No Image
الرياضية

25 دولة تشارك في بطولة آسيا وأوقيانوسيا لقوارب الأوبتمست

26 أكتوبر 2025
26 أكتوبر 2025

المصنعة - عامر الأنصاري

على أنغام الفنون الشعبية العُمانية انطلقت اليوم بطولة آسيا وأوقيانوسيا لقوارب الأوبتمست 2025 بحضور الدكتور خميس الجابري الرئيس التنفيذي لمؤسسة عُمان للإبحار، وممثلي الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست، التي تستضيفها سلطنة عُمان بولاية المصنعة حتى 31 أكتوبر الحالي بتنظيم من مؤسسة عُمان للإبحار بالتعاون مع الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست، بمشاركة 25 دولة بإجمالي 162 متسابقًا ومتسابقة من الفئة العمرية من 8 إلى 15 سنة. وانطلقت البطولة بالسلام السلطاني، ليُعرض بعد ذلك فيلم مرئي عن أنشطة مؤسسة عمان للإبحار تضمن لقطات من البطولات السابقة والإعداد لهذه البطولة.

وتضمن حفل افتتاح بطولة آسيا وأوقيانوسيا لقوارب الأوبتمست 2025 كلمة الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست، ألقاها نائب رئيس الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست عن إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا «أجاي نارنج»، حيث رحب بالحضور من اللاعبين والمسؤولين والمدربين وقادة الفرق، معبراً عن فخره وسعادته بمشاركة نخبة من البحارة الشباب من مختلف دول العالم، الذين يحملون أعلام دولهم وروح الصداقة والشجاعة والمغامرة التي تمثل جوهر رياضة الإبحار.

وأشاد «نارنج» خلال الكلمة بالجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها مؤسسة عمان للإبحار في تنظيم البطولة، مشيداً بالمستوى الاحترافي وحسن الضيافة ما ينبئ ببطولة ناجحة مقدمًا، واصفاً سلطنة عمان بأنها أصبحت منارة للتميز في مجال الإبحار، حيث يلتقي فيها التقليد مع الطموح، ويستلهم البحر أجيالاً جديدة من البحارة.

كما قدم شكره لوزارة الثقافة والرياضة والشباب وللرعاة والشركاء على دعمهم المستمر لإنجاح البطولة، ولموظفي الاتحاد الدولي والمحكمين والمشرفين على السباقات على تفانيهم وضمانهم لإقامة منافسات آمنة وعادلة وفق أعلى معايير البطولة والمنافسة.

وأكد «نارنج» أن البطولة ليست مجرد منافسة على الميداليات، بل تجربة تعليمية تعزز روح المجتمع البحري العالمي وتتيح للبحارة الشباب التعلم من كل سباق وكل موجة، وتكوين صداقات مع زملائهم من الدول الأخرى، مؤكداً أن هؤلاء الشباب هم مستقبل رياضة الإبحار، وأن حماستهم وإصرارهم يمنح الاتحاد الدولي ثقة كبيرة في المستقبل. واختتم كلمته بتمنياته أن تكون الرياح مواتية للجميع، إذ أن رياضة الإبحار الشراعي قائمة على عامل سرعة الرياح المناسبة، وأن تكون السباقات مليئة بالإثارة والذكريات التي لا تُنسى.

قسم المتسابقين

التزامًا بالمعايير الدولية لرياضة الإبحار الشراعي، وإقرارًا بتطبيق القوانين المنظمة والمعايير الأخلاقية، قرأت المتسابقة العُمانية «ليان بنت راشد الرزيقية» نص قسم البحارة المشاركين، نيابة عنهم، وجاء في القسم: «أعدُ بأنني سأبحر في بطولة الأوبتمست الآسيوية والأوقيانية 2025 مُحترِمًا ومُمتثِلًا لجميع القواعد واللوائح السارية، وسأبذل كل ما بوسعي لتحقيق النصر، واضعًا دائمًا في الاعتبار تعزيز رياضة الإبحار والصداقة بين البحّارة من جميع الدول المشاركة».

