رشيد جابر: أحزم حقائبي عائدا إلى صلالة.. وراض عما قدمه الفريق الكروي

وصف المدرب الوطني رشيد بن جابر اليافعي مسيرته التدريبية مع نادي السيب بأنها واحدة من أفضل التجارب في حياته، حيث حقق معه كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مرة في تاريخ أندية سلطنة عمان وكاس أم.جي ووصيف كأس جلالة السلطان لكرة القدم وثالث دوري عمانتل. حيث كان موسما رائعا للمدرب رشيد جابر الذي يعد واحدا من أبرز المدربين الوطنيين لما يملكه من خبرة واسعة ويعتبر من أكثر اللاعبين حصولا على الألقاب ومن أكثر المدربين العمانيين تحقيقا للإنجازات للأندية التي دربها.

وفي حديث خاص لـ "عمان الرياضي" وصف رشيد بن جابر اليافعي تجربة الأشهر الثمانية التي قضاها مع السيب بأنها كانت مميزة ومثرية للغاية من خلال العمل المنظم الذي وجده في نادي السيب وقال: بكل تأكيد كان استلام تدريب السيب مغامرة وخاطرت بمستقبلي، ولم يكن الأمر سهلا أن أتولى قيادة فريق يلعب نهائي غرب آسيا وثم نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، وكان هذا تحد بالنسبة لي وكان هدفا أسعى إليه وتحقق بحمد الله بالحصول على اللقب الآسيوي.

وأضاف: بعد الفوز باللقب الآسيوي تراجع مستوى فريق السيب في المسابقات المحلية وخسر نهائي الكأس الذي يصله للمرة الثانية تواليا ولم يستطع المحافظة على اللقب وافتقد لنقاط كثيرة في الدوري وتراجع في نهاية الدوري ليحتل المرتبة الثالثة وهو حامل لقب النسخة الماضية وأنقذ موسمه بالتتويج بكأس أم.جي.

ويرى رشيد جابر أن ما حدث للسيب هذا الموسم أمر طبيعي يحدث مع أندية عالمية لكن في المجمل العام أنا راض كل الرضا عما قدمه الفريق طوال الموسم وفق الأرقام والإحصائيات، ففي مسابقة الكأس وصلنا إلى النهائي وخسرنا بركلة جزاء في أول 20 دقيقة والفريق لم يكن سيئا وكنا حاضرين في النهائي، ولا يمكن أن تكسب كل البطولات لكن الخسارة يمكن أن تبني عليها أمور كثيرة من إيجابيات وسلبيات لأن البطولات والمنافسة لا تتوقف، والأهم أن العمل يجب أن يستمر ويتطور، وهذه التطور يبنى عليه المراد تحقيقه.

فقدنا الدوري

14 انتصارا و9 تعادلات وثلاث هزائم كانت حصيلة السيب في دوري عمانتل وضعته في المرتبة الثالثة ولم يستطع المحافظة على لقبه الذي فاز به الموسم الماضي، ويرى رشيد حابر أن فريقه كان الأفضل فنيا وبمستوى ثابت إلا أنه افتقد التهديف في بعض المباريات لكنه لم يكن سيئا، وقال: كنا نطمح أن نكرر إنجاز الموسم الماضي، لكن حصلت بعض الظروف إلا أنني بشكل عام راض عن العمل الذي تم خلال الأشهر الثمانية منذ توليت تدريب الفريق وأنا حضرت والفريق قد خاض 4 مباريات في الدوري ولعب مباراة السوبر.

وتابع: افتقدنا العديد من النقاط في الدور الأول بعد البطولة الآسيوية لكن الوضع تغير في الدوري الثاني وكسبنا 10 مباريات ولولا خسارتنا أمام نادي عمان وتعادلنا مع الاتحاد لكن الوضع تغير.

وأردف قائلا: دوري عمانتل ليس تنافسا فقط، فالدوري مباريات وجمع نقاط وفي آخر الموسم من يجمع أكثر عدد من النقاط هو من يتوج باللقب، وفي بعض المباريات إذا أردت أن تكسب يجب أن تكون حاضرا وهذا ما افتقدناه في بعض المباريات، لكنّا كنا حاضرين وبقوة مع الأندية المنافسة على اللقب (النهضة والسويق والرستاق وظفار) وما حدث بعد البطولة الآسيوية أمر طبيعي، واللاعبون الذين تم انتقادهم هم من أحرزوا كأس الاتحاد الآسيوي.

الفرصة للجميع

ورد مدرب الفريق الكروي الأول بنادي السيب على الانتقادات التي طالته بعدم إعطاء الفرصة للاعبين الشباب المتواجدين في الفريق الأول والاحتفاظ بنفس الأسماء، حيث قال: كل من هو موجود في قائمة الفريق الأول منح مساحة ليلعب، وكل من كان عنده القدرة أن يعطي منحت له الفرصة وكل اللاعبين الشباب أخذوا فرصتهم كمحمد الحاتمي وعبدالله الحبسي وتميم البلوشي وسمير الحاتمي ومعتصم الوهيبي.

وأضاف: قدمت تقريرا مفصلا إلى إدارة النادي به كل التفاصيل عن كل لاعب وكم دقيقة لعب خلال فترة تواجدي، وخياراتي في من يلعب ومن لا يلعب هي خيارات فنية وليست شخصية، وأنا كمدرب أختار الوقت الذي أشرك فيه من أراه مناسبا، وفلسفتي وقناعتي لم أغيرها منذ توليت تدريب الفريق وحتى آخر مباراة لعبتها مع الرستاق في الدوري.

