1626119_201-(1)
1626119_201-(1)
الثقافة

«المسحرجي» في العراق .. حاضرٌ بقوة رغم الحظر وتطوُّر أساليب الحياة

23 أبريل 2021
23 أبريل 2021

بغداد، العمانية: قبل اقتراب موعد السحور، يجوب الشاب علي الصالحي شوارع إحدى مناطق العاصمة العراقية بغداد لإيقاظ الناس استعدادا لصيام يوم جديد يبدأ بتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، فيما يلاحقه عدد من الأطفال المنطقة فرحين بقدومه وهو حاملٌ الطبلة الشهيرة ومناديا "سحور سحور.. يرحمكم الله". و"المسحرجي" أبرز الشخصيات الرمضانية المعروفة في العراق، ورغم وجود "حظر التجوّل" الجزئي والشامل الذي تطبّقه السّلطات العراقية بعد انتشار فيروس كورونا وتطوُّر أساليب الحياة ودخول أنواع مختلفة من المنبهات كالساعات الحديثة والهواتف النقالة إضافة إلى بقاء غالبية العوائل يقظة إلى ساعات الصباح الأولى، إلا أنّ ذلك التقليد حافظ على وجوده وبقوة في شهر الفضيل. يقول الصالحي لـ "وكالة الأنباء العُمانية": أخرج من البيت قبل ساعة ونصف الساعة من موعد السحور وأقوم بجولة على غالبية شوارع المنطقة التي أسكن فيها، "أشعر بسعادة وأنا أساهم في المحافظة على هذا التقليد الرمضاني المتوارث عبر الأجيال"، وهو حاضر بقوة رغم وجود الحظر الذي طبّقته السّلطات العراقية منذ فبراير الماضي بسبب انتشار جائحة كورونا وتطوُّر أساليب الحياة ودخول التكنولوجيا. وقال موسى أحمد من سكان بغداد، إن العوائل البغدادية تنتظر مرور "المسحرجي" من أمام منازلهم قبل السحور لإيقاظهم على موعد السحور وأداء صلاة الفجر. واعتبر أحمد شخصية "المسحرجي" من أبرز التقاليد الرمضانية التي ورثتها الأجيال عبر عقود من الزمن وله مكانة خاصة لدى العوائل رغم تطوُّر أساليب الحياة ووجود أشياء تُغني عنه. لكن الأكاديمية العراقية نهلة نجاح أشارت في حديثها لـ"وكالة الأنباء العُمانية" إلى أنّ "المسحراتي" من الطقوس التي تتعلّق بشهر رمضان المبارك والتي تذكّرنا بأيام الطفولة لكن شيئا فشيئا مع التطوُّر التكنولوجي انتفت الحاجة له ولم نعُد نهتم لوجوده كما كنا صغارا؛ لأن المجتمع اليوم يختلف عن مجتمع الأمس، تلك الطقوس والروحانيات التي بدأت تندثر شيئا فشيئا على الرغم من وجوده في المناطق الشعبية في العراق. وتضيف: توجد اليوم تطبيقات في الهواتف المحمولة وتوجد وسائل إعلام أخرى يُمكن من خلالها معرفة تواقيت الإمساك والأذان في كل الأوقات فلم تعد الحياة بسيطة كما كانت عليه في السابق إذ كان الناس يعتمدون اعتمادا شبه كامل على "المسحراتي" في إيقاظهم عن طريق قرع الطبول ولم تكن هناك أجهزة تكييف أو هواتف أو وسائل غير المذياع والتلفزيون بالتالي طريقته كانت مُحببة لدى الأفراد.