انطلاقة رحلة "عُمان" من مسندم إلى ظفار احتفاءً بالإرث البحري العريق
بخاء - أحمد بالشحي
دُشّنت بمحافظة مسندم فعاليات الرحلة الاستكشافية "عُمان 3165" التي تمتد لمدة شهرين، لتغطي الساحل العُماني بطول 3165 كيلومترًا، ضمن فعاليات “الشتاء في مسندم” لهذا العام. وتُعد هذه الرحلة أول تجربة من نوعها في المنطقة، وتهدف إلى إبراز التزام سلطنة عُمان بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050، دعمًا للجهود الوطنية نحو مستقبل أكثر استدامة. كما تسعى الرحلة إلى تسليط الضوء على التنوع البيئي الفريد للسواحل العُمانية، وتعزيز الوعي البيئي العالمي بمخاطر التغير المناخي وتأثيراته على البيئة البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف إلى تعزيز ريادة عمان في الابتكار البيئي، وتشجيع التعاون البحثي مع المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية. وفي ذات الوقت، تسعى الرحلة إلى رفع مستوى الوعي البيئي بين الشباب العُماني والعالمي، من خلال إشراكهم في أنشطة تعليمية وتفاعلية حول الحياة البحرية. رعى حفل التدشين معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، محافظ مسندم، بحضور عدد من أصحاب السعادة والقادة العسكريين ومسؤولي الجهات الحكومية بالمحافظة.
تنطلق الرحلة بقيادة المستكشف العالمي مارك إيفانز على متن قارب تقليدي مستوحى من الطراز الغرينلاندي، في تجربة تجمع بين الإرث البحري العُماني والابتكار البيئي. وتعتمد الرحلة كليًا على التجديف والتيارات البحرية والموج؛ لتوثيق جيولوجيا السواحل العُمانية وتبرز ثراءها البيئي.
وقال خليل بن علي الهوتي، نائب الرئيس للشؤون البحرية بشركة أسياد للنقل البحري: "من محافظة مسندم تنطلق رحلة "عُمان 3165" بقيادة المستكشف البريطاني مارك إيفانز من خصب إلى ضلكوت. الرحلة تمتد لأكثر من شهرين على طول السواحل العُمانية؛ لتجمع بين المعرفة العلمية وحماية البيئة البحرية وتعزيز الحضور البحري لعُمان على واحد من أهم المسارات البحرية العالمية المارة عبر مضيق هرمز".
وأضاف الهوتي أن رعاية "أسياد للنقل البحري" تعكس إيمانها العميق بدورها في حماية البيئة البحرية. وأشار إلى أن الرحلة ستركّز على دراسة وجود الحيتان في المياه العُمانية والاستماع إلى أصواتها في الأعماق، ومشاركة نتائج الرحلة مع طلبة المدارس ومراكز الأبحاث العالمية. وأكد أن "عُمان 3165" ستكون "قصة وطنية" تربط الإنسان بالبحر عبر الماضي والمستقبل، وتبرز مكانة عمان كوجهة رائدة في الاستدامة والابتكار البيئي.
وأشار خليل الهوتي إلى أن الرحلة تجسّد التقاء الإرث البحري العُماني مع طموحات سلطنة عمان نحو الحياد الصفري. موضحًا أن الإعلان الدولي عن الرحلة تم في الجمعية الجغرافية الملكية بلندن في سبتمبر الماضي، تحت رعاية سفارة سلطنة عمان في المملكة المتحدة، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم البحري العالمي تحت شعار "محيطنا، التزامنا، فرصتنا". وتمثل هذه الفعالية الانطلاقة الفعلية للرحلة، التي ستجوب السواحل العُمانية من مسندم إلى ظفار خلال الفترة بين نوفمبر الجاري وفبراير 2026.
من جانبه، قال المستكشف العالمي مارك إيفانز، قائد الرحلة: "أسمينا الرحلة "عُمان 3165" لأننا سنقطع هذا العدد من الكيلومترات من مسندم إلى ظفار. سنجدف يوميًا لمدة 6 إلى 8 ساعات، ونقطع بين 30 و40 كيلومترًا، باستخدام قاربين مزودين بأجهزة حديثة ترسل تحديثات عبر الأقمار الاصطناعية كل 10 دقائق."
وأضاف: "سنشارك قصص سلطنة عُمان وتاريخها البحري، وسنجري محادثات مباشرة مع طلاب المدارس حول العالم، لنعرفهم بجمال عمان، وخاصة طبيعة مسندم: الأخوار، الجبال، والدلافين."
وترتكز الرحلة على توثيق التنوع الحيوي البحري والأنظمة البيئية الساحلية بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وعلمية، لإنتاج محتوى تثقيفي عالمي يُنشر عبر منصات رقمية تشمل بودكاست علمي وبرامج تعليمية وتقارير بحثية ومحتوى ميداني عن الحياة البحرية والساحلية. وبذلك، تتحول السواحل العُمانية الممتدة من مسندم إلى ظفار إلى منصة تعليمية مفتوحة تُبرز ريادة سلطنة عمان في حماية البيئة والعمل المناخي وإيصال رسالتها إلى العالم.
