1029011
1029011
الرئيسية

ريال مدريد يحرز لقب دوري أبطال أوروبا على حساب يوفنتوس

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

كارديف (المملكة المتحدة) (أ ف ب): قاد البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه ريال مدريد الاسباني حامل اللقب إلى إحكام هيمنته على دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فعزز رقمه القياسي بلقب ثاني عشر بعد فوزه الكبير على يوفنتوس الإيطالي 4-1، امس في المباراة النهائية على ملعب «ميلينيوم» في كارديف.

وافتتح رونالدو، أفضل لاعب في العالم أربع مرات، التسجيل في الدقيقة 20، قبل أن يعادل الكرواتي ماريو مانزوكيتش بتسديدة خلفية رائعة (27). وعزز البرازيلي كاسيميرو النتيجة لريال في الشوط الثاني بتسديدة بعيدة (61)، قبل أن يقضي رونالدو على آمال «السيدة العجوز» بهدف ثالث (64)، ويختتم البديل ماركو أسنسيو التسجيل في الدقيقة 90.

وكما تألق في بداية البطولة بنسختها القديمة عندما أحرز اللقب 5 مرات على التوالي بين 1956 و1960، ضرب الفريق الملكي بقوة في العقد الحالي، فتوج مرة ثالثة في آخر أربع سنوات بعد 2014 و2016، وثانية عشرة («لا دووديسيما»)، ليبتعد بفارق خمسة ألقاب عن ميلان الايطالي.

وأصبح ريال أول فريق يحتفظ بلقبه في نظام المسابقة الحديث (موسم 1992-1993)، والأول منذ ميلان الإيطالي (1989 و1990)، رافعا رصيد الأندية الاسبانية إلى 17 لقبا مقابل 12 لإيطاليا وانجلترا.

كما بات مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان (44 عاما)، أول مدرب يحتفظ بلقب دوري الأبطال منذ الايطالي أريغو ساكي مع ميلان، وأول مدرب يقود ريال الى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا منذ 1958.

من جهة يوفنتوس، لا يزال نحس النهائي ملازما له، فخسر للمرة السابعة بعد أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015، ليكتفي بلقبي 1985 و1996. كما تلقى في النهائي أهدافا أكثر مما تلقاه في المسابقة (3 أهداف قبل انطلاق النهائي).

وجمع النهائي أفضل فريقين في بلديهما هذا الموسم، اذ توج يوفنتوس بلقبه الثالث والثلاثين في «سيري أ»، فيما احرز ريال لقب الليغا لأول مرة منذ 2012 رافعا رصيده ايضا إلى 33 لقبا. كما جمع بين ريال صاحب أقوى هجوم (32 هدفا أضاف اليها أربعة أهداف)، ويوفنتوس صاحب أقوى دفاع الذي تلقى 3 أهداف في 12 مباراة قبل النهائي.

وكانت المباراة إعادة لنهائي 1998 عندما فاز ريال بهدف المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش، على يوفنتوس الذي كان يضم آنذاك زيدان.

الكرة الذهبية تنادي رونالدو

وأصاب رونالدو (32 عاما) عصفورين بحجر واحد، الاول حسم اللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2008 مع مانشستر يونايتد الانجليزي و2014 و2016 و2017 مع ريال، والثاني إبعاد حارس يوفنتوس الايطالي جانلويجي بوفون (39 عاما) عن حلم إحراز الكرة الذهبية بعد موسمه الرائع مع السيدة العجوز.

وفشل بوفون في بإحراز اللقب الكبير الغائب عن خزائنه، اذ سبق له إحراز كأس العالم مع ايطاليا 2006، ليفشل منطقيا في احتكار ممتد منذ 2008 للكرة الذهبية من قبل نجمي ريال رونالدو وبرشلونة الأرجنتيني ميسي.

وأصبح بوفون (39 عاما و126 يوما) ثالث أكبر لاعب يشارك في النهائي بعد مواطنه دينو زوف والهولندي ادوين فان در سار.

ولم تشهد تشكيلة الفريقين مفاجآت، فدفع زيدان بلاعب الوسط ايسكو أساسيا بدلا من الويلزي غاريث بايل العائد من الإصابة، واستبعد عن التشكيلة نهائيا الكولومبي خاميس رودريغيز المرشح لترك النادي.

من جهته، دفع ماسيميليانو اليغري بتشكيلته الاعتيادية (معدل 30 عاما و336 يوما) مدعمة بثنائي الهجوم الارجنتيني غونزالو هيغواين وباولو ديبالا، والجناحين البرازيليين داني ألفيش وأليكس ساندرو.

بداية حماسية

واستهل يوفنتوس المباراة بإيقاع سريع أمام 66 ألف متفرج، فسدد هيغواين على مرمى فريقه السابق (4)، ثم أطلق لاعب الوسط البوسني ميراليم بيانيتش نصف طائرة رائعة صدها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (6).