ويعكس أداء القسم روح الالتزام الرياضي والمسؤولية التي يحملها المتسابقون خلال مشاركتهم، بما يسهم في ترسيخ قيم التنافس الشريف وتبادل الخبرات بين البحارة الشباب من مختلف الدول.

قسم التحكيم

وبشكل مماثل، وتأكيدا على النزاهة في التحكيم، تقدم المحكّم «سكو يانج» ممثلة لجنة التحكيم بقراءة قسم اللجنة، وجاء نصها: «باسم جميع المسؤولين، أعدُ بأننا كلجنة تحكيم سنقوم بالتحكيم في بطولة الأوبتمست الآسيوية والأوقيانية 2025 بكل حياد تام، مُحترِمين ومُلتزمين بالقواعد التي تحكمها، وبروح رياضية حقيقية».

ويحمل القسم رمزية تعزّز ثقة المشاركين في عدالة المنافسات وسلامة القرارات الفنية، بما يضمن سير البطولة في أجواء مهنية وشفافة تعكس المكانة الرفيعة لرياضة الإبحار.

وبعد ذلك رفع نائب رئيس الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست «أجاي نارنج» علم البطولة إعلانا بانطلاقتها فعليا.

25 دولة

وتشارك سلطنة عُمان في البطولة بعشرة لاعبين من أبنائها، أما الدول الخليجية، فتشارك دولة الكويت بثلاثة بحّارة، ودولة قطر بأربعة، والمملكة العربية السعودية بأربعة بحارة، ودولة الإمارات العربية المتحدة بسبعة بحارة، وكان من المفترض أن تشارك جمهورية العراق ببحارين.

أما الدول الأجنبية، فتشارك جمهورية الأرجنتين بعشرة بحارة، والكومنولث الأسترالي (أستراليا) بعشرة بحارة، وجمهورية أذربيجان بخمسة، والمملكة البلجيكية ببحار واحد، وجمهورية البرازيل الاتحادية بعشرة بحارة، وجمهورية الصين الشعبية بـ 24 بحارا موزعين على عدد من مقاطعات الصين، وجمهورية التشيك بخمسة بحارة، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية ببحار واحد، وجمهورية الهند بعشرة بحارة، واليابان بعشرة، وجمهورية كوريا بعشرة كذلك، وماليزيا بستة بحارة، وميانمار بستة، ونيوزيلندا بأربعة، وجمهورية سنغافورة بـ11 بحارًا، وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية بـ9، والمملكة التايلاندية بستة، والولايات المتحدة الأمريكية بـسبعة بحارة.

ويبلغ إجمالي المشاركين في البطولة 162 متسابقًا، منهم 106 ذكور و56 إناثا، إضافة إلى الكوادر الفنية والإدارية والمدربين المرافقين للوفود. وتتراوح أعمار البحارة المتسابقين ما بين 8 إلى 15 عاما، حيث تخصص قوارب الأوبتمست لهذه الفئة العمرية.

ليلة عربية

وبعد حفل الافتتاح، أقامت «عُمان للإبحار» ليلة عربية على الحديقة الخارجية لفندق بارسيلو المصنعة، تضمنت عددا من الأركان التراثية، وذلك ترحيبا بالوفود المشاركة. وقد تميزت الليلة بالطابع العُماني الأصيل، حيث اطلع المشاركون والمرافقون لهم على العادات والثقافة العُمانية من خلال أركان متنوعة، شملت ركن نقش الحناء، والمأكولات العُمانية التقليدية، وتوزيع المصار العُمانية على الوفود، إلى جانب مرور الجمال بالقرب من المشاركين، ما أضفى جوا أصيلا من التراث. كما تخللت الأمسية عروضا موسيقية شعبية، أظهرت تنوع الفنون العُمانية وجمالها، وقدمت للضيوف فرصة للتفاعل المباشر مع الثقافة المحلية، وتعزيز روح التواصل والتعارف بين المشاركين.

جولات السباق

وستنطلق جولات السباق ابتداء من الغد، بعد أن بدأت بعض الوفود بإجراء التدريبات اليومية قبل انطلاق البطولة، وفي اليوم الأول ستكون السباقات مخصصة للأفراد، وكذلك يوم الثلاثاء ستخصص البطولة كل المسابقات للنظام الفردي، أما بعد يوم الأربعاء 29 أكتوبر فستقام مبادرة لتنظيف الشواطئ، ثم تنطلق سباقات الفرق المشاركة، والخميس المقبل تعود طبيعة المسابقات إلى النظام الفردي، على أن يكون الختام يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر في تمام الساعة السادسة مساء، حيث تعلن النتائج ويتم تتويج الفائزين في البطولة.

