من ذاكرة الشعر .. مولاي أبشر لن تزال مجيدا
حفظ الإله مقامك المحمودا
إقبال دهرك بالبشائر مؤذن
تزجي جدودا أشرقت وسعودا
نظرت إليك من السعادة عينها
فارفع يديك لتشكر المعبودا
وعد تحققه المشيئة قد أتى
ولسوف تعرف ذلك الموعودا
قرب الزمان وأشرقت أيامه
ليس الزمان بما أقول بعيدا
سترى العجائب مسرعات ترتمى
تحيي جهارا ميتا مفقودا
خذ الإشارة من لسان صادق
حتى تشاهد يومك المشهودا
ولقد أتيتك قبلها بإشارتي
وأظن أنك تذكر المعهودا
أبدى الزمان بما يكن ضميره
وترى زماناً بعد ذاك جديدا
أ خليفة الرحمان أيقن بالقضا
ليس القضا بحيله مردودا
يا من أضل بعيره بمضيعة
أبشر وجدت بعيرك المنشودا
فإذا انقضى خاء ودال بعدها
ألفان لام فارقب المعدودا
ستفور من قعر البحار جهنم
وتصير هاتيك البحار جليدا
ويعود مبيض السحائب أسودا
ترمي الأفاعي جندلا وحديدا
ستبيد خضراء الجراد فلا ترى
فوق البسيطة للجراد وجودا
*هو العلامة المحقق والشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي، ولد سنة 1273هـ في قرية محرم موطن آبائه، وهي من أعمال ولاية سمائل التي اشتهر أهلها بالشعر والأدب والفقه، غادر عمان إلى شرق أفريقيا - زنجبار - وكان سفره إليها سنة 1295 هـ في زمن السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار حيث كان والده سالم بن عديم البهلاني قاضيا للسلطان المذكور في زنجبار، بعد وفاة الإمام عزان بن قيس.
بقي الشاعر في زنجبار خمس سنوات ثم رجع إلى عمان سنة 1300هـ، ثم عاد إلى زنجبار مرة ثانية سنة 1305هـ، حيث بقي هناك حتى وافته المنية، في شهر صفر سنة 1339هـ / 1920م.