الاقتصادية

التخطيط المسبق والوعي الاستهلاكي ..ركائز أساسية للتسوق الصحيح

19 أغسطس 2019
19 أغسطس 2019

تزامناً مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس -

تشهد الأسواق خلال هذه الفترة من السنة حركة متزايدة وذلك تزامنًا مع اقتراب موسم العودة للمدارس، حيث تقبل الأسر في هذه الأيام على شراء المستلزمات والأدوات المدرسية لأبنائها، وهو ما يزيد من قوة الحركة الشرائية في الأسواق، وتتنوع السلع التي يقبل عليها المستهلكون بين القرطاسيات والأدوات المكتبية والملابس وغيرها من الحاجيات، ولذلك فإن الهيئة العامة لحماية المستهلك كعادتها تولي المواسم التي تشهد نشاطا تجاريا اهتماما أكبر لضمان التزام المزودين بالقوانين والتشريعات، إضافة إلى سعيها لتعزيز الثقافة الاستهلاكية بين مختلف شرائح المجتمع، وبالتالي فإن صفحة «المستهلك» لهذا الأسبوع تسلط الضوء على جهود الهيئة الرقابية وآلية التخطيط الصحيح للتسوق لمثل هذه المواسم عبر استعراض عدد من آراء المختصين والمستهلكين .

في البداية يقول هلال بن سعود الإسماعيلي مدير دائرة مراقبة الأسواق بالهيئة العامة لحماية المستهلك : تقوم الهيئة في المناسبات الخاصة التي يقبل فيها المستهلكون على شراء نوع معين من السلع كشهر رمضان والأعياد والعودة إلى المدارس باتخاذ خطط رقابية مكثفة للسلع التي يرتفع معدل الإقبال عليها من المستهلكين خلال تلك الفترة، وبما أن أولياء الأمور خلال موسم العودة إلى المدارس يتجهون إلى اقتناء وشراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم من المكتبات والمحلات الخاصة ببيع الأدوات الدراسية والرياضية بالإضافة إلى محلات بيع الأزياء الدراسية، فإن الهيئة ممثلة بمختلف مديرياتها وإداراتها بمحافظات السلطنة تعمل على تكثيف الحملات التفتيشية قبل بداية كل عام دراسي على المراكز التجارية والمكتبات الخاصة ببيع مستلزمات المدارس لضمان عدم استغلال المزودين لهذه الفترة من خلال القيام برفع غير مبرر لأسعار السلع الخاصة بالمدارس، كذلك للتأكد من سلامة السلع المعروضة وخلوها من المخالفات القانونية وذلك من خلال التأكد من وجود ملصقات الأسعار وبطاقة البيانات الإيضاحية . وكذلك عدم وجود شعارات أو رسومات مخالفة للقيم الدينية والعادات والتقاليد أو الرسومات الخادشة للحياء.

وأكد الإسماعيلي على أن دور الهيئة خلال هذه الفترة لا يقتصر على الجانب الرقابي فقط بل يشمل الجانب التوعوي وذلك من خلال إعداد ونشر رسائلها التوعوية للمستهلكين بهدف تعزيز الثقافة الاستهلاكية الآمنة لديهم وذلك عبر قنوات التواصل المختلفة والمتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى إعداد وطباعة النشرات والمطبوعات التوعوية، حيث ترى الهيئة أن وعي المستهلك بحقوقه يلعب دوراً مهماً في تجنب تعرضه للاستغلال من قبل المزودين.

