عيسى الصباحي أنعش السياحة في نزوى بمشروعه المميز

احترف رائد الأعمال عيسى بن سليمان الصباحي بفكرة المميز في تأسيس علامته التجارية «طريق الحرير العصرية»، حيث يسعى مشروعه «عربات نزوى السياحية»؛ لإيصال صورة مميّزة عن ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ووضعها على خارطة الولايات التي تستحق الزيارة من قبل جميع السيّاح القاصدين لسلطنة عمان.

يشعر الصباحي بالفخر والاعتزاز؛ لأنه من أوائل روّاد الأعمال الذين استثمروا في المجال السياحي بولاية نزوى، واستمد كل الحماس من إحدى المأثورات، حيث قال: «أضع أمامي المثل القائل: أن تضيء شمعه خير من أن تلعن الظلام».

كحال معظم روّاد الأعمال العمانيين لم تكن بداية الصباحي مفروشة بالورد، وعاد بالذاكرة إلى البداية وقال: بدأت النشاط التجاري منذ 1996، في تجارة التمور، والتوابل، والقهوة، ومنتجات المطاحن مع والدي الذي تعلم صناعة الحلوى العمانية من أبيه منذ خمسينيات القرن الماضي.

وأضاف: بدأت فكرة الدخول في مجال الاستثمار السياحي وابتكار نشاط متميز منذ عام 2012، تم طرح عدّة أفكار مع الأخوة المؤسسين، وكانت الحاجة لوجود وجهة سياحية للزائر لولاية نزوى، وكون مدينة نزوى تتميز بطابع تراثي وغنية بالتاريخ العمانيّ، والمعالم الأثرية، والحياة الاجتماعية، والعادات والتقاليد في أجمل صورها، وتبلّورت الفكرة لاحقًا بوضع تصوّر للتجوّل داخل حارة عمانيّة قديمة في ولاية نزوى، بعدها قمنا باختيار حارة العقر في ولاية نزوى، ثمّ بدأنا باستكشاف المعالم المستهدفة للمادة السياحية، ومسح المنطقة خلال الفترة من (2016 حتى 2019)، حيث شملت هذه الفترة تقييم الفكرة وطريقة العمل، وجمع المادة العلمية والجدوى الاقتصادية والفئة المستهدفة.

• انطلاق الشركة

وعن انطلاق الشركة قال الصباحي: تم اختيار الاسم التجاري للشركة «طريق الحرير العصرية» مستلهمًا من طريق الحرير التجاري القديم بين الصين والعالم، وإضافة العصرية ليكون بشكل عصري. ووصف الشركة بقوله: الشركة عمانية 100%، بدأت العمل في مجال أنشطة مشغلي الجولات السياحية في ولاية نزوى في 2019 بمشروع متميّز وحديث، حيث تم توريد عربات كهربائيّة مكشوفة بشكل كلاسيكي للتجوّل حول الحارات الأثرية، وتقديم الإرث التراثي والتاريخي للسيّاح، من خلال جولة بإرشاد مثري من المعلومات عن عدّة معالم خلال مسار الجولة.

وأشار الصباحي إلى المراحل الصعبة والطويلة التي مر بها للحصول على تصريح: مرت تصاريح المشروع بمرحلة طويلة حتى الموافقة، وذلك لتميّز الفكرة وعدم وجود سابقة لها، بدأنا بطرح الفكرة للترخيص من وزارة السياحة، ثم توجهنا لاستخراج التراخيص من الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية، بعدها قمنا بالتواصل وتقديم المشروع مع إدارة عمليات شرطة عمان السلطانية، وعملنا عرض تقديمي عن الفكرة وجميع متطلباتها، وحصلنا على ترخيص المشروع، وخاطبنا الجهات ذات العلاقة، بعدها سجلنا العربات لدى الإدارة العامة للمرور وأمناها في شركات التأمين، وأخيرًا استخرجنا التصاريح النهائية وانطلاق المشروع.

• العاملون في الشركة

وتحدث الصباحي باعتزاز وفخر عن العاملين في الشركة قائلًا: يعمل في الشركة - بالإضافة إلى مؤسسيها - مجموعة من الشباب العمانيين من أبناء الولاية، ونخطط لتشغيل مناطق وحارات أخرى، للمساهمة في القيمة المحلية المضافة، وتوفير فرص عمل، وتدريب في القطاع السياحي للباحثين والراغبين في المجال، وكذلك نسعى لتقديم التجربة للباحثين في المعمار العمانيّ والتاريخ والتراث.

حول مسار الجولة قال الصباحي: تستمر الجولة في العربة مدة (30) دقيقة، حيث تنطلق العربة أولًا من ساحة المواقف سوق نزوى إلى بيوت الطين، ويتم تعريف السائح بنمط الحياة القديمة في سلطنة عمان، ومن ثم تكمل المسار لتعريف السائح بالمساجد الأثرية والأبواب الخشبية العتيقة، ثم يتم إخبار السائح ببعض أسرار العمارة العمانية ومرافق حارة العقر، بعدها يتم نقل السائح إلى الفلج لتعرف على نظام توزيع الماء فيه، وننهي الجولة عند تنور الشواء.

وأضاف: إن الجولة تتميز بطابع عصري تعليمي وتثقيفي يتخللها شرح موجز للمعالم، كما أن الجولة مناسبة لكافة الأعمار، وكذلك يمكن حفظ أمتعة السائح في مكتب الشركة الذي يقع بالقرب من قلعة نزوى. مؤكدًا أن الفكرة لاقت إقبال الزوار وانطباعهم الممتاز، وأصبحت تجربة ناجحة، وزادت من إقبال السياح على زيارة الولاية مما أدى إلى تنشيط القطاع السياحي فيها. وقال متحدثًا عن طموحاته وتوجهاته: نسعى للتوجه نحو تطوير التجارة الحالية، والتوسع في المجال السياحيّ من خلال إضافة منتجات أخرى ذات طابع مميّز.