1275656
1275656
الاقتصادية

ندوة علميـة حول مشروع الحفــر في صخـور الأفيــوليت

13 مارس 2018
13 مارس 2018

يستهدف الكشف عن معادن كالذهب والكروم -

استضافت الهيئة العامة للتعدين ندوة علمية حول مشروع الحفر في صخور الافيوليت والذي تم تنفيذه في بعض المواقع بالسلطنة، وذلك بحضور سعادة المهندس هلال بن محمد البوسعيدي الرئيس التنفيذي للهيئة والمختصين من الجهات المعنية بالمشروع والمشرفة عليه بشكل مباشر وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ولجنة توجيهية لمتابعة آلية تنفيذ المشروع، مكونة من (وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ، جامعة السلطان قابوس، الهيئة العامة للتعدين، وزارة البيئة والشؤون المناخية)، ويهدف المشروع إلى دراسة كيفية تفاعل صخور الافيوليت مع الماء تحت سطح الأرض، والذي ينتج عنه العديد من عوامل التعرية الجوفية بوجود درجات حرارة عالية، حيث إن هذه النتائج سوف تكون مهمة للجانب العلمي والاقتصادي المتمثل في الكشف عن المعادن في المستقبل القريب.

وجاءت الندوة في ثلاثة محاور رئيسية، وكان الأول عن نتائج المرحلة الأولى من المشروع والذي قدمها البروفيسور بيتر كيلمان، كبير العلماء بمشروع الحفر في صخور افيوليت عمان، من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أما المحور الثاني تحدث حول المسح الهيدروجيولوجي والجيوفيزيائي لجميع الآبار التي تم حفرها لهذا المشروع والذي قدمه الدكتور فيليب بيزار من جامعة مونبيلييه الفرنسية، وجاء المحور الأخير الذي قدمها الدكتور يورك متر مدير مشروع الحفر في المشروع، من جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة شرح من خلاله المخططات لتنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع.

وقال الدكتور علي بن سالم الراجحي مدير عام المديرية العامة للبحوث والمسوحات الجيولوجية ممثل الهيئة في المشروع: “يتكون المشروع من 3 مراحل بدأت في شهر نوفمبر من العام 2016-واشتملت على حفر بعض الآبار اللبية والمفتوحة، حيث تراوحت أعماقها بين 300-600 متر في منطقة ابراء ومقصد بوادي محرم وبدبد وبطول كلي يصل إلى 1500 متر ممثلة لقطاع صخور القشرة المحيطية والوشاح المحيطي حيث تم شحن هذه العينات إلى المختبر العائم في اليابان، لدراستها بشكل تفصيلي، وتم في المرحلة الثانية من هذا المشروع حفر مزيد من الحفر اللبية والمفتوحة في كل من ولاية إبراء والقابل والتي بلغ طولها ١٧٠٠متر حيث يبلغ عمق الحفر الكلي في المشروع إلى 3200 متر طولي خلال المرحلة الأولى والثانية للمشروع، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع نهاية عام ٢٠١٩، وسيتم عقد حلقات عمل لاحقة لمناقشة النتائج العلمية الهامة وتطبيقاتها الرئيسية حيث سيتم حفظ نصف العينات الصخرية في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك بالولايات المتحدة والنصف الآخر سيحفظ به في السلطنة وذلك بعد قطعها مناصفة في المختبر العائم في اليابان، حيث نهدف من وجود نصف هذه العينات في السلطنة من أجل القيام ببحوث ودراسات مستقبلية على هذه العينات، تخدم الباحثين والمهتمين في هذا المجال، حيث يشارك في هذا المشروع العديد من الباحثين من مختلف دول العالم، إضافة إلى الجهات المعنية بالسلطنة.

وأضاف الدكتور علي الراجحي، إن الجدوى الاقتصادية للمشروع من خلال تبني وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه دراسة المخزون المائي في هذه الصخور، ومن الجانب التعديني للهيئة العامة للتعدين تكمن أهمية هذه الدراسة في الكشف عن محتوى هذه الصخور من المعادن الفلزية كالنحاس والذهب والكروم وغيرها من المعادن الثمينة المحتمل تواجدها.

ومن جانب آخر كشف البروفسور صبحي نصر، مدير مركز أبحاث علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس عن بعض النتائج الأولية لمواقع الابتلاع عند اصطدام القشرة المحيطة عند القشرة القارية، حيث تم تحديد منطقة الابتلاع بين المنطقة الممتدة من فنجاء مرورا ببدبد إلى وادي الطائيين، حيث بين البروفسور بأن النتائج الأولية لها قيمة علمية كبيرة والتي كشفت عن الأماكن والمواقع عند اصطدام القشرة المحيطية بالقشرة القارية ومن المتوقع الحصول على تطبيقات تساعد على تطبيقات صناعية مختلفة.

ويذكر أنه خلال السنوات الماضية تم تنظيم لقاءات حول صخور السلطنة من قبل مجموعة من العلماء العاملين في هذا المجال بالتعاون مع برنامج الحفر المحيطي وبرنامج الحفر العلمي العالمي وعلماء في مجالات الهندسة والكيمياء والتنقيب والطاقة، بهدف مناقشة كيفية تفاعل صخور الأفيوليت مع غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث تبين من خلال هذه الحلقات عدم وضوح الرؤية والفهم لعملية الكربنة والتغيرات في صخور الأفيوليت من النواحي البيولوجية والتحولية والهندسية والكيميائية وتدفق السوائل وضرورة إجراء مزيد من الدراسات البيئية والمائية الجيولوجية لتدفقات المياه والسوائل وغيرها من الدراسات ذات العلاقة للتأكد من عدم وجود أي مخاطر أو تأثيرات بيئية من تلك العمليات على مختلف الأنظمة البيئية والمناخية والايكولوجية.

ويعد هذا البرنامج مشروعا متعدد التخصصات والجنسيات المشاركة، حيث يشارك فيه باحثون من السلطنة من الجهات المعنية بالمشروع، إضافة إلى ما يقارب من 40 باحثا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد، حيث تم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي.

ويشكل هذا البرنامج أهمية كبيرة للسلطنة خاصة بعد أن بينت الدراسات أن كمية الصخور المتوفرة في السلطنة كافية لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لألف سنة قادمة وقد تستطيع حل مشاكل العالم والاحتباس الحراري العالمي، حيث تشارك فيه الجهات ذات الاختصاص بالسلطنة والمراكز البحثية مشاركة فاعلة، حيث تم تدريب عدد من الموظفين والطلبة من خلال حلقات عمل، وفي مختبرات الدول المشاركة، وكذلك التدريب في الحقل وعلى متن سفينة الأبحاث باليابان والتعامل مع علماء معروفين عالميا من أوروبا وأمريكا، وسيتم إرسال مجموعات أخرى للاستفادة من هذا المشروع واكتساب خبرة من خلال التواجد مع فريق العمل ذي الخبرة العالمية، كما سيتم تقديم منح وتمويل لطلبة الدكتوراه والماجستير من السلطنة، وسيتم تزويد السلطنة بقطاع صخري معياري للأفيوليت يستخدم في الدراسات المستقبلية وكمرجع عالمي، والاحتفاظ بجميع الأجهزة والمعدات التي يتم شراؤها واستخدامها من خلال المشروع مع كسب السمعة العالمية للسلطنة، إضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة العمانية ولشركات الحفر العمانية.