذلك يجب أن يتم تطبيق الاحتراف حسب واقعنا وثوبنا، ويجب تقدير دور إدارات الأندية وإسهاماتهم الكبيرة.

جهاد الشيخ: تعاون الأندية والاتحاد والإعلام والجماهير ضرورة للتطور

أكد جهاد بن عبدالله الشيخ نائب رئيس مجلس إدارة نادي عُمان أن الأندية تلعب دورًا مهمًا في تطوير كرة القدم العُمانية، وذلك إذا كانت تستثمر في تطوير اللاعبين الشباب وتوفير بيئة مناسبة للتدريب، وحتمًا ستساهم في تألق المنتخبات الوطنية.

وأشار إلى أن دوريات المراحل السنية والمسابقات المحلية للفريق الأول قوية وتنافسية، وتزيد من مستوى اللاعبين، وتساعدهم على اكتساب الخبرة والثقة، وهذا ينعكس إيجابًا على المنتخبات.

وأوضح جهاد الشيخ أن بعض الأندية تمنح الفرص للاعبيها الشباب، وفي المقابل ترى بعض الأندية أن الشباب بحاجة إلى تدريب أكبر، وليس لديهم القدرة على المجازفة في إشراكهم.

وتابع حديثه: التمويل يمثل عائقًا كبيرًا في الأندية، فهي بحاجة إلى دعم مالي وتقني لتطوير مرافقها وبرامجها.

وعن علاقة الاتحاد العُماني لكرة القدم بالأندية، قال: إن الاتحاد لديه علاقة تعاونية وقوية مع الأندية، والاتحاد ساعد الأندية ويقف إلى جانبها من خلال توفير برامج تطوير ودعم فني قدر المستطاع.

وأوضح أن الإعلام والجماهير لهما دور كبير في دعم اللاعبين والأندية بصفة عامة، حيث إن التشجيع والدعم النفسي يساعدانهم على رفع أدائهم.

وأوضح أن الاحتراف يساعد اللاعب على اكتساب الخبرة ويطور من مستواه، ومن الممكن أن نحقق الاحتراف بتوفير عقود احترافية ودعم اللاعبين للعب في الدوريات الخليجية والأجنبية، وبالتالي فإن الأندية والاتحاد والإعلام والجماهير جميعهم لهم دور في تطوير كرة القدم في سلطنة عُمان، والتعاون والدعم المتبادل يساعدان في تحقيق النجاح.