علي أمبوسعيدي: المخالفات الجسيمة قد تصل عقوبتها للإيقاف الدولي -

أكد علي أمبوسعيدي، عضو لجنة التحكيم في بطولة آسيا وأوقيانوسيا للأوبتمست التي افتتحت أعمالها اليوم الأحد، أن المنافسات تُقام وفق القواعد الدولية للإبحار الشراعي المعتمدة من الاتحاد الدولي، إلى جانب لوائح الفئة المعروفة بالأوبتمست، موضحًا أن هذه القوانين هي ذاتها المطبقة عالميًا، غير أن التصنيف القاري للبطولة يمنح نتائجها اعتمادًا رسميًا ضمن السجل الدولي للمتسابقين.

وقال: هذه البطولة تُعد محطة قارية مهمة، وتخضع لإشراف اتحادي الإبحار الآسيوي والدولي، بما يجعل نتائجها مؤثّرة في التصنيف الدولي للبحّارة الناشئين.

وحول طبيعة المسارات البحرية، أوضح أمبوسعيدي، أن طول المسار لا يُقاس بمسافة ثابتة، بل بالزمن المستهدف لكل سباق، الذي يتراوح عادةً بين 40 و50 دقيقة، مضيفًا: سرعة الرياح وحالة البحر هي التي تحدّد شكل المسار وطوله، لضمان عدالة زمنية بين جميع الجولات.

وأشار إلى أن عدد السباقات المخطط لها يبلغ عشرة سباقات موزعة على أيام البطولة الست، بحيث تُعد المنافسات صحيحة عند استكمال أربعة سباقات على الأقل. كما تحدث أمبوسعيدي عن آلية تقسيم المجموعات بحسب الأداء، موضحًا: بعد أول أربعة سباقات يُعاد تقسيم المشاركين إلى مجموعات ذهبية وفضية وبرونزية وفق ترتيبهم العام، ليستمر التنافس داخل كل مجموعة حتى نهاية البطولة.

وعن أبرز المخالفات التحكيمية التي قد يتعرض لها المتسابقون في حال تجاوزهم القواعد، أشار علي أمبوسعيدي إلى القاعدة المتعلقة بوسائل الدفع غير القانونية للقارب، مؤكدًا: مخالفة القاعدة الخاصة بطريقة اكتساب السرعة تُعد الأكثر شيوعًا، ونراقبها بدقة لضمان المنافسة النزيهة بين البحّارة.

وفيما يتعلق بالاستبعاد من السباق أو البطولة، شدد على أن السلوك غير الرياضي هو الأخطر، مشيرًا إلى أن القانون الدولي واضح، فأي تصرف يمس نزاهة السباق أو سلامة المتنافسين قد يؤدي إلى استبعاد فوري من البطولة، بل وقد تصل العقوبة إلى تعليق المشاركة دوليًا لعدة أشهر.

ومن التصرفات التي تُعد مخالفة: الغش، وتقديم معلومات غير صحيحة، أو التصرف بعدوانية تهدد سلامة المتسابقين، أو تعمد الإضرار بقوارب المنافسين الآخرين، وكذلك تكرار بعض التصرفات رغم التحذيرات السابقة».

وفي ختام حديثه، كشف عضو لجنة التحكيم عن تشكيل اللجنة في هذه النسخة من البطولة، مبينًا أنها تضم حكامًا دوليين ومحليين معتمدين، ويرأسها «شير جوري» المعيَّن رسميًا من قبل الاتحاد الدولي للإبحار، وهو المسؤول كذلك عن الإشراف العام على سير الإجراءات التحكيمية وضمان تطبيق القوانين، مضيفًا: نحن مسؤولون عن مراجعة الاحتجاجات وتطبيق القوانين بدقة، بما يضمن سير البطولة وفق أعلى معايير العدالة والاحترافية.

