1626122_201
1626122_201
الثقافة

دول تتسابق في الاستثمار في مجال الفضاء لتحقيق فوائد علمية واقتصادية

23 أبريل 2021
23 أبريل 2021

العمانية: أصبحت عدد من الدول تتسابق في الاستثمار في مجال الفلك والفضاء؛ لما له من مميّزات وفوائد علمية واقتصادية ومنها الاستثمار في التلسكوب اللاسلكي. وأشارت بعض الدراسات إلى أنّ عوائد الاستثمار في مجال الفلك والفضاء تصل إلى حوالي 30 بالمائة من قيمة رأس المال ومن مميّزاته أنّه يشمل معظم جوانب الحياة مثل الطب والهندسة والصناعة والاتصالات بالإضافة إلى تحفيز القطاعات العلمية وتطبيقاتها الحياتية مثل الطقس والمناخ وحسن التعامل مع الكوارث الطبيعية ويعزز قطاع الأمن والدفاع والاتصالات وتقنية المعلومات. وفي هذا الجانب أوضح إبراهيم بن محمد المحروقي عضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية العُمانية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ التلسكوب الراديوي أو اللاسلكي أو المقراب الراديوي هو نوع من التلسكوبات التي لا يعتمد على التقاط أشعة الضوء المرئي وإنما يقوم أساسا على التقاط الموجات الراديوية غير المرئية بواسطة طبق هوائي لا مرآة ولا عدسة كما في التلسكوب البصري. وقال إنّ التلسكوب الراديوي الكبيرة يتميّز بالتقاط موجات راديوية تعبُر حواجز عديدة كالسحب الكثيفة والضباب والغبار والغاز مما لا يستطيع الضوء العادي عبورها، وهذا ما يوفر للراصد الحصول على إشارات كونية قادمة من أعماق الكون إضافة إلى ذلك يمكّن الراصد من متابعة السماء ليلا ونهارا. وبيَّن أنّ التلسكوب الراديوي يتكوّن أساسا من هوائي كبير عادة على شكل طبق معدني لجمع الموجات الراديوية من الفضاء ثم تحولها إلى إشارات كهربائية مما يمكنه من التقاط إشارات غير مرئية من الفضاء ويحوّلها إلى معلومات وصور وأصوات وهذا هو المبدأ الذي يقوم عليه التلسكوب الراديوي، مضيفا أنّ الطبق المعدني يتصل بجهاز استقبال راديوي يقوم بتكبير هذه الإشارات ويحوّلها إلى كهرباء ثم تتحوّل بفضل الأجهزة الأخرى إلى بيانات ومعلومات وصور ليعكف بعد ذلك المتخصصون والحواسيب على تحليلها وتنظيفها من التشويش المرافق لها والقادم من أرجاء السماء والأرض ودراستها ومعرفة مصادرها. وتابع قائلا: "ولأن طيف أشعة الراديو واسع جدا مقارنة بالأشعة المرئية فقد تُستخدم التلسكوبات الراديوية لدراسة الضوء الراديوي الذي يحدث بشكل طبيعي من النجوم والمجرات والثقوب السوداء والأجسام الفلكية الأخرى، كما يمكننا أيضًا استخدامها لنقل وعكس ضوء الراديو عن الأجسام الكوكبية في نظامنا الشمسي والاتصال مع المركبات الفضائية المرسلة إلى الفضاء". وأوضح أنه بالنسبة لاستخدامات التلسكوبات الراديوية فإنها تمتاز بوصولها لمواقع لا يمكن لغيرها من المناظير الوصول إليها، وأنّ التلسكوبات الراديوية ساعدت في رصد وقياس الإشعاعات الراديوية القادمة من القمر وبعض الكواكب مما ساهمت في توضيح بعض خواص المواد القمرية كالسعة الحرارية وقابلية التوصيل. وبيَّن أنه بالنسبة لكوكب عطارد فقط ساهمت الأرصاد الراديوية في كشف حرارته السطحية للجزء المُظلم منه، وأما كوكب الزهرة فلا يمكننا رؤية سطحه بصريا بسبب الغيوم الكثيفة التي تعكس أشعة الشمس بشكل كبير، ولكنها لا تمنع الموجات الراديوية من اختراقها، مشيرًا إلى أنّ هذا ساهم بشكل كبير في توضيح سطح كوكب الزهرة مما أتاح إمكانية قياس حرارته السطحية وطبيعة غلافه الجوي. وفيما يتعلّق بالمجرات فقد ساهمت الموجات الراديوية من خلال الخط 21 سم للهيدروجين والذي ساهم بشكل كبير في رصد أحد الأذرع الحلزونية لمجرتنا عن طريق ما يُسمَّى (بانزياح دوبلر)، وأفاد هذا الخط أيضًا في الكشف عن وجود غاز الهيدروجين بين النجوم وفي الفضاء بشكل واسع مما ساهم في تكوين صورة واضحة حول توزيع الهيدروجين في مجرتنا وشكلها المتوقع. وأشار إلى أنّ التلسكوبات الراديوية أفادت أيضًا في كشف المصادر الراديوية سواء داخل مجرتنا أو خارجها كالسدم أو النجوم الثنائية أو النجوم النابضة (بولزارات)، كما ساهمت في الكشف عن حقائق كثيرة في الكون كالثقوب السوداء ومركز المجرة الحي، ومجرات أطراف الكون، والانفجار العظيم وغيرها.