منهج المرحلة القادمة

ومع انتهاء مباريات دوري عمانتل يكون عقد رشيد جابر انتهى مع نادي السيب الذي لم يعلن حتى الآن استمراريته من عدمه، كما لم يعلن التعاقد مع مدرب جديد خلفا لرشيد جابر الذي قدم تقريرا شاملا عن وضع الفريق واحتياجه للمرحلة القادمة. ويقول رشيد جابر إن ما يحتاجه السيب في الموسم القادم موجود في التقرير الذي قدمته لمجلس الإدارة، وحرصت على أن يكون هذا التقرير شاملا وبه خارطة طريق ومنهج عمل للمرحلة القادمة، وأرى أن كل العوامل متوفرة لأن يكون السيب الأبرز خلال السنوات العشر القادمة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الآسيوي أيضا، وأدوات العمل في السيب جيدة ومتوفرة وخلال تجربتي في الأشهر الثمانية الماضية التي قضيتها في السيب فإن ما شاهدته كان أمرا إيجابيا للغاية، وإذا لم يتغير وضع الأندية الأخرى، فإن السيب لن يجاريه أحد في السنوات العشر القادمة ويجب أن تفكر إدارة النادي جليا بأن يكون لديها مشروع متكامل وليس وقتيا، ونادي السيب يمتلك كل العوامل لنجاح أي مشروع فهو منظم في كل شيء، إداريا وماليا واستقرارا وبيئة عمل محفزة، ويسير وفق خطة واستراتيجية واضحة المعالم، وعندما يكون لديك هذا الاستقرار فإن الأمور الأخرى سهلة والسيب خطا خطوة إيجابية بإطلاق أكاديمية كرة القدم وهو عمل جيد ومميز وهذه الأكاديمية سيكون لها تأثير كبير خلال السنوات الخمس القادمة.

مرحلة تقييم

ويؤكد رشيد جابر أن تجربة تدريب نادي السيب تخضع للتقييم، حيث قال: كل ما أردته في كرة القدم حققته مع نادي السيب وعندما أجد نفسي بأن ليس لدي شغف أو طموح في التدريب أو أفكر في مشروع آخر سوف أعلن عنه في وقته، لكن حب التحدي وشغف التدريب ما زال موجودا، وعقدي مع السيب انتهى وأحزم حقائبي عائدا إلى صلالة ولم أفكر في أي جهة أخرى وليس لدي ارتباط حاليا وإذا وجدت عرضا للتدريب في مشروع سأدرسه قبل أن أفكر في توقيع العقد، وتجربتي مع السيب غيرت لدي مفاهيم كثيرة ولو طبقتها الأندية فإن كرة القدم العمانية ستتجه نحو الأفضل، مبينا في نفس الوقت بأنه عندما قبل عرض نادي السيب كان هناك هدف وهي البطولة الآسيوية وعندما التقت أهدافنا مع بعض قبلت التحدي.

انتدابات

وعما يحتاجه السيب في المرحلة القادمة خاصة أنه سوف يشارك في ملحق دور أبطال آسيا قال اليافعي: وصول السيب لدوري المجموعات في دوري أبطال آسيا يعتمد على الانتدابات على المستويين المحلي والخارجي وهناك أسماء طلبتها بالاسم في التقرير المقدم لإدارة النادي وأنا على ثقة بأنها ستعمل فارقا كبيرا في النادي إلى جوار العناصر الحالية وهناك عناصر في الفريق لا يمكن أن تتغير، وعيد الفارسي لاعب تكتيكي وقائد داخل الملعب وخارجه، وعبد العزيز المقبالي أفضل مهاجم تكتيكي، ومحسن الغساني مهاجم قناص وهداف الدوري، وصلاح اليحيائي نجم لا يمكن التفريط به.

شغف..عمل..رغبة

وتطرق رشيد جابر في حديثه إلى الرغبة في التطوير ويطالب بدراسة الوضع القائم وبما يتناسب مع إمكانيات وقدرات الأندية، فهناك مشكلة حقيقية في شكل الدوري وفي النقل التلفزيوني وفي الرعاية وفي عدد الأندية المشاركة وفي تسويق المسابقة وفي واقع الأندية، وكل هذه تحديات تحتاج لدراسة ولعمل ولتخطيط ولرغبة ولشغف من الأندية والاتحاد والوزارة المعنية، وإذا توفرت هذه العوامل سيكون هناك مشروع للتطوير، فإما أن تتعاقد مع لاعبين جاهزين وتحقق بطولات كما يحدث في السنوات العشر الأخيرة، وإلا فإن الوضع لن يتغير والاستقرار لن يتوفر.

شكرا للجماهير

وفي ختام حديثة لـ "عمان الرياضي" قدم رشيد جابر شكره لجماهير السيب الذي وصفه بأنه كان مساندا للفريق طوال الموسم وكان مميزا ورقما صعبا، وقال: تعاملت معه وكنت قريبا منه، أتفهم زعل البعض لكن لابد أن يدركوا أن الطريقة التي يلعب بها الفريق هي نفسها مع المدرب السابق ولم تتغير، كما أنه لم يتدخل أحد في عملي ولم تفرض علي أسماء، والسيب أكثر فريق لعب تحت الضغط ومنذ شهر سبتمبر من العام الماضي الفريق يلعب مباراة كل أربعة أيام وهذا كان له تأثير كبير، وكرة القدم مبنية على الأخطاء، والأهم أن تصلح من أخطائك وتعالج سلبياتك.