1046237
1046237
الاقتصادية

الفاو: العالم بحاجة لاستباق الأثر المدمر للجفاف

27 يونيو 2017
27 يونيو 2017

«عمان»: قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا: إن الاستثمار في الاستعداد وبناء صمود المزارعين هما أمران أساسيان لمواجهة آثار الجفاف الشديد. وفي كلمة له في ندوة عالمية حول الجفاف نظمتها إيران وهولندا والفاو في مقر المنظمة في روما، قال دا سيلفا: «إنقاذ سبل المعيشة يعني إنقاذ الأرواح، وهذا هو جوهر عملية بناء الصمود».

واستذكر دا سيلفا الجفاف الذي حدث في الصومال عام 2011 والذي أدى إلى وفاة أكثر من 250.000 شخص جوعا وقال: «يموت الناس لأنهم ليسوا مستعدين لمواجهة آثار الجفاف، أي لأن سبل معيشتهم ليست قوية بما يكفي».

وقال: إنه «على مدى سنوات، كان التركيز منصبا على الاستجابة للجفاف بعد حدوثه من خلال الإسراع في تقديم الإغاثة الطارئة وإنقاذ حياة الناس». ومع أن «هذا مهم طبعا،» يظل الاستثمار في الاستعداد والصمود أمرا أساسيا، حيث إن القيام بذلك يمكّن الدول من العمل بسرعة وقبل فوات الأوان لأن المزارعين والمجتمعات الريفية يكونون في موقع أفضل للتعامل مع الأحوال الجوية القاسية.

ومن جهته قال جون موتوروا، وزير الزراعة والمياه والغابات في ناميبيا: إنه في زمن التغير المناخي هذا، يظهر الجفاف باعتباره تحديا على جميع الدول مواجهته مرة تلو الأخرى. وأضاف: «السؤال هو ليس إذا كان سيحدث جفاف أم لا وإنما هو: هل سنكون مستعدين له عندما يحدث»؟ وأكد الوزير على أهمية عنوان الندوة وهو ومن جانبه قال بيتيري تالاس، الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية: إن المنظمة «تقدم الإرشاد والمعلومات العلمية لتقوية الهيئات الوطنية المسؤولة عن مواجهة مخاطر الجفاف على الزراعة». وأضاف: «نشجع الدول على اتخاذ إجراءات مبكرة لمواجهة الجفاف وتبني نهج استباقي بشكل أكبر».

وفي كلمته أكد جلبرت فوسون هاونغبو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) على الحاجة إلى كسر دائرة الأزمة- الكارثة-الإغاثة، داعيا المجتمع الدولي للتحرك مسبقا والتفكير ليس فقط في الحالات الطارئة القائمة اليوم بل أيضا بكيفية منع الطوارئ مستقبلا».

دفع جهود الاستجابة للجفاف

وهدفت الندوة إلى بناء زخم دولي جديدة لمواجهة أثار الجفاف المتعددة التي لا تقتصر على الجوع وعدم الاستقرار بل تتسبب في خسائر اقتصادية تصل إلى 8 مليارات دولار أمريكي سنويا.

وقد أصبحت الحاجة مُلّحة إلى منح زخم جديد لجهود مكافحة الجفاف على الصعيد العالمي، حيث تسبب تغير المناخ على سطح الأرض في تكرار موجات الجفاف الحادة بصورة مطردة. وقد تضاعفت مساحة الأراضي المتضررة بموجات الجفاف في العالم مقارنة مع فترة السبعينات. ويزداد عبء هذه المشكلة بصورة كبيرة على الدول النامية، على وجه الخصوص، حيث لا تزال الزراعة تشكل دعامة اقتصادية أساسية فيها. وقد أظهرت دراسات منظمة الفاو أن أكثر من 80 بالمائة من الخسائر والأضرار التي تسبب بها الجفاف حدثت نتيجة لتأثر الزراعة في الدول النامية.

ووقعت منظمة الفاو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية مذكرة تفاهم لزيادة أواصر التعاون بينهما للاستجابة لمشاكل تقلب المناخ وتغيره، والتي تشكل، حسب المذكرة، «خطرا عاجلا على المجتمعات الإنسانية والأنظمة الإيكولوجية الطبيعية والأمن الغذائي قد لا يمكن رده».

ومن خلال تعزيز التعاون بينهما، ستعمل المنظمتان على تحسين بيانات وأدوات وأساليب الأرصاد الجوية الزراعية وتعزيز فرص وصول صغار المزارعين إلى المنتجات والخدمات التي يمكنها أن تساعدهم على توقع موجات الجفاف والاستعداد لها على نحو استباقي، إلى جانب أمور أخرى.