وبدأ ريال باستحواذ الكرة تدريجا، ومن أول فرصة لريال تبادل رونالدو الكرة مع الظهير داني كارباخال اثر مرتدة سريعة، فسددها من مشارف المنطقة ارضية لمست القدم اليمنى لبونوتشي وسكنت الزاوية اليمنى لمرمى بوفون (20).

وأصبح رونالدو أول لاعب في نظام المسابقة الحديث يسجل في ثلاث مباريات نهائية، لكنه لا يزال بعيدا عن أسطورة ريال الراحل الفريدو دي ستيفانو الذي سجل في 5 مباريات نهائية في الخمسينيات.

وثار يوفنتوس بعد الهدف ولم يتأخر في المعادلة، بكرة هيأها هيغواين لمانزوكيتش فهيأها بصدره لنفسه وأطلقها خلفية رائعة من 15 مترا ساقطة فوق نافاس (27).

وهي المرة الثانية يسجل مانزوكيتش في النهائي بعدما سجل لناديه السابق بايرن ميونيخ في نهائي 2013. كما أصبح ثالث لاعب يسجل مع فريقين مختلفين بعد الصربي فيليبور فازوفيتش (بارتيزان بلغراد في 1966 واياكس امستردام في 1969) ورونالدو (مانشستر يونايتد في 2008 وريال مدريد).

وبعد الهدف، بدا يوفنتوس أفضل وتعمد لاعبوه التسديد البعيد وخاطروا بالضغط العالي والروح الهجومية، فانتهى الشوط الاول بالتعادل 1-1.

رونالدو يحسم

وبدا ريال أفضل مطلع الشوط الثاني، فسدد مورديتش بعيدة سهلة لبوفون (54) وايسكو قوية من خارج المنطقة (59)، ثم أطلق كاسيميرو تسديدة قوية بعيدة من نحو 30 مترا ارتدت من لاعب الوسط الالماني سامي خضيرة وسكنت الزاوية اليمنى البعيدة لبوفون الذي حاول جاهدا إبعادها (61).

وقضى رونالدو على آمال يوفنتوس بعد مجهود فردي من مودريتش وعرضية تابعها هدفا ثالثا (64). ورفع رونالدو الذي خاض النهائي الخامس له رصيده إلى 12 هدفا في المسابقة هذا الموسم متخطيا غريمه الارجنتيني ميسي، و42 هدفا في 46 مباراة.

وكان الهدف السابع لرونالدو في مرمى بوفون بدوري الأبطال، والـ 600 في مسيرته الاحترافية على مستوى الأندية ومنتخب البرتغال.

وبدا تعويض يوفنتوس صعبا، ودفع بلاعب وسطه الكولومبي خوان كوادرادو بدلا من المدافع اندريا بارتسالي (66)، إلا انه نال بطاقتين صفراوين (72 و84) وطرده الحكم الالماني فليكس بريش.

ودفع اليغري بكلاوديو ماركيزيو والغابوني ماريو ليمينيا بدلا من بيانيتش وديبالا، وزيدان ببايل وماركو أسنسيو والفارو موراتا بدلا من الفرنسي كريم بنزيمة وايسكو وكروس.

ومن أول لمسة له سجل أسنسيو الهدف الرابع لريال بتسديدة يسارية ارضية من مسافة قريبة بعد تمريرة من مارسيلو مكررا نتيجته ضد أتلتيكو مدريد في 2014 (90).

والتقى الفريقان 19 مرة في البطولة، ففاز ريال 9 مرات ويوفنتوس 8. وسجل الفريق الإيطالي 22 هدفا مقابل 21 لريال. وخاض ريال النهائي الخامس عشر في المسابقة والـ29 في البطولات الأوروبية.

زيدان المدرب يدخل تاريخ دوري أبطال أوروبا -

باريس (أ ف ب): دون زين الدين زيدان اسمه كلاعب مع ريال مدريد في تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بهدف من الأجمل في نهائي 2002. ومساء امس، دون الفرنسي اسمه كمدرب مع النادي الملكي، بعدما أصبح أول مدرب منذ 27 عاما يحتفظ بلقب المسابقة القارية الأبرز.

ولم يحقق أي مدرب هذا الإنجاز منذ أريغو ساكي مع ميلان الايطالي عامي 1989 و1990. وإضافة الى تحقيق هذا الإنجاز بعد كل هذا الوقت، بات زيدان أول مدرب يحققه في الصيغة الحديثة للمسابقة التي دخلت حيز التطبيق عام 1993.

وحقق ساكي إنجازه وهو في الرابعة والأربعين من العمر، وها هو زيدان يكرر التجربة في السن نفسها. الفارق أن ساكي كان غير معروف على مستوى واسع كلاعب، بينما دون زيدان اسمه في سجل عظماء اللعبة.

عشية المباراة النهائية مع يوفنتوس الايطالي في العاصمة الويلزية كارديف، والتي فاز بها ريال 4-1، قارن زيدان في تصريحات صحافية بين حياته وفيلم سينمائي، قائلا «لو قلتم لي وأنا يافع انني سأختبر كل هذا، لم أكن لأصدقكم».

