No Image
الاقتصادية

نقص المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي هاجس يلازم الأسر الكوبية

30 مارس 2024
30 مارس 2024

نقص المواد الغذائية في كوبا أصبح هاجس الاسر في الجزيرة التي تعاني أيضا من انقطاع التيار الكهربائي، وما ان يستيقض رب الاسرة في الصباح الا يفكر عن آلية لاطعام ابناءه.

تقول ديانا رويس لوكالة فرانس برس التي تقطن في منزلها الكائن بمنطقة نويفو فيدادو في العاصمة الكوبية هافانا "أول شيء أفكّر فيه عندما أنهض من السرير هو ماذا سأطعم ابني؟ وعندما أذهب إلى السرير، أفكر في ما يمكن أن أقدم له وجبة خفيفة أو وجبة فطور؟". فتنتقل في المساحة الضيقة بين خزانة المطبخ التي تضع فيها بعض الأرز والخبز، وثلاجة تحتوي على المزيد من الأرز ووعاء فيه حفنة من اللحم المطهو وزجاجات ماء وعصير وهذا كل ما لديها.

وفي 17 مارس الجاري دفع نقص الغذاء وانقطاع في التيار الكهربائي مئات الأشخاص إلى التظاهر في أربع مدن كوبية على الأقل، وهي أكبر احتجاجات منذ المسيرات التاريخية المناهضة للحكومة في 11 يوليو 2021.

بدأت التظاهرات أولا في سانتياغو دي كوبا، ثاني كبرى مدن الجزيرة والتي شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة يوميا، وكان الكثير من المتظاهرين نساء.

وبعد أيام، أعلن الرئيس ميغيل دياز كانيل أن الاضطرابات كانت بسبب "تراكم فترات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة التي أزعجت السكان".

وأضاف أن نقص المواد الغذائية يعود إلى "خلل في توزيع سلة المواد الغذائية الأساسية في الوقت المناسب".

وهذا الأسبوع، أفادت مجموعة منظمة "Justicia 11J" الحقوقية أنها أحصت 17 عملية توقيف على صلة بالاحتجاجات، فيما قالت منظمة "Prisoners Defenders" المدافعة عن السجناء ومقرها إسبانيا لوكالة فرانس برس إنها وثقت توقيف 38 شخصا، أطلق سراح ستة منهم.

وقد أظهرت أرقام رسمية أن الانتاج الزراعي تراجع 35 % بين عامَي 2019 و2023. وفي فبراير، طلبت كوبا للمرة الأولى دعما من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لضمان إمدادات الحليب للأطفال، بعدما أعلنت أنها لن تكون قادرة على استكمال الحصص الغذائية لذلك الشهر.

وفي بداية العام، واجهت السلطات أيضا صعوبات في توصيل الخبز بسبب تأخيرات في شحنات القمح من الخارج وتعطل أربعة من المطاحن الخمس في البلاد.

ورغم أن العاصمة لا تعاني انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة كما هي الحال في سائر أنحاء الجزيرة، فإن الطعام يصل إلى كثر من سكانها بكميات قليلة.

تقول أراسيلي هيرنانديس وهي من سكان باكوراناو الواقعة في ضاحية هافانا "تصل (المواد الغذائية) بكميات صغيرة وبشكل متقطع". وتضيف أنها تتلقى معاشا تقاعديا يبلغ 1500 بيزو (12,50 دولارا بسعر الصرف الرسمي) وأن كمية صغيرة من الدجاج تكلفها 3000 بيزو خارج نظام الحصص التموينية.

فمنذ العام 2021، تقدّم المتاجر الخاصة أيضا الحليب والخبز والدجاج وغيرها من الأساسيات لكن بأسعار بعيدة عن متناول أصحاب الأجور المتوسطة. وتشهد الجزيرة التي تعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثة عقود، دوامة تضخمية.

في العام 2021، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 70 في المئة، تلتها زيادتان نسبتهما 39 و30 في المئة في العامين التاليين، في سابقة لم تشاهد في الجزيرة منذ أكثر من ستة عقود .

ويرى أرتورو لوبيز-ليفي، الباحث المشارك في كلية الدراسات الدولية في جامعة دنفر، أن الحظر الأميركي يعيق كل الجهود التي تبذلها كوبا. ويوضح "ماذا وراء الاحتجاجات؟ في الأساس، النقص (في الأساسيات) وانهيار الميثاق الاجتماعي" بين المواطنين والحكومة الشيوعية.

في العقود الأولى من الثورة، كانت تسود في كوبا ظروف معيشية أفضل بفضل الدعم القوي من الاتحاد السوفياتي، وفقا له، لكن ذلك لا يمكن أن يستمر.