الاقتصادية

مسقط تحتضن قمة ومعرض الشرق الأوسط لغاز البترول المُسال 2025

10 نوفمبر 2025
10 نوفمبر 2025

انطلقت اليوم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أعمال قمة ومعرض الشرق الأوسط لغاز البترول المُسال 2025، ويناقش الحدث على مدى يومين مستقبل صناعة غاز البترول المُسال وتعزيز التعاون العالمي في مجال الطاقة، من خلال استعراض أحدث الابتكارات والتقنيات والحلول المرتبطة بالتحول في الطاقة، والسلامة الصناعية، وتمكين المرأة، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي. رعى افتتاح القمة والمعرض معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.

مشاركة دولية

ويشارك في القمة أكثر من 2,000 خبير ومختص من 30 دولة، إلى جانب 80 شركة عالمية تستعرض أحدث ما توصلت إليه صناعة غاز البترول المُسال على مستوى التقنيات وأنظمة الأمان وسلاسل التوريد. وتضمن برنامج القمة عددًا من الجلسات الحوارية وورش العمل حول غاز السيارات، السلامة الصناعية، تمكين المرأة في قطاع الطاقة، وتبادل الخبرات العالمية، كما شهد الحدث لقاءات ثنائية بين ممثلي الحكومات والشركات العالمية لبحث فرص التعاون والاستثمار.

وجهة جاذبة

وأوضح جيمس روكال، الرئيس التنفيذي والمدير العام للجمعية العالمية لغاز البترول المُسال أن أعمال القمة ترسخ مكانة سلطنة عُمان المتنامية كوجهة عالمية في قطاع الطاقة، وأن سلطنة عمان تتميز بانفتاحها على التعاون الإقليمي والدولي الذي يشكل فرصا واعدة لتعزيز دور الغاز المسال ضمن مستهدفات "رؤية عمان 2040".

مشيرا إلى دورها في توظيف الابتكار والاستثمار والتعاون لإحداث تحول نوعي في قطاع الطاقة، وتجمع هذه القمة نخبة من أبرز الخبراء وصنّاع القرار حول العالم لتبادل الحلول وبناء الشراكات وتعزيز دور الغاز المُسال كمحرك رئيسي نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة.

وأوضح أن الجمعية تمثل أكثر من 300 شركة حول العالم، كثير منها يبدي اهتماما بالاستثمار في السوق العماني، وتأتي القمة لتكون منصة مهمة لعرض فرص الاستثمار أمام هذه الشركات، والتأكيد على أن عُمان بيئة جاذبة توفر قيمة مضافة لهذه الشركات.

الاستراتيجية الصناعية ٢٠٤٠

من جانبه أكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة، على مواصلة الوزارة العمل بخطى متسارعة لقيادة التحول الاقتصادي في سلطنة عُمان، بالتكامل مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، وتضع الاستراتيجية الصناعية 2040 القطاع الصناعي على رأس الأولويات الوطنية من خلال مستهدفات طموحة تشمل زيادة مساهمته في الناتج المحلي، وتعزيز الصادرات الصناعية غير النفطية، وتوسيع القاعدة الإنتاجية القائمة على المعرفة والتقنيات الحديثة.

وبيّن أن غاز النفط المسال أصبح موردًا عالميًا استراتيجيًا لتعزيز الصادرات وتنويع الاقتصاد، كما يعد غاز النفط المسال ركيزة أساسية لتطوير سلاسل، القيمة المضافة، ودعم صناعات البتروكيماويات، والتصنيع، والخدمات اللوجستية، وتعزيز منظومة التصدير وبالتالي استدامة النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان بدأت استعداداتها لهذه التحولات من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتشجيع المصانع على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والبحث والتطوير واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي منظومة الحوافز لجذب الاستثمارات النوعية، فضلا على تعزيز المحتوى المحلي وإطلاق منصات رقمية لتسهيل بيئة الأعمال.

وقال سعادته إن غاز البترول المسال يُعد وقودًا محوريًا في مسار التحول نحو اقتصاد قائم على الهيدروجين الأخضر، بما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الاستجابة لمتطلبات الاقتصاد الدائري، وبناء سلاسل توريد مرنة وآمنة، وإننا في سلطنة عُمان ندرك أن المستقبل سيكون للأمم القادرة على الجمع بين التنافسية الاقتصادية والاستدامة البيئية، ولذلك فإننا نفتح أبوابنا للاستثمار والشراكات التي تخدم هذه الرؤية.

كما وتقدم سعادته بالشكر للمنظمة على اختيارها سلطنة عمان لاستضافة هذه القمة، وأن تُثمر أعمال هذه القمة عن توصيات ومبادرات عملية تسهم في ترسيخ صناعة عالمية متكاملة ورائدة في مجال غاز البترول المسال، قادرة على المنافسة عالميًا، ومتوافقة مع التحولات البيئية والاقتصادية الراهنة، كما نأمل أن تشكل هذه القمة نقطة انطلاق لتعزيز التعاون وبناء شراكات نوعية تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والابتكار، وتمكّن من جعل تحول الطاقة في سلطنة عُمان نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، ويقوم على الشراكة، ويقوده الابتكار، وترتكز أسسه على الاستدامة.

برنامج تمكين المرأة

وشهد الحدث إطلاق أول فرع لبرنامج تمكين المرأة في قطاع غاز البترول المُسال (WINLPG) في الشرق الأوسط، ما يعزز جهود سلطنة عُمان في دعم مشاركة المرأة في قطاع الطاقة والصناعة.

وقالت أليسون أبوت، مؤسسة رابطة النساء في قطاع الغاز المسال لـ "عمان" إن اختيار سلطنة عمان لتكون حاضنة لأول فرع لرابطة في منطقة الشرق الأوسط يمثل خطوة مهمة لتعزيز مشاركة المرأة في هذا القطاع الحيوي.

وأوضحت أن الرابطة التي أُطلقت قبل نحو عشر سنوات، جاءت استجابة للحاجة إلى رفع نسبة تمثيل المرأة في صناعة الغاز المسال، مشيرة إلى أن تمكين المرأة في هذا المجال يشكل قيمة اقتصادية تسهم في تحسين أداء الشركات وتعزيز بيئة العمل.

وأضافت إن فروع الرابط تعد منصات محايدة تُتيح للنساء العاملات في الشركات المختلفة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي تواجههن، بهدف دعم استمرارية المرأة في القطاع والحفاظ على الكفاءات النسائية فيه.