أسس لتعزيز الإدخار

ويذكر محمد الهنائي مدير مدرسة وادي العين للتعليم الأساسي بعبري بعض الجوانب التي يجب على الآباء مراعاتها عند شراء مستلزمات أبنائهم قائلاً : على أولياء الأمور تفقد مقتنيات أبنائهم بالعام الماضي فأغلب الحقائب والمشتريات لم تستهلك ويمكن الاستفادة منها، ثم العمل على وضع قائمة بالاحتياجات الضرورية وميزانية معينة يجب ألا يتم تجاوزها مع التركيز على الجودة وما يتناسب مع الميزانية المقترحة، كما أنه من الأفضل عدم أخذ جميع الأبناء للتسوق ومن الممكن الاقتصار على الأم أو الابن أو البنت الكبرى، ومن الجوانب المهمة في عملية الشراء أيضا اختيار الوقت المناسب للتسوق وقبل فترة مناسبة من بدء العام ولا يمنع من تقسيم الوقت إلى جولتين وليس بالضرورة شراء المستلزمات دفعة واحدة كما يمكن حصر المشتريات لفصل واحد قدر الإمكان .

وأضاف الهنائي : على أولياء الأمور عدم الانسياق خلف ضغط الأبناء عند شراء المستلزمات فبعضهم يتسوق بلا وعي وتحت حجة المدرسة تطلبه، فيجري وراء الألوان البراقة والرسومات الجذابة فقلم الرصاص لأبنائنا هو نفسه قلمنا مهما تنوعت ألوانه وتعددت أشكاله وقس على ذلك الكثير، كما أنه بعد عملية التسوق يمكنك الجلوس مع الأبناء وتوزيع المستلزمات عليهم حسب الاحتياج مع حفظ الباقي في مكان بعيد عن متناول أيديهم فأغلب الأطفال يفقد الأشياء فتجده كل يوم يحمل ٥ أقلام ويعود بواحد، لذلك من الضروري تعليمهم المحافظة على ممتلكاتهم ومحاسبتهم على ما أتلفوا .

التسوق المبكر خطة ناجحة

وتحدث عادل الهنائي - مستهلك - عن تجربته قائلا : دائماً ما أحرص على كتابة قائمة بالأغراض التي يحتاجها الأبناء للمدرسة، ثم أتوجه إلى الأسواق والمكتبات في وقت مبكر لأتجنب الزحام الذي يصاحب هذه الفترة، كما أنني ألتزم بشراء ما يحتاج إليه الأبناء دون الإسراف في المشتريات، وأنتقي الأغراض ذات القيمة المعتدلة والتي تتناسب مع الميزانية التي أخصصها لمستلزمات الدراسة، وأنصح الآباء باتباع هذا النظام لأنه يسهل عليهم تلبية مستلزمات أبنائهم ويجنبهم الوقوع في المشاكل المالية نتيجة شراء أغراض تفوق حاجاتهم .

ويقول خالد الذهلي - مستهلك -: تتميز فترة العودة للمدارس وخاصة في السنوات الأخيرة بتنوع السلع والمستلزمات الدراسية المعروضة وذلك نتيجة لتوسع الأسواق في كافة الولايات، وهذا الأمر له مميزات كثيرة فبإمكان الأب التسوق في أي وقت يشاء، كما يمكنه الاختيار من بين تشكيلات واسعة من السلع، لكن في المقابل عليه أن يكون واعياً لما يشتريه دون الانجراف خلف الأشكال الجذابة والمغرية وإنما ينتقي الحاجات على أساس الجودة والمتانة ومدى ملاءمتها لحاجة الطالب .

ويقول رامي الحسني - موظف بدائرة الإعلام بالهيئة : يساعد التخطيط المسبق لشراء المستلزمات المدرسية قبل موعد بدء المدارس في توفير خيارات أكثر تنوعًا للمستهلك كما يفيده في الاختيار بأريحية دون وجود ضغط مادي أو الإحساس بعدم وجود وقت كاف للشراء وهذه ثقافة ينبغي أن يتم الترويج لها والالتزام بها .

كما أن الشراء بوقت كافِ قبل الموسم يسهم في توفير الخيارات التي تناسب جميع الميزانيات وعلى المستهلك شراء ما يتناسب مع ميزانيته.