صعود زيدان الصاروخي كمدرب هو مسار لافت في ذاته: تولى مسؤولية الجهاز الفني لريال في يناير 2016، في أول تجربة له مع فريق أول، بعدما «تتلمذ» على يد مدرب ريال السابق الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وخاض تجربة مع الفريق الرديف.

بعد أقل من خمسة أشهر، بات أول فرنسي يحرز لقب دوري الأبطال كلاعب ومن ثم كمدرب. أكمل موسمه الأول بالكأس السوبر الأوروبية، وفي نهاية العام 2016 مع كأس العالم للأندية.

بعد عام، أضاف زيدان إلى رصيده لقب الدوري الاسباني (الاول لريال منذ 2012) والاحتفاظ بلقب دوري الأبطال، محققا للنادي الملكي ثنائية أحزرها للمرة الأخيرة عام 1958.

هل كان أحد يتوقع هذه المسيرة للفرنسي المتحدر من أصول جزائرية، والذي كان أقاربه ينادونه باسم «يزيد» في طفولته؟ الأرجح كلا، فالطفل الذي نشأ في منطقة كاستلان بمدينة مرسيليا الفرنسية التي أقام فيها أهله بعد هجرتهم من الجزائر عام 1960، خالف كل التوقعات وحرق المراحل في مسيرته الكروية، أكان على المستطيل الأخضر أو عند خط التماس وفي مقاعد الجهاز الفني.

الرأس للكأس

بدأ نجم زيدان يسطع مع يوفنتوس الايطالي في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي. إلا أن صانع الألعاب الموهوب فرض نجوميته على الساحة العالمية مساء 12 يوليو 1998 على ملعب «ستاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني الباريسية.

نهائي كأس العالم بين المضيفة فرنسا والبرازيل حاملة اللقب، جعل من «زيزو» معبود الجماهير الفرنسية، بعدما قاد منتخبه لفوز تاريخي 3-صفر، له منها هدفان من رأسية بعد ركلة ركنية.

عرف زيدان نشوة الفوز وخيبة الخسارة في المحطة نفسها: نهائي مونديال 2006 في ألمانيا أمام إيطاليا.

وكان الفرنسي يخوض مباراته الأخيرة، وسجل هدف الافتتاح لفرنسا من ركلة جزاء على طريقة «بانينكا» في مرمى حارس المرمى المخضرم جانلويجي بوفون. إلا انه بعد تلاسن، قام الفرنسي بـ «نطح» المدافع الايطالي ماركو ماتيراتسي، ما دفع الحكم إلى طرده، حيث خرج من الملعب مطأطأ الرأس، وهو يرمق الكأس الذهبية بطرف عينيه.

«مدرب كبير»

يحمل تحقيق زيدان إنجازه أمام يوفنتوس قيمة عاطفية للفرنسي. فبعد تجارب في كان وبوردو الفرنسيين، كان بروز النجم الفرنسي في مدينة تورينو الايطالية، حيث تحول إلى أحد النجوم القلائل من غير الايطاليين، المحبوبين من جماهير فريق «السيدة العجوز» (1996-2001)، وهي الفترة التي أحرز فيها اضافة الى كأس العالم 1998، كأس أوروبا 2000، وجائزة الكرة الذهبية 1998.

لم يتغير زيدان جسديا كثيرا منذ تلك الفترة، باستثناء ربما انه أصبح حليق الرأس بالكامل. لكن على المستوى الشخصي، بات تواصل زيدان مع الآخرين، أكانوا لاعبين أم صحافيين، أفضل من أي وقت.

في تقديمه الرسمي كمدرب لريال، حرص زيدان على تقديم صورة عائلية: وزع الابتسامات على الحاضرين، وجلست إلى جانبه زوجته فيرونيك وأبناؤه الأربعة، وبينهم انزو الذي أطلق عليه والده اسمه تيمنا بالأوروغواياني انزو فرانشيسكولي، ملهم «زيزو» الشاب كرويا.

وبات انزو حاليا أحد اللاعبين الناشئين في تشكيلة ريال، واستدعاه زيدان من ضمن 25 لاعبا للمشاركة في نهائي دوري الأبطال.

أراد زيدان من خلال صورته في المؤتمر الصحافي، ان يظهر أن النادي الملكي هو ناد عائلي، وانه سيكون مختلفا عن سلفه رافايل بينيتيز ويطوي صفحته.

شكك الكثيرون بقدرة زيدان على تحمل مسؤولية ناد من هذا الحجم وعلى هذا المستوى من النجوم والاحتراف... والمتطلبات. إلا أن زيدان خالف كمدرب، كما فعل سابقا كلاعب، كل التوقعات.

ويقول عنه زميله السابق في يوفنتوس، الاوروغواياني باولو مونتيرو «يستحق نجاحه، انه يظهر اليوم انه مدرب كبير، انها مباراته النهائية الثانية (في دوري الابطال) او الثالثة اذا احتسبنا تلك التي خاضها كمساعد لانشيلوتي. كل ما حققه... يبقى مثلما هو، لم يتغير».