الاقتصادية

مساع لجعل سلطنة عمان إحدى الوجهات العالمية للسفن السياحية واليخوت

10 أبريل 2023
مدير عام الترويج السياحي في حوار خاص لـ « عمان »:
10 أبريل 2023

استقطاب 74 سفينة سياحية العام الماضي وتحقيق عوائد مالية 4 ملايين ريال -

التركيز على أنماط سياحية جديدة كسياحة الأعراس التي تسهم في زيادة دخل المنشآت الفندقية والشركات السياحية -

إنعاش الحركة السياحية باستقطاب الشركات المسيرة لرحلات «الطيران العارض» -

3 ملايين سائح إلى سلطنة عمان العام الماضي مؤشر على بدء تعافي القطاع السياحي -

10 مكاتب متوزعة في الدول الأوروبية والآسيوية للترويج عن المقومات السياحية العمانية -

المهرجانات السياحية بالمحافظات أسهمت في انعاش السياحة.. والفترة المقبلة ستشهد فعاليات مختلفة -

تجري وزارة التراث والسياحة بالتعاقد مع إحدى الشركات العالمية دراسة حول مدى جاهزية موانئ سلطنة عُمان لاستقبال المزيد من السفن السياحية واليخوت الخاصة؛ لما توفره من عائد اقتصادي للبلد يقدر بملايين الريالات سنويا، إذ تتضمن الدراسة تقييم العائد المالي الذي قد تجنيه سلطنة عُمان من تطوير البرامج السياحية، والوظائف المتوقعة التي قد يفرزها هذا القطاع في السنوات العشر القادمة.

وقال هيثم بن محمد الغساني، مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة، في حديث خاص لـ «عُمان»: إن الوزارة تعكف على جعل سلطنة عُمان إحدى أهم الوجهات في العالم لاستقطاب السفن السياحية من خلال استثمار الشريط الساحلي الممتد بنحو 3165 كم مربع، والمناطق القريبة من الموانئ التي تزخر بمقومات طبيعية فريدة، إضافة إلى الاستفادة من الموانئ، والبنى الأساسية المتوفرة حاليا في عدد من المدن مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة وغيرها.

ولفت إلى أن ميناء السلطان قابوس استقطب 74 سفينة سياحية بنهاية العام الماضي، كانت تحمل على متنها 149 ألف راكب، مما أضاف عائدا للبلد يقدر بأكثر من 4 ملايين ريال عماني، كما أسهمت هذه السفن في انتعاش الحركة السياحية في مختلف محافظات سلطنة عُمان من خلال الحزم السياحة التي يتم بيعها على متن السفن.

وحول تهيئة الموانئ لاستقبال السفن السياحية بمختلف الأحجام والأعداد، ورفع طاقتها الاستيعابية، قال الغساني: لقد تم تشكيل فريق عمل برئاسة سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي، وكيل الوزارة للسياحة، وبعضوية ممثلين من جهات الاختصاص المختلفة؛ لمناقشة التحديات وتذليلها، ودراسة تعزيز شبكة الربط بين الموانئ العُمانية بما يخدم تطوير البرامج السياحية؛ للإسهام في زيادة عدد الرحلات التي تنفذها الشركات العالمية المسيرة للسفن واليخوت السياحية.

أهمية الطيران العارض

وتحدث الغساني عن جهود الوزارة لاستقطاب الطيران العارض؛ لرفع نسب الإشغال في فنادق محافظة ظفار طوال العام بدلا من اقتصاره فقط على موسم الخريف، من خلال زيادة عدد الرحلات القادمة من مختلف الدول وأهمها الأوروبية، مشيرا إلى أنه في المرحلة القادمة سيتم الترويج لبعض المدن التي بإمكانها استقطاب سياح الرحلات العارضة مثل صحار والدقم، وهو ما يتطلب استثمار الأراضي السياحية المطلة على البحر لإنشاء المنشآت الفندقية حتى تستطيع هذه الولايات استيعاب الحركة السياحية المتوقعة من قطاع رحلات الطيران العارض.

