الاقتصادية

وزراء مالية مجموعة السبع يجتمعون في كندا وسط توتر تجاري

01 يونيو 2018
01 يونيو 2018

ويستلر، كولومبيا البريطانية (كندا) - (أ ف ب) - يجتمع وزراء مالية دول مجموعة السبع اعتبارا من أمس في كندا في إطار من التوتر التجاري الشديد في حين دعيت الولايات المتحدة إلى توضيح موقفها من مسألة فرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية من الصلب والألمنيوم.

وما يزيد من حدة التوتر في الجانب الأوروبي أن إيطاليا تشهد أزمة سياسية غير مسبوقة يمكن أن تترك تداعيات تتجاوز حدود القارة وألقت بثقلها على الأسواق التي سجلت تراجعا في حين ينتظر ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، تشكيل حكومة تصريف أعمال.

وتشكل اجتماعات مجموعة السبع التي تضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا تقليديا مناسبة لبحث تطورات النمو والمخاطر المحدقة باقتصاد العالم.

واجتماعات مجموعة السبع التي تعقد من أمس الخميس الى السبت في ويستلر، منتجع التزلج الكندي الواقع شمال فانكوفر غرب كندا، ستجري «في إطار معقد ومتوتر» كما علم من الجانب الفرنسي. بالواقع فان اليوم الأول من هذا الاجتماع يتزامن مع انتهاء مهلة الإعفاء من رسوم بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم منحتها واشنطن موقتا للاتحاد الأوروبي.

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فان الإدارة الأمريكية تستعد لتطبيق هذه الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية اعتبارا من أمس. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مقربة من الملف أن إدارة دونالد ترامب جاهزة لترك مهلة الإعفاء التي منحتها في مارس تنتهي. وأوضحت المصادر نفسها للصحيفة أن اتفاقا في اللحظة الأخيرة لا يزال ممكنا ولو انه غير مرجح كثيرا.

والولايات المتحدة التي تنتقد الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لعدم فتح أسواقها بشكل كاف أمام البضائع الأمريكية، تستورد 51.3% من الألمنيوم و35.8% من الصلب من شركائها في مجموعة السبع بحسب أرقام وزارة التجارة الأمريكية عام 2017. وتتوقع المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم في أفضل الأحوال أن تفرض واشنطن حصصا على الواردات. وفي مواجهة الأميركيين، يعمل الأوروبيون على البقاء متحدين ويدعون إلى تجارة متعددة الأطراف. لكن وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس أمس الأول بدد هذه الآمال مؤكدا أن إدارة ترامب تفضل «العلاقات الثنائية».

«كلام لا ينتهي»

وقال خلال طاولة مستديرة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس -حيث كانت الحمائية الأمريكية محور النقاشات-: «نحن لا نحبذ الكلام الذي لا ينتهي، ونفضل المفاوضات الثنائية. الاجتماعات المتعددة الأطراف تستغرق الكثير من الوقت». وفي ويستلر، ستشدد ألمانيا على ان النزاع التجاري يمكن ان يهدد الانتعاش الاقتصادي العالمي كما قال مصدر حكومي ألماني. ويشاطرها وجهة النظر هذه صندوق النقد الدولي ومديرته كريستين لاغارد الحاضرة أيضا في اجتماعات مجموعة السبع. وقد حذرت لاغارد منذ اشهر من حرب تجارية محتملة يمكن ان تخرج الاقتصاد عن سكته بعدما واجه صعوبات كثيرة في النهوض من الأزمة المالية العالمية عام 2008. في كندا، سيحظى الأوروبيون على الأرجح بدعم اليابان التي فرضت عليها أيضا رسوم أمريكية على الصلب والألمنيوم في مطلع مارس قال ترامب إنها تهدف لحماية الأمن القومي الأمريكي. وسيكون على واشنطن أيضا بدون شك الرد على أسئلة حول التقلبات في سياستها التجارية حيال الصين. فبعدما أعلنت بشكل مشترك مع بكين في 19 مايو هدنة في حربها التجارية، عادت إدارة ترامب إلى الهجوم الثلاثاء الماضي.

تغير مفاجئ

أعلن البيت الأبيض عن مواصلة خطته لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على 50 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية التي «تتضمن تكنولوجيا مهمة».

ويحضر من جانب آخر لإجراءات تهدف إلى تضييق الاستثمارات الصينية والحد من صادرات التكنولوجيا الأمريكية نحو العملاق الآسيوي.

ونددت الصين أمس الأول بتبدل الموقف الأمريكي بعد تهديدات البيت الأبيض الجديدة بفرض عقوبات تجارية على بكين.

وكانت واشنطن أعلنت في التاسع عشر من مايو، التوصل إلى هدنة تجارية، وتحدث وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين عن التوصل إلى اتفاق ينصّ على تعليق زيادة الرسوم الجمركية المعلن عنها في مارس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ أن «الصين لا تريد حربا تجارية، لكنها لا تخشى خوضها. نحن مستعدون للردّ على أي وضع. إذا بقيت الولايات المتحدة تتعامل باستخفاف، ستجد الصين نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات صارمة بهدف حماية مصالحها». ويمكن أن يعتمد الوزراء الكنديون موقفا معتدلا بهدف عدم إثارة غضب شريكهم الأمريكي الذي يهدد بالانسحاب من معاهدة التبادل الحر في أمريكا الشمالية.