1573045_228
1573045_228
الثقافة

سيرة المدن والتنقل والتشظي ابتدأت ولن تنتهي.. والنثر والشعر إبداع مدمج في كتاباتي منذ البدايات

15 يناير 2021
15 يناير 2021

سيف الرحبي.. شاعر من الربع الخالي في حوار الأمكنة والوجوه -

استكمل الشاعر والكاتب سيف الرحبي حكاياته في «كتاب مفتوح» الأمسية التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع منصة الفنر العمانية، ويقدمها الشاعر وسام العاني بالتشارك مع الشاعر عبدالرزاق الربيعي وبتنظيم من مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات. وأوضح الرحبي أن المدن التي زارها وأقام فيها تحمل كثافة وجدانية وتجربة ومشاعر عبرت عنها الكتابة، فيها من المأساة والجمال والفرح، وأدب الرحلة لا يعني الكثير بالمعنى الموصوف للكلمة مقارنة مع مقدرته في أن يعكس الرحلة الداخلية للكائن البشري ويجسدها في النص الأدبي والشعري والثقافي. وفي مرحلة السفر الشام كانت تجربة مهمة، شهدت تشظ أكبر مقارنة برحلتي في القاهرة، فهي بداية النضوج وكانت إقامتي حاسمة على الصعيد الأدبي والثقافي وفي الصعيد العاطفي والصداقات، ومنها انبثقت إقامات كثيرة ومغامرات كثيرة، فتوجهت للجزائر ومكثت فيها عاما كاملا، كما أن الجالية الجزائرية في سوريا كان لها دور كبير في التعريف ببلدهم وتاريخهم وأدبهم. التقاطعات الزمانية والمكانية تندمج في سياق معين يشكل كتاب بدون تقسيمات. وعن الصراع بين التقليديين في الشعر في القاهرة يشير الرحبي إلى أن بيروت كانت مختبرا أكبر لحرية الإبداع والثقافة والتعددية، والقاهرة بها مدارس وتيارات مغلقة وصعبة، وهناك مقاومة للحداثة إلا بمواصفات ومعايير معينة، لذلك خاض تيار التجديد والتجريب واختراق المألوف معارك أكثر من الدول العربية الأخرى، وهناك تقاليد راسخة لا تسمح بمرور الأشياء مرورا سهلا، وقد أوجد التيار السبعيني من المغامرين الجدد مجلات متنوعة ساهمت في اختراق المألوف والوقوف أمام التصورات والتقاليد كما واجهوا هجوما وتصديا كبيرا من المحافظين. وتابع الرحبي: الحنين للطفولة هو جذر الأدب وعودة حميمية للطفولات الغابرة والآفلة إلا في سياق الكتابة والممارسة الإبداعية، وخاصة مع تصاعد هذه الفظاعات البشرية من حروب وجشع وظلم وانحطاط أخلاقي، حتى في سياق التقدم الحضاري العظيم والإنجازات الجبارة، وفي سياق التقدم العظيم للعقل البشري والبشرية يبقى هناك انسداد أفق روحي لإنقاذ الكائن من هذا الضياع والتيه والانحدار المقلق الذي يعيشه يوميا. وعن التربية الدينية وأثرها يوضح الرحبي أن التربية الدينية كانت في البدايات وقد ترسخت في الشخصية كما تظهر في بعض النصوص، لأن البيئة العمانية بصفة خاصة تركز على هذا الجانب الذي يعتبر مكونا أساسيا للوعي اللاحق. وعن تحوله من الاهتمام بالسياسة إلى الأدب يبين أن الأمر ليس تغيرا وإنما تبدلا في الرؤية، نتجت عن تبدل في مواقع الأحداث، وعندما تكون في قلب العاصفة السياسية سيحصل تبدل في الرؤية وستكون أكثر تأملية نحو الأدب والثقافة من التعاطي السياسي المباشر، بالرغم من أن المشهد السياسي كان في أوجه من حيث الأيديولوجيا وتقاطعها والنضال والمعارضات والأحزاب، ولكن حس الخواء والعدم يقود إلى الأسئلة الفلسفية والوجودية أكثر من السياسة، وكاهتمام إنساني بالحضارة والتقدم والتخلف والفساد والاستبداد جميعه كان مطروحا ولكن بصيغ مختلفة. وانتقل الحوار بعدها إلى حياة سيف الرحبي الشخصية، وطبيعته كإنسان بعيدا عن الكتابة، بالإضافة إلى نقطة التحول بعد زواجه وارتباطه بعائلته وأطفاله، معرجا على علاقاته بأصدقائه من الدول المختلفة. وأكد الرحبي أن النثر والشعر كلاهما سياق واحد، إبداع فني وجمالي ووجودي، ومن أول كتاب أصدرته في دمشق تناول تجربة شعرية سردية، فالالتباس القصصي والإبداعي موجود معي منذ البداية، ومع التمرس والكتابات لم يعد يشكل هاجسا مقلقا.