عين فلج المر بدماء والطائيين تنبع كبريتية مرة.. وتصل للقرية صافية عذبة!

المسافة بين العين وقرية المسفاة تزيد عن 2كم -

دماء والطائيين - أحمد المعمري -

ينتشر في ولاية دماء والطائيين عدد من العيون المائية التي تنبع من باطن الأرض وتخترق صخور جبالها الصلدة لتغذي الأفلاج والمزارع وتكون مصدر ري أساسي لتلك الأفلاج المنتشرة في مختلف قرى الولاية ومن بين هذه العيون عين فلج المر بقرية المسفاة التي تمتاز بروعة مناظر بركها المائية المنتشرة في قمة الجبل تعكس جمالية الطبيعة الساحرة وترسم مشهدًا طبيعيًا بديعًا.

وتقع عين فلج المر في وادي صرين بقرية المسفاة بولاية دماء والطائيين وهي إحدى العيون الكبريتية المنتشرة في السلطنة وتمتاز بتدفق مياهها طوال العام. ويقول علي بن حمد الحسني أحد سكان هذه القرية: إن ماء عين فلج المر لا ينضب أبدًا فهو متدفق طوال الوقت دون انقطاع سواء في حال الخصب أو الجدب فهي لا تزيد بهطول الأمطار ولا تنقص بانقطاعها لأن ماءها جوفي ينبع من باطن الأرض وماء العين عند النبع شديدة المرارة لا يصلح للشرب بتاتًا لوجود المادة الكبريتية المعروفة، وله رائحة معينة، والمسافة بين العين والقرية تزيد عن اثنين من الكيلومترات تقريبا (2كم) وتعتبر هذه المسافة حكمة من الله ولطف منه بعباده حيث جعل سبحانه من هذه المسافة ما يكفي لتنقية الماء بطريقة طبيعية فالماء يمر عبر قنوات طبيعية في بطن الوادي ومشكلا بركا مائية غاية في الروعة والجمال وكأنها تعكس جمال السماء وزرقته وهذه البرك هي مصفٍ رئيسي (فلتر طبيعي) ويصل الماء إلى القرية صافيا من الكبريت نقيا من الشوائب فقد اعتمد عليه الأجداد والآباء على مدى قرون في شربهم وطهي طعامهم وسقي دوابهم بجانب ري زراعتهم.

وأضاف علي الحسني: إن أهل القرية اعتادوا على معاهدة العين بالتنظيف والحفر (لأنها تتأثر بالأتربة لوجودها في بطن الوادي) خاصة في أوقات المحل الشديد ولهم في ذلك عادة جميلة حيث يقوم وكيل الفلج عند اشتداد المحل بمشاورة أهل القرية والاتفاق على اليوم الذي يقومون فيه بتنظيف وحفر العين ويسمونه (خدمة العين) يخرج في ذلك اليوم أغلب رجال القرية في مظهر اجتماعي رائع يحملون معهم كل ما يعينهم من أدوات الحفر ويزين ذلك الاجتماع أحاديث كبار السن العذبة عن عبق الماضي وبطولات الأجداد في كسب العيش والبحث عن الرزق، ومن العادات أنهم يحملون معهم رأسا من الغنم (ذبيحة خاصة) قربة لله تعالى حتى تدوم عليهم مياه العين وبركات الله، ويأخذون معهم موائد الطعام المختلفة ولكن يبقى لوليمة الغداء باللحم والأرز وقعها الخاص.

ويقول علي الحسني: إن عين فلج المر محيطة بالجبال والطريق إليها عبر الوادي ويكون مشيًا على الأقدام فقط مسافة لا تقل عن اثنين من الكيلومترات واستثمارها سياحيا في الوقت الحالي أمر يرفضه أهل القرية مخافة تأثر المياه من السياح وغيرهم.