سياحة الأعراس

وتطرق الغساني إلى نوع آخر للسياحة التي نشطت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج وهي سياحة الأعراس، إذ تقوم الوزارة حاليا بالترويج عنها في الأسواق الآسيوية بالتحديد، بجانب الأنماط الأخرى مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المغامرات وغيرها؛ لجعل سلطنة عُمان إحدى أهم الوجهات السياحية الجاذبة لهذا النمط، مشيرا إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا مستمرا مع الجهات ذات العلاقة لتقديم كافة التسهيلات لاستقطاب هذه الأنماط السياحية باعتبارها رافدا حقيقيا للسياحة في عُمان، وأحد مصادر الدخل المباشرة للمنشآت الفندقية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وشركات السفر والسياحة.

مكاتب الترويج السياحي

ولفت الغساني إلى أن الوزارة أعادت فتح جميع مكاتب الترويج السياحي الخارجية التي أغلقت أثناء جائحة كوفيد ١٩، البالغة 10 مكاتب سياحية متوزعة على بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ودبي، والسعودية، والهند، والصين، ودول إسكندنافيا وغيرها، موضحا أن دورها يتلخص في زيادة الشراكات السياحية المتعاقدة معها من تلك الأسواق، وضمان تدفق المزيد من السياح القادمين من المناطق التي تغطيها المكاتب أو الدول المجاورة إلى سلطنة عُمان، كما أن الوزارة حريصة على اختيار من يعملون في تلك المكاتب بحيث يمتلكون الخبرة في مجال التسويق السياحي والإلمام بالمقومات السياحية والثقافة العُمانية وترجمتها لشركائهم بالقطاع السياحي في دولهم.

وأشار إلى أن عدد السياح القادمين إلى عُمان ارتفع إلى ما يقارب 3 ملايين بنهاية عام 2022، أغلبهم من دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 1.400 مليون سائح، مؤكدا أن خطة التعافي من تبعات جائحة كوفيد ١٩ التي انتهجتها الوزارة قد أتت ثمارها من خلال هذه المؤشرات.

المهرجانات السياحية

وتحدث مدير عام الترويج السياحي عن أهمية المهرجانات التي نظمتها الوزارة في الفترة الماضية في أغلـــب محافظـــات سلطنة عُمان، مؤكدا أن هذه الفعاليات والمهرجانات المحلية أحد العوامل التي تساعد على تحقيق دور استراتيجي في تنوع الاقتصاد الوطني، وخاصة تلك الفعاليات التي تعتمد في تنفيذها على المجتمعات المحلية، والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ تسهم الفعاليات في التعريف بالثقافة المحلية لكل منطقة، وتحفيز الحركة السياحية إلى جانب تحقيقها عوائد اقتصادية مالية، ورفع القيمة المحلية المضافة، وتوفيرها للفرص الوظيفية المؤقتة للمواطنين، والتقليل من الموسمية في بعض المقاصد السياحية، لافتا إلى أن التركيز في الفترة القادمة سيكون على فعاليات مختلفة تحقق قيمة مضافة وعائدا اقتصاديا للبلد والمجتمعات المحلية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

المشاركة في المعارض والمؤتمرات

من جهة أخرى، أكد الغساني أن الوزارة حريصة على المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية؛ الأمر الذي يمكّن المسؤولين والمعنيين بالقطاع السياحي والشركات السياحية من إبرام الاتفاقيات والعقود، إضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في كل ما هو جديد وحديث في القطاع مثل التقنيات والتطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيرا إلى أن الوزارة تشارك في أغلب المعارض والمؤتمرات، مثل: معرض السفن السياحية في ميامي، وسوق السفر العربي في دبي، ومعرض سوق السفر العالمي في لندن، مضيفا أن سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة شاركت مؤخرا في بورصة السفر الدولية في برلين الذي يعد أكبر معرض سياحي يقام على مستوى العالم، إذ شاركت فيه أكثر من 162 دولة.

الترويج الإلكتروني

وذكر الغساني أن الوزارة ركزت خلال السنوات الأخيرة على الترويج الإلكتروني من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي؛ لما يمثله من انتشار سريع ودقة الوصول إلى الشرائح المستهدفة من السيّاح، وسهولة تقييم الأثر والعوائد المحققة من خلاله، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بتنظيم عدد من الزيارات التعريفية لعدد من الشخصيات سواء كانت الإعلامية أو النشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، أو أصحاب القرار بالشركات المصدّرة للسياح من خلال إعداد برنامج زيارة منظم لأهم الأماكن السياحية والتاريخية والثقافية في سلطنة عُمان.