الاقتصادية

مشاريع ترميم واسعة تفتح آفاق الاستثمار السياحي في شمال الشرقية

18 نوفمبر 2025
18 نوفمبر 2025

قالت سمية بنت راشد البوسعيدية، مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة شمال الشرقية، أن وزارة التراث والسياحة تواصل تنفيذ مشاريع ترميم وصيانة واسعة للمعالم التاريخية في ولايات المحافظة، وذلك في إطار جهود وطنية تهدف إلى صون التراث العمراني وتعزيز دوره في دعم القطاع السياحي والاقتصاد المحلي.

وأوضحت البوسعيدية في تصريح لـ«عُمان» أن مشاريع ترميم الدراويز في الحارات الأثرية تأتي انسجامًا مع رؤية الوزارة الرامية إلى تحويل المعالم التاريخية إلى مواقع حيوية تعزز الهوية الوطنية وتستقطب الزوار.

وقالت: إن هذه المشاريع لا تقتصر على الحفاظ على المباني التراثية، بل تسهم في إحيائها وتفعيل دورها الثقافي والسياحي، بما يجعلها جزءًا من الحياة اليومية للمجتمع ورافدًا للاقتصاد المحلي.

وقالت البوسعيدية: إن الوزارة انتهت من ترميم عدد من الدراويز في ولايات المحافظة، شملت دروازة الوالي، ودروازة النصيب، ودروازة المنزفة بولاية إبراء، ودروازة الحجرة بنيابة سمد الشأن، إلى جانب برج الردة بولاية المضيبي، مشيرة إلى أن التكلفة التقديرية لهذه الأعمال تجاوزت 100 ألف ريال عماني، وأن نسبة الإنجاز بلغت 100% في أغلب هذه المواقع التراثية.

وأكدت أن هذه الجهود تسهم في الحفاظ على ملامح العمارة التقليدية، وتحويل المباني التاريخية من معالم صامتة إلى مواقع نابضة بالحياة يمكن استثمارها مستقبلاً في القطاع السياحي.

وأشارت البوسعيدية إلى أن الوزارة تعتمد نهجًا يقوم على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في استثمار المعالم التراثية بعد تهيئتها، مشيرة إلى أن هناك تجارب ناجحة في محافظات أخرى، وأن محافظة شمال الشرقية ستكون جزءًا من هذه المبادرات الهادفة إلى خلق فرص اقتصادية جديدة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت: نسعى إلى تطوير تجارب سياحية نوعية تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وتبرز عُمان كوجهة رائدة في إدارة التراث الوطني والسياحة المستدامة، بما يسهم في رفع مستوى الجذب السياحي داخليًا وخارجيًا.

وحول المشاريع الجارية، أكدت البوسعيدية أن العمل متواصل في مشروع ترميم وصيانة حصني المنترب والواصل بولاية بدية، بإشراف دائرة الترميم والصيانة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف، وبمتابعة من إدارة التراث والسياحة بالمحافظة، حيث بلغت نسبة الإنجاز حتى الآن 65%.

وأوضحت أن أعمال الصيانة شملت ترميم الغرف والجدران الداخلية والخارجية، وصيانة الساحات والمرافق، وتحسين أنظمة الإضاءة، وإعادة تأهيل العناصر والزخارف المعمارية، إلى جانب تهيئة أنظمة التكييف والخدمات الأخرى، مشيرة إلى أن الأعمال تُنفذ وفق معايير دولية دقيقة تراعي خصوصية المباني التاريخية.

وقالت: إن الوزارة نفذت قبل بدء مشروع الترميم فحوصات مخبرية شاملة لتقييم الحالة الإنشائية للحصنين وتحديد الأحمال الواقعة عليهما، الأمر الذي أسهم في وضع خطة عمل دقيقة تراعي الطابع التاريخي للموقع.

وأضافت: إن أعمال الترميم تعتمد على استخدام مواد بناء تقليدية مثل الطين والصاروج والحجارة وأخشاب الكندل حفاظًا على الهوية المعمارية الأصلية، مؤكدة أن التكلفة التقديرية للمشروع تجاوزت 300 ألف ريال عماني.

وفي ختام حديثها، شددت البوسعيدية على أن حماية التراث العمراني تمثل جزءًا أساسيًا من مسؤولية الوزارة، مؤكدة أن هذه الجهود تسعى إلى حماية المعالم من الاندثار والمحافظة على قيمتها التاريخية والثقافية، ومؤكدة أن صون التراث مسؤولية مشتركة تُسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالهوية الوطنية، وتوريث الأجيال القادمة مواقع تاريخية محفوظة تعكس عمق الحضارة العُمانية.