انتصار المحروقية: استعدادات امتدت لأشهر .. ونحرص على إبراز الهوية العمانية -

تمتاز البطولات التي تنظمها مؤسسة عمان للإبحار بدقة عالية في جميع مراحلها، خصوصًا تلك التي تتضمن مشاركات دولية واسعة، بدايةً من التخطيط المبكر لاستضافة الحدث وانتهاءً بحفل الختام، وفي هذا الإطار، تستضيف سلطنة عُمان حاليًا بطولة آسيا وأوقيانوسيا لقوارب الأوبتمست 2025، حيث تحرص المؤسسة على إبراز الموروث الثقافي والفنون الشعبية، إلى جانب تضمين المبادرات التوعوية والبيئية ضمن برامجها، ولا سيما عندما تكون البطولات تحت إشراف اتحادات دولية مثل الاتحاد الدولي للإبحار والاتحاد الآسيوي، وحاليًا الاتحاد الدولي لقوارب الأوبتمست.

وفي حديث لـ «عمان»، أوضحت انتصار بنت حمد المحروقية، المسؤولة عن العمليات التنفيذية لفعاليات بطولة آسيا وأوقيانوسيا لقوارب الأوبتمست، أن التحضيرات لهذه البطولة بدأت قبل انطلاقها بفترة طويلة، مشيرة إلى أن «التنسيق قد بدأ قبل انطلاقة البطولة بعدة أشهر، من خلال اجتماعات دورية مع اللجان التنظيمية والفنية، وتم وضع خطة واضحة للتواصل مع الفرق المشاركة عبر البريد الإلكتروني ومجموعات التواصل في الواتس أب لتسهيل تبادل المعلومات الخاصة بالتسجيل والإقامة والنقل، وكان الهدف ضمان أن يعرف كل وفد جدول التحركات والتفاصيل قبل وصوله إلى سلطنة عمان لتكون لديه رؤية واضحة عن كل التفاصيل».

وحول آلية تنظيم حركة النقل، أكدت المحروقية أن النقل عنصر محوري في إنجاح فعالية بهذا الحجم، مضيفة: «منذ لحظة وصول الوفود إلى المطار، خصصنا طاقم استقبال لتوجيه المشاركين إلى الحافلات المخصّصة لكل دولة، مع إعداد جداول يومية دقيقة للحركة بين المطار ومنتجع بارسيلو- مقر إقامة الوفود- ومواقع المنافسات، وكل شيء كان منسقا بعناية بالتعاون مع شركة النقل والمشرفين».

أما عن حفل الافتتاح، فأكدت المحروقية أنه جاء ليبرز روح البحر العماني وجذور سلطنة عمان البحرية، قائلة: «لقد ركزنا على إبراز الهوية العمانية وروح البحر في الحفل، من خلال عناصر مستوحاة من ثقافة البحّار في عُمان». كما قالت: «اختيار فرق الفنون الشعبية يتم بعناية لأننا نحرص دائمًا في عمان للإبحار على أن تكون فعالياتنا واجهة للثقافة العمانية أمام العالم»، حيث إن الوفود الأجنبية تظهر تفاعلًا لافتًا مع هذه الفنون، وقد لاحظنا إعجاب المشاركين من الخارج بهذا الموروث، وكثير منهم يلتقط الصور للفرق الشعبية التي تضفي طابعًا فريدًا يعكس جمال الثقافة العمانية». وفي ختام حديثها، أشادت المحروقية بروح العمل داخل الفريق التنظيمي لعمان للإبحار، مؤكدة أن التعاون عنصر أساسي للنجاح، وقالت: «روح الفريق هي سرنا الحقيقي، فكل شخص يعرف دوره ويتعاون بروح مسؤولية، وهناك دعم متبادل بين الأقسام بما يجعل العمل متكاملًا». وأضافت: «ومع اقتراب البطولة الدولية لذوي الإعاقة للإبحار بنهاية نوفمبر، نواصل العمل بالطاقة نفسها التي ترونها هنا في بطولة الأوبتمست، وما قبلها من بطولات، إننا نحن نؤمن أن كل حدث يمثل فرصة جديدة لنعكس صورة عُمان بأبهى حلة».