4500 مشارك من 68 دولة في سباق همم للجري الجبلي.. غدا
عمان: تتجه أنظار عدّائي الجري الجبلي من مختلف دول العالم إلى محافظة الداخلية يوم الخميس لانطلاق فعاليات سباق همم للجري الجبلي 2025، حيث أعلن الفريق المنظِّم عن جاهزيته الكاملة لاستضافة هذا الحدث الرياضي الدولي الذي يستقطب أكثر من 4500 عدّاء وعدّاءة من 68 دولة، وتبرز النسخة الحالية بزخمٍ نوعي في عدد المشاركين وتنوّع الجنسيات، ما جعل سباق همم محطة سنوية منتظرة لدى نخبة العدّائين حول العالم، إضافة إلى الطابع التنظيمي المحكم الذي مكّن الحدث من ترسيخ موقعه كإحدى أبرز الفعاليات الرياضية في المنطقة. ويأتي ذلك في سياق استعدادات متقدمة تمهيدًا لانطلاق السباق العالمي العام المقبل، الذي يمثّل تتويجًا للمسار التصاعدي الذي حققه فريق همم خلال السنوات الماضية. وقد جاءت انطلاقة هذا العام بعد أشهر من التحضير الميداني والعملياتي، شملت تجهيز المسارات، وتعزيز نقاط الإسناد والإسعاف، وتدريب الفرق المتطوعة، والتنسيق مع الجهات الحكومية لضمان أعلى معايير السلامة والانسيابية طوال أيام الحدث.
وينطلق الحدث يوم الخميس ابتداءً بسباق (الحجر ألترا) لمسافة 120 كم، الذي يشكل المحور الأبرز في برنامج الحدث، إذ يبدأ من ولاية الحمراء ويصعد عبر المسارات التاريخية إلى مرتفعات الجبل الأخضر قبل أن يهبط باتجاه قرية السباق في بركة الموز بولاية نزوى. ويعد هذا المسار من أكثر المسارات تحديًا وثراءً من حيث التنوع البيئي والجيولوجي، حيث يواجه العدّاؤون تغيّرات متسارعة في الارتفاعات وتضاريس متعددة تتراوح بين الدروب الصخرية الصلبة والمسارات الجبلية الضيقة والمسارات الزراعية القديمة. ويشهد السباق مشاركة واسعة من عدّائي النخبة إلى جانب الهواة المتمرّسين، في لوحةٍ تجمع الخبرة بروح التحدّي المكتشفة لأول مرة.
وتتواصل الفعاليات يوم الجمعة مع سباق (من الوادي للأعالي) لمسافة 60 كم من قرية إمطي بولاية إزكي، الذي يستعرض واحدًا من أجمل الوديان ومسارات الارتفاع التدريجي التي تمنح العدّاء تجربة تجمع بين الجهد والتحمل والإطلالات الطبيعية المتنوعة. كما يشهد اليوم ذاته انطلاق سباق (العاصمة التاريخية) لمسافة 35 كم من أمام قلعة نزوى بولاية نزوى، وهو إضافة جديدة لسباق همم هذا العام، ويعكس ارتباط الرياضة بالهوية العُمانية ومساراتها الأثرية الممتدة من نـزوى وما حولها، كما سيشهد يوم الجمعة انطلاق سباق (مغامرة آسرة) لمسافة 20 كم من أمام حصن بيت الرديدة ببركة الموز، حيث يختبر المشاركون مسارات متوسطة الصعوبة تحت ضوء النهار، ما يمنحهم مشاهد بانورامية للواحات والقلاع والمسارات بين المزارع والحارات التاريخية.
وتبرز هذه النسخة بإقبالٍ واسع من المشاركين، مستندة إلى الأرقام القياسية التي حققتها الدورة الماضية، إضافة إلى ما يزيد على ألفي مشارك في السباقات المجتمعية القصيرة. وتشير هذه الأرقام إلى تمدد القاعدة الجماهيرية للسباق عامًا بعد عام، وازدياد اهتمام العدّائين الدوليين بتجربة الجري في عُمان، حيث تشكل الطبيعة العُمانية العميقة بمزيج جبالها وأوديتها وقراها التقليدية عنصر جذب فريدا يصعب تكراره في السباقات الأخرى. ويعكس هذا التنوع الكبير في الجنسيات مكانة السباق على خريطة الجري الجبلي عالميا، كما يبرز الدور المتنامي لعُمان بوصفها وجهة رائدة للرياضات الجبلية.
وفي سياق الاستعدادات التنظيمية، يؤكد فريق همم أن الجاهزية هذا العام بلغت مستويات متقدمة بفضل التراكم المعرفي والخبرة الميدانية، إضافة إلى إدخال تحسينات على مراكز الانطلاق والوصول وتوزيع نقاط الإسناد في مواقع مدروسة على طول المسارات. ويوضح أعضاء الفريق أن جميع المسارات خضعت لعمليات تفقد شاملة خلال الأسابيع الماضية من الطواقم الطبية واللجان العملياتية واللوجستية؛ لضمان وضوح العلامات، وثبات نقاط سلامة المتسابقين، وتكامل الخدمات اللوجستية. كما تم تعزيز بروتوكولات الإسعاف والإنقاذ بالتعاون مع الجهات المختصة، وإجراء محاكاة تشغيلية لرفع مستوى التنبّه والاستعداد.
وسيحظى السباق هذا العام بحضور لافت للمحترفين العالميين الذين يمثلون دولًا متعددة ويضعون سباق همم ضمن أجندتهم السنوية، لما يتميز به من مسارات فريدة وبيئة طبيعية غير مألوفة في السباقات الأوروبية والآسيوية. كما يشارك في السباق عدد من العدّائين العُمانيين الذين أثبتوا حضورهم في النسخ الماضية وحقق بعضهم مراكز متقدمة في فئات مختلفة، وهو ما يعزز حضور العدّاء العُماني في مشهد الجري الجبلي العالمي ويتيح له هامش منافسة طبقًا للمعايير الدولية. وتمثّل مشاركة النخبة عنصر جذب للجمهور، كما تمنح العدّائين الهواة فرصة للركض إلى جانب أسماء عالمية، بما يجعل التجربة أكثر إشراقًا.
ويرتكز نجاح السباق على شبكة واسعة من الشركاء والداعمين الذين يشكّل تعاونهم ركيزة أساسية في المنظومة التنظيمية للحدث وتأتي محافظة الداخلية في مقدّمة الشركاء الرئيسيين لإنجاح الفعالية، إلى جانب وزارة التراث والسياحة التي تسهم في إبراز القيمة السياحية للمنطقة والترويج لها عالميا من خلال مبادرة (اكتشف عُمان)، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب التي تواصل دعم المبادرات الرياضية ذات الأثر المستدام في المجتمع وتمكين الشباب.
كما تؤدي الجهات العسكرية والأمنية دورا محوريا في إنجاح الحدث، حيث يقدم الجيش السلطاني العُماني وسلاح الجو السلطاني العُماني وشرطة عُمان السلطانية أشكالًا متعددة من الإسناد الأمني واللوجستي، فيما تتولى وزارة الصحة تنفيذ جميع المتطلبات الطبية عبر فريق مركزي يضم أطباء ومسعفين وأطباء طوارئ لضمان أعلى مستويات الاستجابة والسلامة.
ويُضاف إلى قائمة الشركاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي تسهم عبر هذا الحدث العالمي في إيصال رسالة عُمان الداعية إلى السلام والتسامح والتعايش والتفاهم بين الشعوب، بينما تضطلع الجمعية السلطانية لهواة اللاسلكي بدور حيوي في تأمين الاتصال بين نقاط السباق الممتدة عبر تضاريس متنوعة.
ويشارك كلٌ من كشافة ومرشدات عُمان وجامعة نزوى بدورٍ داعم في عمليات التنظيم والإسناد الميداني وتفعيل مشاركة الشباب في إدارة الفعالية، وتؤدي الشركات الوطنية الرائدة دورا مهما في دعم هذا الحدث الرياضي، وفي مقدمتها أوكسي عُمان وشركة تنمية نفط عُمان والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال وصحار ألمنيوم، وذلك ضمن برامج مسؤوليتها الاجتماعية الهادفة إلى تعزيز الأنشطة الرياضية في سلطنة عُمان.
